الفنان إياد الزبيدي... صورة الشعر والسرد الاولى
13-تشرين الثاني-2024

رعد كريم عزيز
التعلق بالخط العربي والمزاوجة مع الرسم والمثاقفة الادبية الخالصة خلق فضاءً متداخلا عند الفنان اياد الزبيدي ,ولكل فنان مايحركه ويدفعه نحو الابتكار لولوج حالة جديدة يريد ان ينتقل اليها وهذا ما تجسد عنده بروح الغواية الاولى التي تمثل المكنون الصافي لولادة الشعر اي مفردات مكوناته الصورية قبل ان تتحول الى كلمات وهو بذلك يمسك بالتأويل الخاص الذي يجسدة تخطيطا وكتابة.فهو اذا وجد اصرة مشتركة او اشارة مع نص شعري او سردي يبدأ بالاشتغال في فضاء النص ولكن ضمن منظومته الخاصة في الرسم فيتكون لدينا نص تصويري اخر يحايث النص الكتابي الاول قريبا منه ولكن باستقلالية تأويلية.
وهذه المنطقة الفنية امتداد بمعناها العام لشغل سبعينات القرن الماضي عند الشاعر والرسام يوسف الصائغ ومحمد سعيد الصكار وصادق الصائغ كامثلة ناصعة مرتبطة عند الشاعر الرسام او الخطاط وعند الرسام ضياء العزاوي.وهذه التجارب امتزجت فيها قصائد نشرت في الصحافة او موتيفات في اغلفة الكتب وحتى الحروفية التي استند عليها متصوفا شاكر حسن السعيد.
ولكننا هنا نتحدث عن خطاط ورسام ذهب نحو الشعر متماهيا معه لخلق نصوص مغايرة عبر الصورة وحتى نوعية الخط اليدوي, فكل اعماله التخطيطية للشعر الحلي العراقي عند الشاعر موفق محمد في مغامرة اولية حيث اقدم على قراءة تشكيلية لديوانه عبديئيل في 20/9/2006 ورافقه اصدار الديوان كتابة ورسم على قاعة نقابة الفنانيين في بابل هذه التجربة الاولى قادت الزبيدي الى تنفيذ ديوان الشاعر موفق محمد (عبديئيل) خطا ورسما مما وفر نسخا مضافة لديوان شعر طبع خارج البلاد ابان الحكم السابق قبل 2003 وهي مهمة شاقة نفذها وكأنها وراق قديم ينفذ كل الاشياء يدويا فيما كانت الاتصلات الحديثة تتقافز بسرعة مذهلة وقد نفذ العمل في انتقائية لشعر اثر في ذائقته ودفعه لكتابة الديوان.
.ثم اعقبه بمعرض يترسم اشعاع شعر الخالد بدر شاكر السياب في البيت الثقافي في بابل في قراءة تشكيلية ثانية للشعر بتاريخ 7/7/2007 على قاعة عشتار للفنون , مكتوبة بخط اليد وبتعرجات وتداخلات منمنة بدأب وصبر لتخرج من تنور احساسة نصوصا مستقلة وكانها القراءة النقدية الانطباعية الحسية للرسام ازاء نصوص الشاعر فكان الشاعر بدر شاكر السياب في قراءة صورية, وعقب خبر صغير في صحيفة محلية اثارت انتباه احد المهتمين ( المهندس والكاتب والرسام وعد راضي) وبعدها انتقلت اعماله عن السياب الى جدران فندق شيراتون في البصرة بلوحات دائمة كجزء من جدران المكان وتبعها اعمال تقترب من الفن العربي والكوردستاني في فندق باربيل وهذا الاشتغال اثار نقطة مهمة تتعلق بقرب الاعمال المنفذة من جمهرة واسعة من المتذوقين اي انها تحمل مثاقفة بوشائج مع الجمهور المثقف او بمعنى اقرب انها تحوز رضى الجمهور بشكل واسع. واتخذ الاشتغال الفني عند اياد الزبيدي اتساعا امتد الى النصوص الادبية السردية فكان معرض نصوص تشكيلية لنصوص ادبية (كتاب اذكر اني لرشيد هارون وكتاب الاطراس الاسطورية في النص الادبي لناجح المعموري ومسرحية كسارة الحجر لسلام حربة.وهو بهذا الاشتغال الفني يوجه تحية اعجاب وقراءة تشكيلية صورية وكتابية وفق ذائقته وحساسيته العالية بالنصوص الادبية التي تسكن روحه وتتشاكل مع خطوطه ورسوماته.
حتى جاءت تجربته الثانية باختيار نصوص عديدة للشاعر رعد كريم عزيز وطبعها كتابا في الامارات بالتعاون مع الفنان محمد فهمي بعنوان (كائنات الفحم قراءة تشكيلية لنصوص الشاعر رعد كريم عزيز) عام 2014 بخط اليد وبتخطيطات بالابيض والاسود.وقد نفذ قبل هذا العمل فولدرا ملونا عن اعمال الشاعر ونصه الطويل التراب والعسل.
ومن الملاحظ ان الفنان اياد الزبيدي يتماهي مع القراءة وبشكل سريع ليتمثلها سطحا تصويريا في دلالة شدة الحساسية الفنية التي تربط القراءة بالتخطيط والرسم.
وفي كل تجربة تنوع لا يشبه الاشتغال الذي سبقه حتى كانت تجربة معرض (عشق بهار) على قاعة برج بابل في بغداد بتاريخ 9/5/2019 متماهيا مع رواية الكاتب امجد توفيق(الساخر العظيم) بلوحات باحجام كبيرة حتى ان احد لوحات المعرض انتقلت هدية لملكة بريطانيا الراحلة ابان رئاسة جمهورية العراق في فترة برهم صالح.
ان كل تلك الاشتغالات الفنية المحايثة والمتفاعلة مع الادب انضجت تجربة جديدة تفاعلية خلاقة مع الذكرى المئوية للكاتب العالمي فرانز كافكا هذا العام 2024 بالتعاون بين جمعية التشكيليين فرع بابل وبرعاية من معهد غوتو الالماني وصحيفة ومؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون ,واسهم الفنان اياد الزبيدي بصفته فنانا ورئيس الجمعية فرع بابل بعدة لوحات مثلت قراءة معمقة لوحشية التعامل الانساني والتي اسماها الزبيدي ( ضياع الانسانية )لذا ظهرت شخصيات لوحاته مكبلة وغارقة في قيود وسلاسل مع غياب الراس في وحشية الانفراد والوحدة التي تسحق الوجود الانساني.
وجسدت احدى لوحاته مستلهمة مقولة كافكا (ارغب في عزلة تخلو من التفكير اكون فيها وجها لوجه مع نفسي) بتقنية الاشتغال المشترك بين الكتابة والرسم مجتمعين وهذا الاتصال الثقافي يفتح الافق واسعا لهذه التجربة التي كلما مر عليها الفنان فانه يعلق صورا على كل قراءة كما فعل مع قصائد الشاعر الشعبي كاظم اسماعيل الكاطع في رسالة متكررة بان الزبيدي لايدع تاثرا بنص الا وجسده بالصورة تعبيرا عن تفاعل لا ينفصم بين الادب والفن في منطقو تشير الى فنه وهويته الخاصة في الفن التشكيلي العراقي المعاصر.

النزاهة: الحبس الشديد لوزير النقل الأسبق
13-تشرين الثاني-2024
«صقر حرب».. من هو بيت هيغسيت المرشح لقيادة «البنتاغون»؟
13-تشرين الثاني-2024
الخارجية: نرفض وضع قيود على الدول المنتجة للنفط
13-تشرين الثاني-2024
تحالف الفتح يحذر... واشنطن تبحث عن مبررات لبقاء قواتها في العراق
13-تشرين الثاني-2024
مراقبون يكشفون أجندة السوداني الى كردستان
13-تشرين الثاني-2024
النقل تشير الى وجود اهتمام دولي كبير في مشروع طريق التنمية
13-تشرين الثاني-2024
وفد أمريكي يصل بغداد لاستكمال المفاوضات مع طهران
13-تشرين الثاني-2024
اليورو قرب أدنى مستوياته أمام الدولار منذ 4 أشهر
13-تشرين الثاني-2024
دول عربية تتصدر أكبر 5 صفقات نفطية عالمية
13-تشرين الثاني-2024
النفط يرتفع وسط مخاوف من شح المعروض
13-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech