عزام صالح


الفنان الحقيقي هو ثقافة ابداعية بخصوصية بلده، وهو العارف بكل مشاكل مجتمعه وتاريخه وارثه وجماله.
وهنا على الفنان ان يشكل موقفاً ليرسم الوان مجتمعه، بعيدا عن الاغراء المادي بتوقيع عقد العمل.
فالبلد يحتاج الى ان يبحث به الكثير من المشاكل التي احدثها الصراع السياسي والطائفي والاثني والقومي.
الشباب والفساد والمخدرات وضياع الثقافة وموجة السوشيل ميديا بما تقدمه من ثقافات مشوهة.
يحتاج ايضا هذا المجتمع الى ان يظهر بطولة الفرد او القوات الامنية و(الح ش د) وبطولة ادبية تاريخية رياضية فنية عسكرية عشائرية ملتزمة بالدين والموروث الراقي، وغيرها.
نحن على ابواب موسم درامي جديد هل وضع الفنان (فكرة) وتبناها في احد ما اسلفنا من قضايا المجتمع.. ام انه يركض وراء القنوات الانتاجية ويبيع نفسه ليكون جسراً تتكئ عليه قنوات مؤدلجة يسوقها صراعها السياسي الى تشويه قادة البلد وتسقيطها وتجميل بعض الشخصيات التي أضرت بهذا النسيج المجتمعي.
وهنا علينا ان نفعِل السيطرة النوعية على النصوص بوضع لجان مؤهلة، تشرف عليها المؤسسات الفنية مثل وزارة الثقافة وشبكة الاعلام العراقي وهيئة الاعلام والاتصالات.
وانا هنا لا افرض طوقا على حرية الفن والثقافة بقدر ما اتجنب ما حدث سابقا للاساءة لاحدى شرائح المجتمع بالدراما.
كما واتمنى ان تكون القنوات التي تنتج الدراما ان تعي ما يحدث ايضا وان تنتقي ما يفيد الفرد والمجتمع وان يسبق ادلجتها متعة الناس قبل كل شيء.
وان تتنوع الانتاجات لا ان نجلس عند الاساليب الجاهزة والمعادة خصوصا في الكوميديا التي باتت تضر اكثر مما تنفع. وان تتنوع الانتاجات لا ان نجلس عند الاساليب الجاهزة والمعادة خصوصا في الكوميديا التي باتت تضر اكثر مما تنفع.
اتمنى ان تتنوع الدراما العراقية باخذ عينات مختلفة من واقعنا العراقي اجتماعي سياسي ريفي اكشن رومانسي كوميديا ممتع، تاريخي، بطولة سير ذاتية، وان تتنافس القنوات فيما بينها حقيقة، لا ان تدفع الاموال لبعض المهرجانات لتنال الصدارة، وكأن المهرجان سوق.
العمل الجيد والممتع يفرض نفسه ويكون اكثر (مشاهدة) حقيقية لا بشرائها ايضا من السوشيل ميديا.
وفي الختام نحن امام فضاء عالمي مفتوح فالقاصي والداني يشاهد ما تبثه هذه القنوات ويجب ان نبتعد عن تشويه المجتمع وان نعد للبطولة والثقافة الانسانية الجميلة والاعتداد بالوطن والشخصيات الوطنية كما فعلت مصر وسوريا وتركيا وايران والخليج وهذا محيط اقليمي علينا ان نتعايش معه للانطلاق بفن راق، نعبر به عن تاريخنا وتراثنا بصدق من خلال الدراما ولا نجعلها حلبة مصارعة، كما تفعل القنوات المؤدلجة.