زيارة ترامب للخليج... رسائل مشفرة وانعكاسات عراقية
14-أيار-2025

علي محمد مجيد
من جديد، تعود منطقة الخليج إلى واجهة المشهد السياسي الدولي مع زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى عدد من العواصم الخليجية، في توقيت مثير للانتباه وظروف إقليمية معقّدة. فهذه الزيارة، وإن كانت لا تحمل طابعًا رسميًا باعتباره رئيسًا سابقًا، إلا أنها تُعدّ حدثًا سياسيًا بامتياز، يحمل بين سطوره الكثير من الرسائل والدلالات، ويثير تساؤلات عميقة حول اتجاهات المرحلة المقبلة، لا سيما في ما يخص العراق، الذي يقف دومًا عند تقاطع المصالح الإقليمية والدولية.
ترامب، المعروف بخطابه الحاد ومواقفه المثيرة للجدل، لا يزور الخليج كسائح عابر، بل كرجل لا يزال يحتفظ بتأثير داخل السياسة الأمريكية، ومرشح محتمل لانتخابات 2024. لذلك، فإن لقاءاته مع قادة دول الخليج، وتوقيتها في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتبدّل موازين القوة في المنطقة، تشير إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات وتبادل الرسائل غير المباشرة بين اللاعبين الكبار.
ما يهمنا كعراقيين في هذا السياق، هو فهم انعكاسات هذه الزيارة على وضعنا الداخلي والإقليمي. فالعراق، بحكم موقعه الجغرافي ومركزه الاستراتيجي، يبقى عرضة لتأثيرات مثل هذه التحركات، خصوصًا إذا ما كانت الزيارة تصب في خانة إعادة تعبئة الحلفاء، أو الضغط على طهران، أو رسم سيناريوهات جديدة لصراع محتمل في الإقليم.
إن تحركات ترامب تعيد للأذهان سنوات حكمه التي شهدت تصعيدًا كبيرًا مع إيران، باغتيال الجنرال قاسم سليماني في بغداد، وهو حدث لا تزال آثاره السياسية والأمنية قائمة حتى اليوم. وبالتالي، فإن زياراته الحالية قد تُقرأ من طهران على أنها مؤشر لتصعيد مرتقب، أو على الأقل، محاولات لإعادة الزخم للسياسات الأمريكية السابقة تجاه إيران. وهذا بدوره قد يضع العراق مجددًا في قلب المواجهة، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أم عبر وكلاء النفوذ داخل البلاد.
أما من الناحية الاقتصادية، فقد تعني مثل هذه الزيارات تعزيز العلاقات الخليجية الأمريكية على حساب انفتاح العراق على محيطه العربي، خصوصًا إذا شعر قادة الخليج أن واشنطن قد تعود إلى نهج "الضغط الأقصى" على إيران، ما يبرر لهم التريث في توسيع شراكاتهم مع بغداد التي لا تزال تحاول أن تمسك العصا من المنتصف.
في المقابل، ينبغي على العراق أن لا يقف متفرجًا على هذه التحركات، بل أن يبادر إلى تبني سياسة خارجية أكثر ديناميكية، تقوم على تقوية علاقاته المتوازنة مع جميع الأطراف، دون الارتهان لمحاور متصارعة. إن مصالح العراق الوطنية يجب أن تكون هي البوصلة، لا مجرّد ردود أفعال على زيارات أو تصريحات.
ختامًا، زيارة ترامب ليست مجرد جولة عابرة، بل رسالة سياسية ذات أبعاد تتجاوز الصور البروتوكولية، وتستوجب من صانع القرار العراقي قراءة دقيقة للمشهد، واستباق تداعياته بما يخدم استقرار العراق وسيادته في مرحلة تغلي بالتغيرات.

السفارة الأميركية حول رواتب الحشد: على المؤسسات المالية معرفة عملائها وانتماءاتهم
3-تموز-2025
مساع وزارية لخفض التراكيز الملحية في البصرة
3-تموز-2025
7900 مرشح لانتخابات البرلمان
3-تموز-2025
نصب كاميرات مراقبة سرعة المركبات في بغداد
3-تموز-2025
ذا ناشيونال تتساءل: حياد محسوب أم مؤشّر على تبدّل موازين القوى؟
3-تموز-2025
شلل تشريعي في البرلمان.. الدورة النيابية الخامسة تلفظ أنفاسها الأخيرة
3-تموز-2025
ذا ناشيونال تتساءل: حياد محسوب أم مؤشر على تبدّل موازين القوى؟
3-تموز-2025
الإعلام الحكومي: اعتماد الدفع الالكتروني يستند لرؤية حكومية في تطوير التعاملات المالية
3-تموز-2025
ليبيا تعرب عن استعدادها لتعزيز التعاون مع العراق في قطاعي النفط والطاقة
3-تموز-2025
حين يصبح النفط طوق نجاة ومصدر تهديد هشاشة الموازنة العراقية تحت المجهر
3-تموز-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech