عقوبات على مصارف عراقية.. هل تم تضليل الأمريكيين؟
4-شباط-2024

هادي جلو مرعي

بالرغم من إندهاش البشرية من القدرات الأمريكية على مستوى السياسة والإقتصاد والتسلح وقوة القرار والهيمنة الكاملة على العالم، ورغبة دول ومنظومات بالإستسلام الكامل لنفوذ واشنطن، والإنصياع لها في الصغيرة والكبيرة، لكن المطلق ليس هو الفعل الأمريكي، وهناك ماهو أقوى وأقدر دائمًا، وطالما كانت أمريكا دولة يحكمها البشر فهي معنية كغيرها بالصعوبات والفشل وسوء التخطيط والخديعة. ولعل ماكنة التضليل تنجح معها أحيانًا ولعل الكثير يشاركوني الرأي في أنها سقطت في مستنقع الخديعة وضللت. وفي التاريخ شواهد على ذلك برغم إنها تكون في أحيان شريكة في تضليل نفسها، والإيحاء للآخرين إنها ضحية التضليل لتمرر مخطط ما، أو رؤية في حكم العالم، وليس ببعيد عن ذلك ممارسات عديدة أتهمت فيها بفعل ذلك، فتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، والحديث عن النووي العراقي، وشهادة الطفلة الكويتية (نيرة) من على منبر مجلس الأمن كلها شواهد على التضليل، أو صناعة التضليل، مع إنني أؤكد على أنها يمكن في بعض الأحيان أن تسقط في التضليل من جهات وأطراف لغايات عديدة لامكان للتفصيل فيها. أصدرت واشنطن ووزارة الخزانة الأمريكية، وفي العديد من المناسبات قرارات بفرض عقوبات على دول ورؤساء وزعامات ومصارف وشركات وأفراد عسكريين لأسباب يطول شرحها، وللعراق منها حصة على مدى الثلاثين عامًا الماضية، ومنذ أيام غزو الكويت، وكان آخرها قرارات بعقوبات على مصارف عراقية عديدة بدعوى تمويل مالي في إتجاهات عدة تراها واشنطن غير قانونية، وطالبت الحكومة العراقية بمزيد من الإنضباط في السلوك المالي، ومع تصاعد التوتر في ذلك فقد تم إستهداف شخصيات مصرفية ومصارف عراقية عديدة، وصدرت توضيحات حول ذلك من البنك المركزي العراقي والحكومة، ولكن صدرت أحاديث عن طبيعة تلك العقوبات وإعلانها في وقت واحد، وعلى مجموعة من المصارف، وتم طرح أسئلة مؤداها: ما إذا كان نوع من التضليل مورس من الداخل العراقي لأهداف تنافسية، وصراعات بينية بهدف تسقيط الخصوم، والتنكيل بهم، وتقييد ممارساتهم المالية؟. حيث يتم تسريب معلومات مضللة عن مصرفيين ومصارف بأنهم يقومون بأعمال غير مشروعة، كدعم لجماعات مسلحة، وتهريب أموال، وتسهيلات في مجال مختلفة، وغسيل أموال، والتعاون مع بعض الجهات والدول التي تصنف أمريكيا بأنها داعمة للإرهاب، أو أنها تقوم بتهديد المصالح الأمريكية في أكثر من مكان من العالم، وتمثل خطرًا وشيكًا على الأمن القومي الأمريكي، أو مصالح الحلفاء والشركاء الدوليين والإقليميين. من الغريب أن تتهم مجموعة مصارف معروفة وشخصيات مصرفية عديدة، وفي وقت واحد بتهم من هذا النوع مع إنها تمارس عملها منذ سنوات عدة، والأدهى أن يندفع إعلاميون وكتاب ومنصات لينساقوا خلف تلك الدعاية، ودون تمحيص وكأنهم شركاء للذين يمارسون التضليل، أو أنهم يرغبون بالفعل في دعم الجهد الأمريكي لغايات في نفوسهم، وممالاة لجهات تلعب تلك اللعبة بغرض المنافسة، وتحجيم عمل مصارف بعينها، والتشكيك في نزاهتها وعملها، وإحداث المزيد من الفوضى وخاصة حين يكون البعض منساقًا لأنه يريد أن تعم الفوضى في النظام المالي العراقي ويربك عمل المؤسسات المصرفية ويرهق الدولة، ويعطل برامجها، ويستثمر في تلك الفوضى لعله يصل الى غايات بعينها قد لانتمكن من إستيضاحها كاملة، لكننا ندرك عمق المأزق الذين يدفعون العراق أليه، ولا يفكرون في مصلحة البلاد لأنها بالنسبة لهم مجرد مكان مكرهين على العيش فيه، أو إتخاذه مكانا للكسب فقط.

بقيمة تزيد عن 15 مليون دولار.. لوكهيد مارتن تبيع أنضمة دفاع جوي إلى العراق
5-أيار-2024
العراق يتذيل قائمة التصنيف العالمي لحرية الصحافة
5-أيار-2024
مخالفات مالية افسادية في مؤسسات ودوائر حكومية بكربلاء
5-أيار-2024
الشمري يؤكد على نصب كاميرات ذكية في جميع المناطق
5-أيار-2024
وكيل وزير الثقافة والارشاد الإيراني يزور نقابة الصحفيين العراقيين ويشيد بالعلاقات الإعلامية المتطورة بين العراق وإيران 
5-أيار-2024
كركوك تصل إلى الإنسداد السياسي.. توقف الحوارات بين الكتل يعطل تشكيل الحكومة المحلية
5-أيار-2024
الأمن الوطني يضبط أكثر من 1.4 مليون حبة مخدرة مخبأة في لفافات قماش
5-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
5-أيار-2024
المهاجرون في قلب حملات التضليل قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية
5-أيار-2024
تشافي يؤيد خطة تعاقد برشلونة الإسباني مع كلوب
5-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech