مدينة الحضر الشاهدة على أقدم الممالك العربية في العراق
21-تشرين الثاني-2022
العالم - وكالات
تقع مدينة الحضر في قلب بادية الجزيرة الشمالية التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق، وتتوسط نهري دجلة والفرات عند الأطراف الشمالية الغربية من العراق، وعلى وادي الثرثار الذي يمر إلى الشرق منها بنحو 3 إلى 4 كيلومترات.
وتبعد أطلال وبقايا مدينة الحضر نحو 110 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل، ونحو 50-60 كلم إلى الشمال الغربي من الشرقاط (آشور). وامتد نفوذ مملكة الحضر إلى نهر دجلة من الشرق والفرات من الغرب، ومن جبال سنجار في الشمال إلى مشارف طيسفون/ المدائن في الجنوب، لكن في عصر ازدهارها امتد نفوذها شمالا إلى ما وراء سنجار، حتى وصل الخابور ونصيبين أقصى شمال العراق.
تشير النقوش الكتابية إلى أن اسم المملكة كُتب بالآرامية بصيغة "حطرا"، ومن ذلك ما نٌقش على المسكوكات المضروبة فيها من الحضريين أنفسهم شعارا لعملتهم الوطنية الخاصة، وذلك في عبارة "حطرا دي شمش"، وتعني الحضر مدينة الشمس أو العائدة للشمس. وقد وردت بالصيغة ذاتها في المدونات اللاتينية والسريانية مع اختلاف طفيف، ففي المصادر اللاتينية القديمة وردت كلمة "حطرا" (HATRA) بمعنى بلاد العرب.
أما في السريانية والآرامية، فوردت بصيغة "حوطرا"، وتعني الحظيرة، كما وردت في النصوص الأوغاريتية عبارة "حظر" عدة مرات، وتعني القصر.
سكنت مملكة الحضر قبائل عربية، وعاش وسطهم القليل من الآراميين، ولم تكن سوى قرية نشأت خلال العصر الآشوري الحديث (عام 612 قبل الميلاد)، واستغلت غياب قوة الإمبراطورية الآشورية لتتوسع وتصبح مركزا لاستقطاب الأفراد من البدو ورعاة الإبل والمتجولين في عموم البادية الشمالية.
نشأت مملكة الحضر -وتعرف أيضا بـ"مملكة عربايا"، أي مملكة العرب- على أنقاض طبقات سكنية تعود إلى الفترة الآشورية الحديثة (911-612 قبل الميلاد)، حيث نمت وتوسعت لتصبح مملكة مستقلة في القرن الثاني قبل الميلاد. واستمر حكمها إلى عام 241 من الميلاد، عندما سقطت على يد الملك الساساني شاور الأول.
مثلت الحضر الدولة العازلة بين إمبراطوريتين مهمتين، وهما إمبراطورية الإسكندر وإمبراطورية الفرس، ثم الإمبراطورية السلوقية والساسانية والفرثية، لتصبح بذلك حلقة وصل تاريخية، والملاذ الآمن للقبائل العربية والآرامية، وتنشئ مدينة مزدهرة عمرانيا واقتصاديا، لا سيما أنها كانت محطة عبور للقوافل التجارية، وفي الوقت ذاته كانت قلعة كبيرة محصنة بأبنية شاهقة.
برزت العمارة الحضرية في القرنين الأول والثاني الميلادي، وبُنيت على الشكل الدائري لتسهيل مهمة الدفاع عنها، وهي محصنة بسورين وقلاع، ومن أهم ميزاتها العمرانية استخدام الإيوانات (جمع إيوان، وهو حجرات محصنة) في الأبنية العامة والخاصة، وعند سورها الرئيسي، صُممت 4 أبواب متينة، لمنع هجمات الأعداء.
قطر المدينة ممتد لنحو كيلومترين، وهي محاطة بخندق عميق، ولها سور خارجي طوله نحو 8 كلم، وبعده سور داخلي طوله نحو 6 كلم به 4 بوابات مبنية بالحجارة لضمان تحصينها، ويدعم هذا السور 163 برجا، كما وجدت التنقيبات الأثرية جدارا ترابيا يلف المدينة من جميع جهاتها على بعد نصف كيلومتر من السور.
الحضر غنية بشكل خاص بمئات المنحوتات، ومزينة بعدة تماثيل لحيوانات وشخصيات و"آلهة"، إضافة إلى منشآت عمرانية ومعابد عريقة تعود إلى فترات تاريخية مختلفة.
بغداد ترسل 443 مليار دينار إلى اربيل
15-أيار-2024
بكلفة (200) مليار دينار.. محافظة بغداد تعلن عن خطة لتطوير مناطق شرقي القناة
15-أيار-2024
الداخلية تعلن افتتاح منظومة البطاقة الوطنية في السفارات العراقية
15-أيار-2024
رؤساء وأعضاء ثلاث لجان في الديوانية يواجهون الاستقدام القضائي
15-أيار-2024
وزارة العدل تعلن شمول 400 طفل وامرأة بالعفو الخاص
15-أيار-2024
بعد إنحسار الدور الأمريكي.. الصين تستخدم نفوذها للإستحواذ على صناعة النفط العراقية
15-أيار-2024
السوداني يؤكد انجاز ميناء الفاو الكبير في 2025
15-أيار-2024
كهرباء الرصافة: قسم السلامة والتفتيش الهندسي ينفذ جولة لتنفيذ اجراءات السلامة للعاملين على الشبكة الكهربائية
15-أيار-2024
انهيار المؤسسات وفوضى السلاح يفاقمان ظاهرة الهجرة غير النظامية في ليبيا
15-أيار-2024
الدوري السعودي: النصر يخطط لكسر السلسلة التاريخية للهلال
15-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech