«أغنية عن نهاية العالم» مجموعة شعرية تعيد عجن الجسد بحواس خارقة
25-تشرين الأول-2022
حسام معروف
يضع الشاعر العراقي حسين بهيش تأملاته حول اختلافات المشاعر الإنسانية والحياة مع الزمن، ويقارن بين الماضي والحاضر، ويبين كذلك نذر النهاية وإغلاق العالم في حال واصل انحداره، في مجموعته الشعرية "أغنية عن نهاية العالم" الصادرة عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع 2022.
ومن خلال مجموعته، يكتب بهيش عن المجازفة في الحب، وطرق الخطر من أجل الشغف، كما يعبر عن الصوت الداخلي للإنسان في ملاحقة الأشياء، والاحتراق الناجم عن الحب.
ويتضح في نصه تأمل الخسارات والسقوط بعد الحلم الكبير ومحاولات الطيران دون أجنحة، كما يكتب عن الخلاص باحثاً عن الراحة، فيما يوصف الرحيل رغم بقاء الجسد، عبر رسم صور شاعرية مشتبكة باليوميات.
ويستغرق بهيش في ملاحقة تأملات الشعر للحياة واستكشاف حركتها، وأثرها على الإنسان، إذ يكتب كذلك عن الموت وأقفاله الخشنة.
أما لغة بهيش، فتبدو جذابة لامعة باحثة عن أفكار غير معقولة، وتميل إلى التجريب وإحداث الاختراق الشعري، من خلال الصورة والحس والتشكيل، ويلعب الشاعر على الصدى النابع من الصورة والكلمات، فذلك الأثر هو غواية الشعر وطريقته في الإمتاع.
لكنه لا يلتفت في كل مرة إلى الإيقاع الشعري بالشكل المطلوب، فتبدو قصيدته في الكثير من المواطن أقرب إلى ما يكون عزفاً عشوائياً.
أقسام أربعة
وتنقسم مجموعة بهيش لأربعة أقسام معنونة، ففي القسم الأول "يوم للحكمة والراعي والنساء"، يتناول حالات الحب بين العاشقين وتقلبات الإنسان ما بين ذلك.
وفي القسم الثاني "مثل لهفة الماء"، يذهب الشاعر لتفسيرات الحياة وتقاطعاتها مع العديد من الأحداث حول الماضي والحاضر، عبر رؤية شاعرية.
أما القسم الثالث "كنت أول الغرقى"، فيعبر فيه عن حالة التأمل والغزل للمرأة التي توصل الإنسان لمرحلة الغرق والجنون.
وفي القسم الرابع "الحياة جنة مغلقة"، يتابع بهيش الصوت الوجودي في الإنسان، وقناعات المرء حول الموت والحياة خلف هذا العالم، كل هذا عبر 106 صفحات من القطع المتوسط.

طريقة تقليدية
يظهر في الطريق الشعري لحسين بهيش، رغبته في أفكار جديدة تغير طريقة الحب وشكل العالم، كما يرغب بتفعيل جديد لحواس الإنسان تجاه الأشياء، فيرى الضياع في حال الإنسان بطريقة تقليدية للحب، مع تكاثر الجراح وازدياد كتلتها حتى صارت كأنها سلاسل وكرات حديدية تمنع الإنسان من الحضور.
ويرى بهيش الخلاص من كل هذا عبر امرأة ليست بالاعتيادية تحمل حاسة الاختلاف كي تلغي كل ذلك الألم، وتحيل الجسد لرائحة قابلة للشم، والإذابة، جسد يذوب في الماء، ويتبخر حزنه، بحيث يصير جنة لا يطالها الوجع، هذا التواجد بعد التلاشي والضياع، يجعل بهيش السبيل لتحققه عبر إعادة عجن الجسد وتشكيله من جديد بحواس خارقة، حيث يقول:
"غير أن ثمن الخطوة آه
ما زلت ضائعاً في المحطات،
أغطي جراحي بالتصبر،
مثلما يغطي المسافرون الأثاث بالشراشف.
الأفكار المتشعبة في الرأس،
تشبه سلسلة في قدم سجين،

أجرّها مثل كرة حديدية،
غير أن ثمن الخطوة آه.
تمنيت أن تقطفني امرأة،
من حقول الأوهام هذه،
وتتركني في كأس ماء،
أشمها وتشمني،
حتى أرتقي جنائن من يديها".
ويكمل بهيش في تقديس وجود المرأة ليكتمل المعنى في كل شيء، حينما يكتب أيضاً:
"عندما تغادر الحبيبات
يصير الشعر مهنة
مثل حداد يصنع شبّاكاً،
أو نجار يصنع قفصاً.
زمن التكنولوجيا".

ويرى حسين بهيش من منظاره الشعري كيف تأثرت العاطفة في زمن السرعة والتكنولوجيا، إذ تحولت إلى أدوات و"إيموجيات" بعيدة عن الشعور الإنساني الحقيقي، بفعل القرب والتواصل حد التشبع.
فالكثير من المشاعر في الحب تتحقق بفعل الخطى إلى الحبيب، وابتعاد المسافة والجغرافيا، ويلخص بهيش بشكل نوستالجيٍّ كيف كان الحب يحفظ قوامه عبر المشاعر المخطوطة على المكاتيب بين العشاق، وهو ما جعلت منه التكنولوجيا عادة منقرضة.
يكتب بهيش في نص "شذرة في خاتم السماء":
"في الجاهلية
كانت الصحراء خطوة
والحب عطشاً
والمكاتيب سلوة
والقبلة نذراً
أما الآن فالهواتف
أفسدت كل شيء".
نهاية حزينة
وفي نهاية تجربته، يضع الشاعر أحاسيس الحيرة والتيه أمام معايير الحياة وتعقيداتها، حيث تبدو الانطباعات الباردة نحو الحدث وما يجول حوله.
ففي تصوير شاعري مؤثر، ينقل بهيش صوت الإنسان مع النهاية المرهقة، وقد تعزز الوعي بالخيبات والخسارات والتجارب الحزينة.
ويقتبس من حياة الطير خساراته، فراخه الصغيرة، كأنها ذاتها أحلام الإنسان مع واقعه المرير، والأطفال الذين يذوون في الحرب، والحبيبات اللواتي حين يغادرن يجعلن الشعر مهنة لا أكثر. لذا يعبر عن الحياة من خلال نص "الحياة جنة مغلقة":
"في الأرجاء كان الجو معتماً،
والريح تقلب شجيرات الغاب،
غير مكترثة لهبوب الورق المنثور،
على جرف البحيرة،
في البداية كان السراب شلالاً
يمد الطريق بالتيه
كأي ضائع
رحت أفتش بكلمات فضفاضة،
عن نقطة دالة للرجوع.
في النهاية أبكاني لهاث الطير
سرقت فراخه كومة مراهقين،
لا أعرف كيف تُواسى لكنني أعرف،
أن الحياة جنة مغلقة!".
المحكمة الاتحادية تقرر عدم صحة تأجيل انتخاب رئيس البرلمان
7-أيار-2024
المنتجات النفطية : إسترداد أكثر من (٩٥٠) مليون دينار إثر ضبط ٣ ملايين لتر من انواع الوقود المعد للتهريب
7-أيار-2024
العراق يستورد أمصال من أفغانستان بأكثر من 500 الف دولار
7-أيار-2024
النقل تدرس فتح 3 خطوط نقل جوي مع الرياض والشارقة وبكين
7-أيار-2024
على غرار تجربتها مع راواندا لندن تتفق مع بغداد لإعادة توطين لاجئيها في العراق
7-أيار-2024
بعد هجوم خورمور.. كردستان تطالب تزويدها بمنظومات دفاع جوي لحماية حقولها العراق والحل قد يكون في بغداد
7-أيار-2024
الإطار يمهل أحزاب السنة أسبوعاً لانتخاب رئيس البرلمان ما علاقة خلاف المالكي والعامري؟
7-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
7-أيار-2024
إخناتون المنادي بالتوحيد الفرعوني بطلا روائيا
7-أيار-2024
تدابير للتخلص من "ذقن الفراولة"
7-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech