بغداد - العالم
بعد مرور عامين على وفاة والدها، برّت فاطمة بوعدها لوالدها إذ وعدته قبل وفاته أن تحصل على درجة عالية في المرحلة الإعدادية، وحصلت على معدل 99.29 لتكون الثانية على مستوى الدراسة الكردية في محافظة كركوك.
فاطمة دلشاد، حملت هم فقدان الأب وصمدت في وجه الفقر وضيق حال عائلتها واجتهدت في بيت بسيط حتى حققت ما كانت تصبو إليه.
والدة فاطمة، كانت المعين الأكبر لابنتها بحثها وتشجيعها وبالعمل خياطة لتأمين نفقات فاطمة وأخويها واختها.
تقول فاطمة دلشاد، الثانية في المرحلة 12 الإعدادية على مستوى مدارس الدراسة الكوردية: "بدأت الاستعداد والمذاكرة منذ بداية حزيران 2022، وشاركت أولاً بثلاثة دروس في دورة كانت هدية من أحد مدرسي".
وعن سر نجاحها وتفوقها، قالت فاطمة: "والدتي ساعدتني كثيراً جداً، وساندتني، كانت تشجعني بالقول "لا شك أنك ستحققين غايتك التي تحلمين بها"، في كل صباح بعد استيقاظي من النوم كنت أضع خطتي ليومي، فأهم شيء أن تكون عندك خطة".
تسكن فاطمة دلشاد في قرية منصورة التابعة لناحية هفتغار بكركوك، ورغم العقبات الكثيرة، ساعد مدرسوها في حصول فاطمة وستة آخرين من زملائها على معدلات عالية.
آمانج شامل، مدرس بثانوية سولاف التي درست فيها فاطمة، يقول: "كان عندنا 59 من الطلبة دخل منهم 57 الامتحانات العامة وحصل سبعة منهم على معدلات أعلى من 90%".
من الطلبة الأوائل في المرحلة الإعداد بقضاء طوزخورماتو، علي الذي درس في غرفة صغيرة مطلية بالطين، ومع أن المذاكرة في هذا المكان أرهقت علياً كثيراً لكنه حقق هدفه ولم يبال ببرد الشتاء وحر الصيف.
علي أحمد، الطالب من قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين، يقول إن المذاكرة في تلك الغرفة الصغيرة كانت شاقة عليه، لكنه يقول: "كنت قد اتخذت استعداداتي للشتاء وللصيف".
الأمر الذي التزم به علي، كان الخطة التي وضعها للمذاكرة، ورغم أن أحواله المعيشية جعلته يتأخر أحياناً عن تحقيق الخطة، لكنه كان يعوض ما فاته ببذل المزيد من الجهد.
وكانت وزارة التربية قد أعلنت في 11 آب الجاري، نتائج امتحانات الصف السادس الاعدادي الدور الاول، في المحافظات العراقية باستثناء اقليم كوردستان.
حصل 231 طالباً على المرتبة الأولى في الفرع الاحيائي بمعدل 99.86، فيما حصل طالبان على المرتبة الأولى في الفرع التطبيقي بمعدل 99.57، وحصل على المرتبة الأولى في الفرع الأدبي طالب واحد بمعدل 98.86.