ضباب
5-أيار-2024

يسر هيثم جليل
أصحو على أفق ضبابي غير واضح المعالم، كان الظلام يملأ حيزي باستثناء بعض الإنارة الخافتة القادمة من بداية الزقاق قليلاً بعد استطعت استعادة جزء من تركيزي حتى توضح لمسمعي تلك التمتمات والأحاديث الجانبية لبعض المارة. منذ متى؟ .. متى وصلت إلى هنا؟ لا أكاد اذكر شيئاً وكأن جزءا من وعيي قد تلاشى. لا فائدة. احتاج إلى التحرك. هممت بالنهوض متمسكاً بأحد النتوءات البارزة عن ذلك الجدار خلف ظهري، فالرائحة هنا تكاد لا تطاق. أخذت خطواتي للخروج من ذلك الزقاق أترنح بين الخطوة والأخرى ... صراخٌ باسمي أتى على غفلة من خلف ظهري، جعلني التفت ناحيته لمعرفة من تذكر اسمي لكن من هو؟ .. له ملامح مألوفة سبق أن مرت عليّ، لكن لا أستطيع تذكرها، عندما لاحظ إمارات الحيرة تعلو ملامحي اشمأزت ملامحه ونظر إلى بتمعن. كنت أنوي الشجار. أنوي افتعال مشكلة معه. ما باله ينظر إلى بهذه الطريقة ؟!
لكن في جزء من الثانية، حرقان حاد سرى في أجزاء من جسدي اشغلني عنه واشتعلت الحكة في جسدي، فرت كل قوة متبقية فيَّ حتى جلست أرضا بذات مكاني. أما هو فأطلق تنهيدة خفيفة، وتقدم بضع خطوات نحوي، نزل على ركبتيه حتى قابلت وجهه:
- ما الذي أوصلك لهذا الحال؟
- وما به حالي ؟
قلت له بنترة بعد ان شعرت بالإهانة من قوله قبل البدء بالتذمر، اخرج من جيبه منديلا، وامتدت يده تمسح انفي الذي بدأ بالسيلان. بدأ يتلفت حوله وكأنه يبحث عن شيء ما في تلك المساحة الضيقة. بدا حائرا وكنت انا سارحا في ملامحخ، بعد ان اشتدت رغبتي في تذكره، لكن دون جدوى.
- انظر هنا … اشار بيده على مرآة مهشمة خلفه امعنت النظر فيها بعيدا عن تهشمها الذي اخذ تركزي للوهلة الأولى. ابتدأت ملامحي بالاتضاح اكثر: انف محمر ما زال يسيل. عظام فكي تكاد تمزق جلدي معلنة ظهورها، وعيناي قد اغرورقت بالدموع.
- متى وصلت الى هذا الحال؟ .. اشتد تساؤلي في تلك الحظة
- مذ وقت طويل لكنك لم تلاحظ بعد .. قال لي وامتدت يداه تخرج بضع حبات بيض قرصية الشكل برغم ترددي الكبير في أخذها، وعند النظر اليه ثانية اخذته بين احضاني احتضنته بشدة مع خوف كبير احتل كياني، لكنه تحطم هو الآخر، وراح يتناثر زجاج حولي. ذاك الوجه البشع اصبح في كل مكان ... وهمٌ تلاشى من حولي، وأصبحت شبه متأكد بأن وعيي لم يعد كما كان. كل هواجسي أصبحت تردد جملتي ذاتها ((لست أأبه بواقعكم فأنا اخترت الهروب منه)).
النهاية ...

الأمن الوطني يعلن تفكيك إحدى أخطر شبكات تجارة المخدرات والتهريب
18-أيار-2024
مكتب السوداني: جسر "غزة" من أهم المشاريع لتنظم حركة النقل بين بغداد والمحافظات القريبة
18-أيار-2024
محافظة بغداد: خطة لتنفيذ 40 مشروعاً بأطراف العاصمة
18-أيار-2024
العراق وتركيا يبحثان تطوير البرامج الدراسية المتبادلة بين البلدين
18-أيار-2024
الصحة تحيل إدارة المستشفيات الحديثة من قبل الشركات المتخصصة
18-أيار-2024
بموافقة العراق.. تركيا تحضّر لهجوم بري واسع والهدف السليمانية
18-أيار-2024
البرلمان يفشل في اختيار الرئيس.. الكتل تبحث تأجيل جلسة التصويت
18-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
18-أيار-2024
مانشستر سيتي يسعى لكتابة التاريخ بلقب رابع تواليا في البريميرليغ
18-أيار-2024
فوزي كريم.. الهادئُ الذي مرّ بنا فشذّبنا
18-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech