بغداد.. مدينة اللصوص
14-آب-2023
مُحمَّد عبدالعباس العقيليّ
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً]. سُورة طه
[المُلك يبقى مع الكُفر، ولا يبقى مع الظُلم]. حديثٌ نبويٌّ
في الأرضِ المُجدبة، وبينَ القهر والخوف والموت، لاتُنبت الزُهور، لكنّ يتحول المُحال مُمكناً عندما تزهر النفوس بالإيمان والوُدّ والصدق والإيثار.
م/ نداءٌ من ناجٍ من مجزرة إرهابيّة، للقاء رئيسُ الوزراء العِراقيّ
السيَّدُ رئيس الوزراء، الأُستاذ مُحمَّدْ شياع السُودانيَّ السّلامُ عليكُم:
أنا مُحمَّدْ عبدالعباس العُقيليَّ، خريجُ جامعة بغداد كُليَّة الآداب قسم اللُغة العربيَّة، وأدرسُ الآن ماجستير فلسفة الأدبُ العربيّ، كما ودرستُ الأنثروبولوجيا في الجامعة المُستنصرية، ومُعد ومُقدم البرامج الثقافيّة والفلسفيَّة، الناجي الوحيد من مجزرةٍ إرهابيّة وهولوكوست مُرعب في 9/8/2005، السادسة والنصف عصراً، وبعد أنّ بدا لهم نجوتُ من المجزرة الإرهابيّة، في منطقة الدورة، بعد قصف المدنيين العُزل من قبل تنظيم القاعدة الإرهابيّ، رميتُ في ثلاجة الموتى بمُستشفى اليرموك، ترك ذاك الموقف إنطباعاً، وهلعاً، وخوفاً، حتَّى الآن أدفعُ فاتورته.. ظُلماً، وبُكاءً، ووجعاً بصمت، وترتبَ لهول المجزرة وفظاعتها، وبشاعتها، وقسوتها، [مرض السُكر، والسوّفان، وتصلب القلب، وإستئصال جزءً من الأمعاء]، كما هو مُثبتٌ في التقارير الطبيّة الصادرة من وزارة الصحة العراقيّة، ونسبة عجز [45] %، والّتي أأملُ أن تقرأها برُمّتها. مع الظُلم الكبير بإقرارها، في لِجانٍ هي الأُخرى تُمارس إرهاباً بشعاً تجاه الضحايا.
_ ليّ خمسةُ أطفال، وبيتٌ مُؤّجر، وأحلامٌ مِنْ البّوح، والفُقراء، وبقايا كُتب الطفولة يزيدُ عليها ما أدخرتهُ منْ تراتيل الفلاسفة، وخُبز الجياع، وبقيَّة الحُلم الّذي لم ولن ينضب، فمازلتُ على قيد العراق..حالماً وعالماً بتعاسة الغد، وكُره بداية الشهر والإيجار ونفقات المدرسة خُطوط الطلاب، كُلَّها شربت من وجعي إلاّ أنا شربتُ منْ دجلة ومازلتُ عربيَّاً وعراقيَّاً و(بمحض العراق)..
أقماريّ هُمْ: ريتاج 11 سنة، و وائل 10 سنوات، ناريمان 6 سنوات، عليّ الرضا ثلاث سنوات ونصف، أُرجوان سنة و(10) شُهُور..
عملتُ من قبل في محطات إعلاميّة عديدة، وعُني قلميّ بالمشروع السياسيّ الراميّ لبناء دّولة المواطنة والإنسان، وأنشأتُ لهذا المضمار برامج مُتعددة استضفتُ بها العشرات من رواد الفكر والفلسفة والمعرفة، وخضنا في مفاهيم وتصورات أساسيّة، لعلّ أبرزها:
مفهوم دّولة الإنسان، والعُنف اللفظيّ والأُسريّ، واستلاب الطفولة، وصناعة الخطاب الثقافيّ، وتجريم الفكر الإرهابيّ، والمواطنة، وبناء المُجتمع، ونقد الخطاب الدينيّ المُتطرف، وغيرها آلاف المفاهيم، واكبتُ محنة وطني منذُ البدء وحتّى مخاض هذه السُطور، إذ آليتُ على نفسي الانتماء والترسيخ لوطنٍ يعمُّ فيه السّلام والطمأنينة ويكون جغرافية وملاذاً للجميع فوق اعتبارات الطائفة، والانتماء، وحواجز المعبد، والآيديولجيات، وصناعة الخوف، وكتبتُ عن هذا وحاورتُ مراراً وتكراراً، وأنتميتُ لآخر نقطة ضوء حملها يوجين في أثينا بقبسه باحثاً عن الإنسان، فأردتُ إيقادها ببغداد وهي تتضوع الفلسفة والتساؤل واختلاجات الإنسان، ولواعجه، وأحلامه الفقيرة بكسرة خبزٍ، ووطن، وضحكات طفولة، وبقيّة من أملٍ لن يخبو.
ألتقيتُ بحضرتك من (4) سنوات خلتْ، ومازلتُ أذكرُ دماثة أخلاقك وأنتَ تُوقّر الضحايا، ووعدتُ حينها بمؤتمرٍ وإيلاء الأهميَّة القصوى بهِم..
السيَّدُ رئيس الوزراء، نحنَّ الغلابة (نحنُ بتوع الأُوتبيس)، لانملك صنماً، ولاميليشيا، ولا دولاراً، ولا جماعات من القتلة واللُصوص.
نحنُ الّذين يُعبرُ عَنْا (هايدغر) فيلسُوف أَلَمَّانِي، (بإننا مادُونّ الهامش)
قيلَ قديماً لزيد أبن عليّ (زيد الشهيد)، من الظالم؟.
_قال الظالم: من أستأثر بالرأي والمال.
ولايخفى على حضرتك، بأنّ الأحزابَ والأنصاب أستأثرث بكلّ شيءٍ، ولم تبق لنا ولم تذر، إلاَّ بضاعتها الملوثة بالدم والنفط وصراخ الضحايا والغلّ والضغَّائن..
إننا ضحايا الإرهاب، لانشحذ، ولانطلبُ الشفقة، ونستعطف الآخرين، بل نطالب بأدنى حُقوقنا في الرِعاية والإكرام والإنصاف وتبجيل دمنا ومأساتنا، في وطنٍ هو الأثرى والأبشع ظُلماً لنَا..
كنتُ أسألُ قبيل كتابة رسالتيّ إليك، هل حضرتك وقفتَ مثلي تنتظر المِفراس لــ (6) شُهور، هلْ ضاقت بكَ الأرض وأنتَ تنتظرُ لعشرين عاماً بلداً ينحدرُ لقتلك دّونما أدنى خشية من الضمير، هل سهرتَ لشُهور تُرافق فكرة الخبز هواجسَ أطفالك، وثمن فاتورة الدواء، ومجسات الضمير، ورِهان القادم والآتي، وكلَّما نجمّ من هذه الوحوش البشريَّة والضبَّاع ومآلات الضياع..
يتضوعُ قلميّ في أروقة الفكر، وأنتمي لآخر معاقل الشُهداء والفقراء، فمازلتُ أرنو إلى أرضٍ تفجر دهشتي الأوّلى وتجمع في يديها قوس ألواني، ونظراً لأنّي ألجُّ عوالم القلم والتساؤل، ومُقاربةَ لأبجديات الإنسانيَّة والموقف، فأنّي أطلبُ من حضرتكَ اللقاء بشخصك، وتقديم ورقتي للعلاج كمواطنٍ عراقيَّ نجا من مجازر الإرهاب البشعة، وأنّ تتكفل الدّولة بإيجاد سكنّا ومنزلاً ليّ ولأطفاليّ، وهذهِ وظيفتها في أنّ تُؤَّمن السكن والغذاء والأمن والعلاج، وأأملُ من حضرتك الحوار بشأن ضحايا الإرهاب سيَّما واليوم العالميّ لهُم في 21 أُغسطس الجاريّ، وأن يُتاج ليّ العلاج في خارج العِراق، سيما ووضعي الصحيّ في تنازل وتقهقر مُريب، وأحتاجُ لتداخل جراحي متعدد.
التربية تطلق مبادرة دعم مواهب الأيتام بالحساب الذهني
20-أيار-2024
الموارد المائية تطلق خطة لتنظيم إدارة المياه
20-أيار-2024
النزاهة تصدر أوامر قبض واستقدام بحق (12) موظفاً بدائرة صحة ديالى
20-أيار-2024
الحماية الإجتماعية: 250 ألف متجاوز على رواتب الحماية الاجتماعية
20-أيار-2024
السفيرة الألمانية: مستثمرون ألمان رفضوا دفع "أتاوات" في العراق
20-أيار-2024
رحيل الرئيس الإيراني.. الحكومة العراقية تعلن الحداد والبرلمان يؤكد "المنطقة ستفتقد خط الوسطية والاعتدال"
20-أيار-2024
بعد الفشل بانتخاب الرئيس.. ترجيحات ببقاء المندلاوي في المنصب حتى نهاية الدورة الحالية
20-أيار-2024
محافظ ذي قار مرتضى الابراهيمي يفتتح 3 مدارس حديثة في قضاء الغراف ويكشف عن عدد المدارس التي تحتاجها المحافظة لحل ازمة الدوام المزدوج
20-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
20-أيار-2024
أتالانتا الإيطالي يتطلع إلى إنهاء 61 عاما من انتظار التتويج بالكأس الأوروبية
20-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech