الوظيفة العامة في د ح ح
16-أيار-2023
محمد عبد الجبار الشبوط
لا إشكال ونقاش في ان للدولة (واعني بها هنا الجهاز الذي يتولى تنظيم وادارة شؤون البلاد) دورا معينا في الحياة العامة للمجتمع. وقد تراوحت نظرة البشرية الى هذا الدور بين الافراط والتفريط. فهناك من اتجه بقوة نحو تجريد الدولة من اي دور، وهناك من اتجه عكسيا الى اناطة امور المجتمع كلها بالدولة. لكن البشرية اكتشفت ان الافراط والتفريط ليسا هما الموقف السليم وانما الاعتدال في الجهاز الوظيفي للدولة. وهذا ما اخذت به الدول السائرة في خط الدولة الحضارية الحديثة على تباين درجاتها في السلم الحضاري الحديث.
تحتاج الدولة الى عدد من الموظفين في المجالات التي تمارس فيها نشاطها و دورها في المجتمع خاصة في الدفاع الخارجي والامن الداخلي والتربية والخدمات الاخرى التي تتعهد الدولة بها. وهذا يتطلب عددا من الموظفين العموميين يتناسب وحجم هذه المجالات. وتحرص الدولة الحضارية الحديثة على الاّ يتضخم جهازها الوظيفي فوق الحاجة الفعلية الامر الذي يؤدي الى البطالة المقنعة، وهي باختصار تعطيل لطاقات المجتمع.
اما النشاطات الاخرى الاقتصادية والتجارية والخدمية التي لا تقوم بها الدولة فقد انيطت بالمجتمع، او بالقطاع الخاص الذي يمثل المجال الحقيقي لزج قوة العمل في النشاط الاقتصادي في مجالاته المختلفة.
وبازدهار القطاع الخاص، وبالتكامل والتعاون بينه وبين القطاع العام (الدولة) تزدهر الحياة الاقتصادية للدولة الحضارية الحديثة. وهذا ما نشاهده في الدول التي اشرت الى وصفها قبل قليل حيث تقوم الدولة في حالات كثيرة باحالة الكثير من الاعمال الى القطاع الخاص، بدل ان تقوم الدولة بها بصورة مباشرة.
هذه يتطلب شيوع ثقافة خاصة فيما يتعلق بالعمل والوظيفة. فليس من المحتوم ان يتوجه كل خريجي الجامعات الى التوظيف في دوائر الدولة، لان هذه الدوائر قد لا تستوعب الأعداد المتزايدة من الخريجين، كما ان الميزانية العامة للدولة قد لا تكفي لدفع رواتب العدد المتزايد من الموظفين الحكوميين.
الا ان توجه الشباب الى العمل في القطاع الخاص يتطلب ان تقدم الدولة، خاصة في المراحل الاولية، الدعم الكافي للقطاع الخاص وللشباب الراغبين في العمل في القطاع الخاص. الامر يتطلب خلق المزيد من الحوافز والمزيد من الضمانات المالية والقانونية للشباب.
يجب ان تقوم المدارس والجامعات بدورها في تعزيز التوجه نحو القطاع الخاص سواء من حيث التنشئة والتربية او من حيث التأهيل لخوض هذا المجال. فلا يصح ان تلقي المدرسة او الجامعة بالشباب في سوق العمل بلا تأهيل واعداد مسبقين.
كتبت في احد منشوراتي في الفيسبوك ما يلي: "هناك من يحلم بوظيفة في احدى دوائر الدولة الفاشلة، وهناك من يحلم باقامة الدولة الحضارية الحديثة. الفرق كبير جدا". واثار هذا المنشور حفيظة بعض القراء الذين ركزوا على ان الحلم بوظيفة امر لا يعاب عليه الشاب، وحق من حقوقه. ولا اشكال في هذا. فالحصول على عمل ما سواء في القطاع الخاص او القطاع العام هو امر يتطلع اليه كل شاب. وليس المنشور بهذا الصدد. انما كان هدف المنشور توسيع افق الشباب في ان لا يحصروا احلامهم في وظيفة ما، وانما تشجيعهم على ان يجعلوا هذا الهدف في سياق وفي اطار حلم ابعد واوسع هو الدولة الحضارية الحديثة. وهذا هو الفرق بين الحلمين. وهو فرق كبير. ذلك ان سلوك الشاب الذي جعل الحصول على وظيفة ما هو هدفه الاعلى، سوف يختلف عن سلوك ذلك الشاب الذي جعل الوظيفة هدفا في سياق هدف اعلى وابعد هو الدولة الحضارية الحديثة.
الأمن الوطني يطيح بـ4 متهمين يوهمون المواطنين بالتعيين على ملاك الجهاز
21-أيار-2024
شرطة الرصافة تنفذ عملية أمنية في منطقة الأعظمية
21-أيار-2024
النزاهة ترصد مخالفات بإنجاز أعمال ترميم مدارس في واسط
21-أيار-2024
القانونية النيابية تكشف تفاصيل قانون العطل الرسمية والمناسبات المشمولة بهِ
21-أيار-2024
المحكمة الاتحادية ترد دعوى رئيس حكومة اقليم كردستان ضد مفوضية الانتخابات
21-أيار-2024
"الاطار التنسيقي" يرفض اجراء التعديل الوزاري ويضع السوداني في موقف محرج
21-أيار-2024
المالية النيابية تستضيف وزيرين لمناقشة الموازنة وتعلن تمريرها قبل انتهاء الفصل التشريعي
21-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
21-أيار-2024
نائب محافظ ذي قار ماجد العتابي يستقبل مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة والاثار
21-أيار-2024
أرنه سلوت يعول على إرث يورغن كلوب للنجاح مع ليفربول
21-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech