بوتين يقرع ناقوس «الأسلحة الجيوفيزيائية»
24-أيلول-2023
العالم - وكالات
خلال لقائه مع مديري جلسات منتدى الشرق الاقتصادي، الذي انعقد في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي في أوائل سبتمبر (أيلول) الجاري، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن روسيا التي تعمل على تصنيع أسلحة جديدة، غير أنها هذه المرة لم تكن أسلحة تقليدية على تنوعها وأهميتها، ولم يقصد بحديثه الإشارة إلى أسلحة نووية جديدة غير معروفة، تضاف إلى ترسانة روسيا الهائلة... ما الذي كان بوتين يقصده؟
الشاهد أنه قصد نوعاً جديداً من الأسلحة التي تقوم على ما أسماه "مبادئ فيزيائية جديدة"، معتبراً أن هذا النوع من الأسلحة، كفيل بأن يوفر نوعاً من الأمن والأمان في أي بلد.
بدا الحديث وكأنه مغلف بنوع من الغموض، وهو كذلك بالفعل، لا سيما حال قوله: "إذا نظرنا إلى قطاع الأمن، فإن الأسلحة المبنية على مبادئ فيزيائية جديدة ستضمن أمن أي بلد في المستقبل القريب. إننا نفهم ذلك بشكل جيد ونعمل على تحقيقه".
يعن للمرء أن يتساءل عن الأسباب التي دفعت في طريق هذه التصريحات بداية، ثم عن نوعية تلك الأسلحة ومدى الخطورة التي تمثلها على حالة السلم والأمن الدوليين.
يمكن من دون أدنى شك تفهم ما فاه به بوتين في ضوء الحرب الروسية – الأوكرانية الجارية، وما يتبدى من المواقف الغربية، الأميركية والأوروبية، وآخر تجلياتها، الإعلان عن مناورات الناتو غير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي ستجرى في فبراير (شباط) ومارس (آذار) من عام 2024، وتحمل اسم "المدافع الصامت".
هنا يمكن للقارئ أن يستوعب تصريحات سيد الكرملين، بوصفها نوعاً من أنواع التحدي والتصدي، لمخططات الناتو العسكرية، في اللحظات الراهنة، وربما حملت كلماته رسائل تفيد بالاستعداد لرفع المستوى الصدامي العسكري، بصورة لم تعرفها الحروب التقليدية السابقة.
ما ذهب إليه بوتين، أكده وزير خارجيته سيرغي لافروف، في التوقيت نفسه، خلال كلمته للمشاركين في المنتدى الدولي لمناهضة الفاشية، والذي عقد في موسكو في الفترة من 12 إلى 13 سبتمبر، حيث أكد على ما أسماه: "ضرورة توحيد القوى لمواجهة إعادة كتابة التاريخ وانتشار أيديولوجية التعصب".
هل سيقدر لهذه الأسلحة القائمة على المبادئ الفيزيائية أن تعيد كتابة التاريخ؟ وهل يمر ذلك حتماً بميادين ضرب النار، وإشعال العالم بأسلحة نوعية ربما غير نووية، لكنها لا تقل ضراوة؟
ماهية الأسلحة ذات المبادئ الفيزيائية؟
لا يبدو حديث بوتين جديداً في واقع الأمر، إذ اعتبره العديد من المحللين الثقات، أنه إيذان بدخول تلك النوعية من الأسلحة إلى ميدان المعارك العسكرية التي تخوضها روسيا بالفعل. غير أن التصريحات تقطع بأن روسيا متجهة بقوة بأفكار جديدة في مجال الصناعة العسكرية الخاصة بحروب المستقبل، والتي ستحسمها قدرة الدول على صنع أسلحة تعتمد على مبادئ فيزيائية جديدة.
قبل نحو أسبوع من حديث الرئيس بوتين، كان نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال أوليغ أوستابينكو، يعلن عن رؤية وزارة الدفاع الروسية لما أطلق عليه "آفاقاً رحبة لصنع أسلحة تعتمد على مبادئ فيزيائية جديدة".
الجنرال الروسي العتيد، قطع بأن هناك "أفكاراً فريدة يمكن تطبيقها اليوم"، بل أكثر من ذلك، فإن لدى الروس ما يفوق بقية القوى الغربية في هذا المضمار، لا سيما الأسلحة الشعاعية، والأسلحة الجيوفيزيائية، والأسلحة الموجهة، عطفاً على السلاح الجيني "الوراثي"، والسلاح النفسي الفيزيائي. قبل بضعة عقود، كانت تلك الأسلحة تعد نوعاً من الأساطير، أما اليوم، فإن الأسطورة تتحول إلى حقيقة، تتشاركها القوى الكبرى، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية.
من بين تلك الأسلحة السلاح الذي يعرف بـ"الشعاع الموجه"، وهو مدفع من الأشعة الكهرومغناطيسية التي يشعر بها الإنسان حين توجه إليه مباشرة، وتجعله يستشعر نوعاً من أنواع الحريق في جسده، ولهذا يبادر بالفرار من ميدان المعركة.
هناك كذلك مدفع يحمل اسم "مدفع مشاعر الخوف والرعب"، وهو يدفع من يتعرض له للإحساس بحالة من الذعر في أثناء المعارك، ما يحمله على الانسحاب تحت وطأة مشاعر طاغية لا يعرف لها سبباً.
تبدو الأسلحة المعتمدة على المبادئ الفيزيائية، كنوع من الأسلحة غير الفتاكة، لا تقتل ولا تذهب بحياة البشر، لكنها تحسم الكثير من المعارك.
والثابت أن الروس قد استهلوا مسيرتهم مع تلك الأسلحة من عقد من الزمن تقريباً، والعهدة هنا على الراوي، وزير الدفاع الروسي السابق أناتولي سيرديوكوف، ففي تصريحات أخيرة له أشار إلى أن برنامج صنع تلك الأسلحة قد بدأ عام 2012 بالفعل. هل تلك النوعية من الأسلحة هي الأولوية التي يوليها الروس اهتمامهم؟
بالعودة إلى مايو (أيار) من عام 2021، نجد أن نوايا العسكرية الروسية لم تكن خافية عن أحد، بل معروفة ومكشوفة للجميع. في ذلك الوقت أي قبل نحو عامين، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، عن رؤية بلاده للتطوير العسكري للفترة الممتدة من 2024 إلى 2033، تقوم على تعزيز الأسلحة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي، والأسلحة فرط الصوتية، والروبوتات العسكرية، والأسلحة القائمة على المبادئ الفيزيائية.
وفي توقيت مواكب لحديث بوريسوف، كان نائب رئيس اللجنة الصناعية العسكرية الروسية أندريه بلتشانينوف، يعلن بدوره عن استعداد مجمع الصناعات الحربية الروسية للحصول على أموال تقدر بنحو 22 تريليون روبل (330 مليار دولار) لإنتاج أنواع جديدة من الأسلحة ذات الرؤى والتوجهات الفيزيائية.
تتمثل الفكرة الرئيسية لهذه النوعية من الأسلحة في كونها قادرة على تعديل التوازن الطبيعي لمناخ الكرة الأرضية، وربما التلاعب بمقدرات هذا التوازن، عطفاً على استغلال الظواهر الطبيعية بعد تعديلات تدخل على مساراتها ومساقاتها، ومن ثم السيطرة عليها، وليس سراً القول إن كافة النوايا التي تقف وراء تلك البرامج، إنما تسعى خلف تطويع الطاقات الكامنة في باطن الكرة الأرضية بغية التأثير على بلاد الخصم، وتدمير ما عليها من إنسان أو حيوان ونبات.
هل هناك فارق ما بين الأسلحة القائمة على "مبادئ فيزيائية جديدة"، وتلك التي تنشأ من خلال محاولات التحكم في "فيزياء الطبيعة"، أو التي تعرف باسم الأسلحة الجيوفيزيائية؟
مؤكد أن هناك فارقاً، والبداية من عند الأسلحة ذات المبادئ الفيزيائية، إذ تتميز بخواص فيزيائية فريدة تتجاوز التكنولوجيات التقليدية، إلى مستوى من مبادئ التشغيل الحديثة نوعياً أو غير المستخدمة سابقاً.
وفي كل الأحوال يبقى الهدف الرئيس وراء تلك الأسلحة متمثلاً في التطلع لامتلاك اليد العليا في ساحة أي معركة مستقبلية، وسواء كانت في البر أو البحر، أما الجو فقد بلغ الأمر حد الحديث عن وضع "ألغام جوية"، في الهواء حول الكوكب الأزرق، ما يعني أن هناك قولاً وفعلاً حالة من الانقلاب في عالم الأسلحة الفيزيائية.
هل من أمثلة في هذا السياق على تلك النوعية المدهشة، المثيرة والخطيرة في الوقت ذاته؟
تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech