الطائفية تعيق بناء الدولة
23-تشرين الثاني-2023

محمد عبد الجبار الشبوط

اصبح مؤكدا عندي وعند غيري، ان الطبقة السياسية (شيعية-سنية-عربية-كردية-اسلامية-علمانية الخ) التي تولت ادارة البلد خلال العشرين سنة الماضية غير قادرة على بناء الدولة، فضلا عن الدولة الحضارية الحديثة. وهذا قصور في هذه الطبقة اكثر مما يكون تقصيرا. واوجه القصور ربما يمكن اجمالها بنقاط محددة هي: الطائفية او الفئوية، عدم المعرفة النظرية وعدم الخبرة العملية ببناء الدولة، الفساد. وهذه كلها عوامل تعيق بناء الدولة. فالدولة ظاهرة حضارية في المجتمع الانساني. والفساد والجهل والطائفية ظواهر متخلفة في المجتمع تتناقض جوهريا مع مشروع بناء الدولة الحضارية الحديثة.
ومن الادلة القريبة على ذلك على سبيل المثال لا الحصر بيان تحالف القيادة (علماني) المؤلف من تقدم والسيادة حيث جاء في الفقرة الاخيرة منه:"مما تم التأكيد على ان المجتمعين يمثلون الغالبية السنية بعدد النواب" ثم يستخدم عبارة "الاستحقاق السياسي السني". ومثل هذه الالفاظ لا تقتصر على التنظيمات السياسية "السنية" وانما نجدها بهذا الشكل او ذاك في غيرها. وهذا يشير الى ان الطبقة السياسية استسلمت بالكامل الى المنطق الطائفي والى التفكير الطائفي والى المحاصصة الطائفية. ويتعذر بمثل هذا النوع من التفكير بناء دولة حضارية حديثة لان هذه الدولة تقوم على اساس المواطنة وليس على اساس المكون الطائفي.
لقد كفر اصحاب المنطق والتفكير الطائفي بالمواطنة والديمقراطية بحيث اصبح هدايتهم اليها متعذرا لقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْغ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ". ومع انني احب ان يتغيروا ويدخل في قلوبهم الايمان بالمواطنة والديمقراطية، لكني اعلم ان حبي لهم لا يهديهم اليهما لقوله تعالى:"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ؛ * وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ". واذاً، فسوف اترك امرهم الى الله. ان شاء هداهم وان شاء ابقاهم على كفرهم وضلالتهم. فالامر اصبح محصورا بينهم وبين الله. (الا ينبغي ان يحرم الدستور او قانونا الانتخابات والاحزاب الطائفية؟!)
لكن هذا لا يلغي الجانب الاخر من الامر وهو ما كان بينهم وبين الناس. فالناس مسؤولون عن تغيير اوضاعهم والانتقال من الطائفية والمحاصصة الى المواطنة و الديمقراطية. وللانتقال طريقان: الطريق السلمي السهل، والطريق العنيف المسلح. وانا لا ادعو الى الطريق الثاني ابدا، لان كلفته عالية ونتيجته غير مضمونة. واصر على الطريق الاول، لان كلفته اقل، ونتيجته مضمونه على المدى البعيد. وهذا يعني ان الوقت الذي يستغرقه التغيير السلمي قد يكون طويلا، ولابد من قبول هذه الحقيقة، وان كان بعض الناس يستعجل الوصول الى النتائج لقوله تعالى: "وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا". وليس عندي سوى دعوة الناس الى الصبر فيما هم يعملون على انجاز التغيير لقوله تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ"، وان يكون العمل للتغير عن طريق التقوى ونظم الامر لوصية الامام علي عليه السلام لولدية الحسن والحسين عليهما السلام: "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم".
ومن مصاديق العمل السلمي للتغيير: الانتخابات. الانتخابات الية سلمية للتغيير، غير مكلفة الا بمقدار ما تتطلبه الدعاية الانتخابية، وشبه مضمونة النتائج اذا احكم اللاعبون فيها لعبتهم وخاضوها بعلم وخبرة عملية. ومن اهم قواعد النجاح في الانتخابات ان يتم خوضها بطريقة لا تشتت الاصوات بل تجمّعها لصالح انتاج حزب او تكتل برلماني كبير، وطني ديمقراطي، عابر للطائفية والقومية، ويعمل لصالح مشروع الدولة الحضارية الحديثة. بعبارة اخرى، انا ادعو لخوض الانتخابات بهذه الشروط وليس بدونها، لان فقدان هذه الشروط يحرم الانتخابات من صفتها التغييرية ويحرم الناخبين من قدرتهم على التغيير.

التربية تطلق مبادرة دعم مواهب الأيتام بالحساب الذهني
20-أيار-2024
الموارد المائية تطلق خطة لتنظيم إدارة المياه
20-أيار-2024
النزاهة تصدر أوامر قبض واستقدام بحق (12) موظفاً بدائرة صحة ديالى
20-أيار-2024
الحماية الإجتماعية: 250 ألف متجاوز على رواتب الحماية الاجتماعية
20-أيار-2024
السفيرة الألمانية: مستثمرون ألمان رفضوا دفع "أتاوات" في العراق
20-أيار-2024
رحيل الرئيس الإيراني.. الحكومة العراقية تعلن الحداد والبرلمان يؤكد "المنطقة ستفتقد خط الوسطية والاعتدال"
20-أيار-2024
بعد الفشل بانتخاب الرئيس.. ترجيحات ببقاء المندلاوي في المنصب حتى نهاية الدورة الحالية
20-أيار-2024
محافظ ذي قار مرتضى الابراهيمي يفتتح 3 مدارس حديثة في قضاء الغراف ويكشف عن عدد المدارس التي تحتاجها المحافظة لحل ازمة الدوام المزدوج
20-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
20-أيار-2024
أتالانتا الإيطالي يتطلع إلى إنهاء 61 عاما من انتظار التتويج بالكأس الأوروبية
20-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech