خواطر فيسبوكية
12-أيلول-2023
عامر بدر حسون

قسم القدامى كلام العرب الى قسمين فقالوا:
- هو شعر ونثر.
وجاء طه حسين بعد اكثر من الف عام وصحح لهم:
- بل كلام العرب: شعر ونثر وقران كريم!
وهي التفاتة بالغة العمق والدقة، فالقران ليس بشعر او نثر وانما هو لغة وصياغة خاصة به وهي اثرت على الشعر والنثر. ولا ادري لم لم تصحح المناهج المدرسية على ضوء ملاحظة الدكتور طه حسين؟
وطه حسين لوح للعرب في اخر حوار له بالقول:
اودعكم بكثير من الالم.. وبقليل من الامل
وربما امكننا اليوم، وبقليل من المعرفة وكثير من التبجح، ان نقول على خطى طه حسين:
- ان كلام العرب اليوم هو: شعر ونثر وقران و.. فيسبوك!
ذلك ان الفيسبوك خلق لغة عربية خاصة به سواء تم ذكرها مدحا او قدحا.
فهي لا تخضع لقوانين الشعر او النثر ولا حتى لقوانين الصحافة.
وعندما دخلت الصحافة الى بلادنا في القرن التاسع عشر، وجاءت معها بلغتها الجديدة التي تبتعد شيئا فشيئا من لغة النثر العربي القديم، واستخدمت لغة تعتمد السهولة والبساطة لنقل المعلومة، انفعل الشاعر احمد شوقي بها ورأى ما تحمله من افاق للحياة العربية وللغة العرب فكتب يقول:
"لكل زمان مضى آية
وآية هذا الزمان الصحف"!
والصحافة من يومها تصول وتجول في عقول العرب تماما كما يفعل الفيسبوك اليوم.
وكان نثر العرب قبل الصحافة بينه وبين القارئ حواجز وموانع من الكلمات التي كانت صالحة للتداول في الصحراء، لكنها غريبة وجارحة في حياة المدن الحديثة. وقامت الصحف بتهذيب تلك اللغة وقربتها الى مستوى فهم القارئ العادي.
وقامت مجلة الهلال والمقتطف بشكل خاص بتعريب المصطلحات الحديثة واسماء المخترعات الجديدة التي نتداولها اليوم بكل سهولة.
وبسبب صعوبة اللغة القديمة تقدم بعض الكتاب بفكرة الكتابة باللغة العامية او اللغة المحكية، ودافعوا عن فكرتهم بصعوبة اللغة العربية القديمة.. الا ان تلك الفكرة دفنت في لحد عميق بسبب مطاوعة اللغة العربية للتطور وتطورها كلما اقتضت الحاجة.
وكان الشاعر سعيد عقل من ابرز واخر من تحدثوا عن ضرورة الكتابة باللغة المحكية، لكنه قام بعد اعوام بتخصيص (500) دولار اسبوعيا من ماله الخاص، تمنح لجملة او لتعبير مدهش مكتوب في الصحافة بلغة عربية سليمة!
ولو بقي حيا لنقل جائزته الى الفيسبوك لما فيه من ابتكارات في كتابة الجمل المكتنزة بالمعاني.
وعلى هامش هذا كله ينبغي التذكير ان الفيسبوك اتسع لجملة الباحث الرزين وجملة الفتى اللعوب بالمعاني واللغة، واتاح لهما التعايش باحترام جنبا الى جنب.
وفي الفيسبوك تعايش الكاتب والصحفي القديم والمحترف، مع كتاب بدأوا مع الفيسبوك، وشهدنا كيف ان بعض كتاب الفيسبوك تفوقوا على المحترفين بكتاباتهم اسلوبا ولغة ومعنى!
لكن اهم ما يميز الفيسبوك هو انه مخلوق ديمقراطي خلافا لدكتاتورية المحترفين القدامى والجدد من اصحاب الكتب والصحف.
وبات بإمكان البقال وسائق التكسي مناقشة وحتى دحض افكار عمداء واساتذة الجامعات بما لديهم من فطنة وموهبة.
ولا غرابة في هذا فالبقال والسائق نالوا مراكزهم المهنية بإثبات جدارتهم بمهنهم فيما كثير من العمداء والاساتذة.. لم!
وسياتي يوم على لغتنا فيتم الحديث عن فضل الفيسبوك واخواته على اللغة العربية وتطويرها مفردات وأساليب.
لكن الفضل الاكبر للفيسبوك انه الغى الحصانة عن كل كاتب وكتاب، وعن كل فكرة وشعار وبات كل شيء في حياتنا مطروحا للنقاش اضافة الى انه اذل الكذابين والطغاة من السياسيين وفضحهم شر فضيحة!
الأمن الوطني يطيح بـ4 متهمين يوهمون المواطنين بالتعيين على ملاك الجهاز
21-أيار-2024
شرطة الرصافة تنفذ عملية أمنية في منطقة الأعظمية
21-أيار-2024
النزاهة ترصد مخالفات بإنجاز أعمال ترميم مدارس في واسط
21-أيار-2024
القانونية النيابية تكشف تفاصيل قانون العطل الرسمية والمناسبات المشمولة بهِ
21-أيار-2024
المحكمة الاتحادية ترد دعوى رئيس حكومة اقليم كردستان ضد مفوضية الانتخابات
21-أيار-2024
"الاطار التنسيقي" يرفض اجراء التعديل الوزاري ويضع السوداني في موقف محرج
21-أيار-2024
المالية النيابية تستضيف وزيرين لمناقشة الموازنة وتعلن تمريرها قبل انتهاء الفصل التشريعي
21-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
21-أيار-2024
نائب محافظ ذي قار ماجد العتابي يستقبل مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة والاثار
21-أيار-2024
أرنه سلوت يعول على إرث يورغن كلوب للنجاح مع ليفربول
21-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech