المرتدون
17-كانون الثاني-2024

عامر بدر حسون

شهدت الايام الماضية ردة مخجلة على الديمقراطية من قبل عبيد لم يستسيغوا طعمها ومفعولها في كيانهم وارواحهم.
واقيمت للديمقراطية حفلات رجم على الهواء، وقاد هذه الهجمة حملة نير العبودية والمتباهين بوجوده في اعناقهم، ممن اضطروا، سابقا، لمباركة الديمقراطية كعبيد خانعين وليس كاحرار مقتنعين بها.
وهم هنا، والامثال تضرب ولا تقاس، كانوا اشبه بالأعراب الذين قال فيهم القران الكريم:
"قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ امَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ"
الحجرات 14
حدث هذا عقب العدوان الاسرائيلي على غزة واعلان اميركا ودول اوروبية دعمها وتأييدها لإسرائيل، وهو طالما حدث عقب كل عدوان وتأييد غربي له.
والهجمة في الكتابة العربية والعراقية على الديمقراطية هجمة اصيلة في هذه الثقافة والكتابة، في حين ان مطالبتها او قبولها سابقا بالديمقراطية كانت على مضض، وهي جاءت تحت ضغط خارجي مصحوبا بهزيمة وفضائح الديكتاتورية (البديل الطبيعي للديمقراطية).
وتتناقل وسائل الاعلام من تلفزيونات وصحف وكتابة على النيت، اخبار الدعم الامريكي والغربي بنشوة من تحرر من عبء ثقيل.
وكانت العناوين ما تنفك تؤكد على "انكشاف زيف الديمقراطية التي خدعونا بها وحاولوا تسويقها الينا".. والدليل دعم الدول الديمقراطية لإسرائيل في جرائمها وعدوانها.
وهذا الهجوم على الديمقراطية جزء اساسي في ثقافتنا.. الثقافة التي تقوم على خلط الاوراق ببعضها ومعاقبة عمرو بذنب ارتكبه زيد.
فالديمقراطية ليست عقيدة تنبثق عنها مواقف وافكار سياسية واقتصادية وانما هي الية ووسيلة في حكم المجتمعات وتسيير امورها.
ويمكن ان تكون الحكومة المنتخبة، بوسائل ديمقراطية، حكومة جيدة او سيئة.. يمينية او يسارية، حكومة تقف مع الفلسطينيين او تقف مع اسرائيل.. حكومة ذات خطوات وتوجهات رأسمالية او اشتراكية او حتى دينية وعرقية.
مواقف الحكومة مسؤولة عنها الحكومة نفسها وليست الديمقراطية او قيم حقوق الانسان والحرية التي تم شمولها بالهجمة.
ويمكن، بل يجب، ان يقال لبايدن ولحكام اوروبا انهم، بتأييدهم لإسرائيل، ارتكبوا فعلا اجراميا يساعد ويشجع المجرم على المضي في جريمته.. وانهم خالفوا روح ونصوص القوانين الدولية والوثائق التي تبنتها دولهم في اوقات سابقة عن الصراع العربي الاسرائيلي.
لكن روح العبيد مسكونة ومشغولة بروح الديكتاتور المضمر في اعماقها، وهي لا ترى في الذي حصل سوى فرصة سانحة للتبرؤ من الديمقراطية وحقوق الانسان والقوانين الضامنة لها. فتبادر، مستغلة غضب وانفعال الجمهور، للهجوم على الديمقراطية وما يرافقها من قيم واليات.
والهجمة العربية والعراقية لا تريد ان تقول ان دول امريكا واوروبا، وحتى دول عربية، اتخذت مواقف مخزية من قضية الاحتلال والحريات والمساواة لأسباب تخصها وتخص حتى بقايا روح عنصرية في حكوماتها او حتى في جزء من شعوبها.
ولا علاقة لهذه المواقف بالديمقراطية او حقوق الانسان.. فالديمقراطية هي وسيلة واليات لإدارة المجتمع من خلال حكومات منتخبة. والديمقراطية غير مسؤولة عن مواقف ترامب وخصمه بايدن وكذا الامر في كافة الدول الديمقراطية.
اما نحن فنرى، بعمى مبين، ان الديمقراطية هي المسؤولة عن هذه المواقف وننسى، وبتعمد، ان الديمقراطية هي التي اتاحت اليوم وستتيح غدا الفرصة تلو الاخرى في وجود معارضة حزبية او فردية لمواقف حكومات اميركا واوروبا في القضية الفلسطينية.
وصندوق بريدي مثل صندوق بريدكم مليء بالفيديوهات التي تصلنا والتي يتحدث فيها احرار من اوروبا واميركا ضد مواقف حكوماتهم، ويعلنون تاييدهم للقضية الفلسطينية. لكن احدا منهم لم يهاجم الديمقراطية كما فعلت غالبية كتاباتنا.

تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech