الإقناع بالدراما
25-نيسان-2023
عزام صالح

الدراما فن جميل يواكب كل صغيرة وكبيرة في حياة المجتمعات، التي هي عبارة عن ثقافات ومستويات وتلقي، وعليه يجب على صناع الدراما ان يعوا كل ما يحدث في هذه المجتمعات، ودراسة مفرداتها واختيار الموضوع المناسب بانتقائية عالية، لا ضمن حالات شاذة تطرأ هنا وهناك.
هذه مهمة كتّاب السيناريو بالدرجة الاولى والذين يجب ان تكون ثقافاتهم عالية بعلوم الاجتماع والنفس والتاريخ والبيئة والثقافة العامة من قصص وروايات وغيرها، ومتابعة ما يحدث في المجتمع من جديد، والبحث عن موضوع يستطيع ان يقنع اكبر عدد ممكن من المشاهدين بكل المستويات. كذلك يقع على عاتق الجهة المنتجة: منتج او قناة مهمة انتقاء السيناريو الذي يستطيع تسويقه للحصول على اكثر مشاهدة.
وعملية الاقناع في الدراما تحتاج الى ادارة انتاج بمستوى النص المراد انتاجه، لكي يوفر كل المستلزمات التي في النهاية نشاهدها على الشاشة، واختيار المخرج بمستوى النص كثقافة وتقنية والتي تمكنه من اختيار الممثل النجم المناسب الذي يستطيع ان يدرس الشخصية بكل ابعادها النفسية والاجتماعية وحتى التشريحية، لكي يقنع المشاهد. علما ان ما حدث لدينا في الدراما العراقية هو فرض المنتج نفسه على المخرج لكي يمثل الشخصية التي يريدها. وقد ياتي بمخرج ليس له ثقافة ودراية بالادب والرواية واعطائه رواية مهمة في تاريخ العراق، والنتيجة عدم تسجيل اثر في ذاكرة المجتمع.
وبعد كل الذي ذكرناه، لا بد من الاهتمام بالبيئة والجو الدرامي الذي يصنعه مخرج الادارة الفنية ومدير التصوير بارشاد من المخرج المتمكن.
واهم ما يثير التساؤلات لدى المشاهد هو صناعة الحدث ومجرياته، وهو الذي يقود حبكة العمل من الالف الى الياء. وهنا يجب ان يسأل كل كاتب سيناريو كيف تسير هذه الشخصية او تلك، ويجد المبررات والمحاور التي تتحرك بها، وان تصنع تقنيا كصورة واضحة من قبل المخرج بمعية الكادر الفني جميعا، لا ان نترك شخصية تفعل فعلها دون ان نضع اي تبرير معين. وعلينا ان نتساءل عن اي شخصية موجودة في السيناريو وتاريخها ومبرات افعالها اذا كانت شخصية تدعو للخير او شخصية ذات أفعال إجرامية، لا ان نترك الحدث يقودنا دون وضع نهايات وتفسيرات لكل شخصية ونقول لماذا حدث وكيف حدث، وهل هذا ضمن نسق هذا الشخصية كبناء؟ وان لا تشذ هذه الشخصية عن سلوكها او بيئتها الا بمبرر يخدم البناء ونستثمره لاحقا.
ما يحدث في الدراما العراقية وأخص بالحديث هذا الموسم، الذي جاء باستنساخ لأعمال تركية ومصرية وإيرانية وأعمال لا تشبه واقعنا ووضعنا، عدا إضافة بعض البهارات وتحوير بعض الأحداث، لكي تكون عملاً عراقيا.
بالنتيجة ولقصر ثقافة الكاتب (المعرق) اصبحت الشخصيات سائبة، وتتحرك وفق احداث لا تشبه الواقع الذي نعيشه، اضافة الى الانتاج البائس الذي يدير هذا العمل او ذاك، ووضعنا بيئة مفتعلة بمخرج رخيص يفتقر الى التجربة، الامر الذ يجعله يعطينا نتاجا غير مقنع، لانه ليس هو من يختار الابطال، انما المنتج المنفذ، وثانيا لان بيئته وبيئة المسلسل الاصلي المستنسخ منه، تختلف عن البيئة النهائية. وهذا ما يجعل المشاهد بكل مستوياته يتوصل الى نتيجة عدم الاقتناع بما يشاهده من مسلسلات محلية.
الأنواء الجوية: أمطار رعدية وانخفاض في درجات الحرارة
12-أيار-2024
"قوات سوريا الديمقراطية" تسلم بغداد اثنين من مقاتلي داعش مشتبه بهم في مجزة "سبايكر"
12-أيار-2024
النزاهة: الحبس ثلاث سنوات لمدير مكتب محافظ بغداد السابق
12-أيار-2024
العراق يرحب بتصويت الأمم المتحدة لصالح العضوية الكاملة لفلسطين
12-أيار-2024
"صبي من بغداد".. فضيحة سياسية تقضي على طموحات ناظم الزهاوي السياسية في رئاسة وزراء بريطانيا
12-أيار-2024
مع إنتهاء الفصل التشريعي.. تصاعد الخلافات بين القوى السنية و3 خيارات لانتخاب رئيس البرلمان
12-أيار-2024
العراق يطلب من الأمم المتحدة إنهاء مهمتها السياسية في البلاد
12-أيار-2024
السيارات الصينية.. بين صادرات قياسية ومبيعات محلية متراجعة
12-أيار-2024
شركات ألمانية تشكو من انقطاعات قصيرة للتيار الكهربائي
12-أيار-2024
حروب المركبات البحرية المسيرة تضع الولايات المتحدة أمام تحديات هائلة
12-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech