ملف الثقافة الجديدة: ولا كلمة عن الحرية!
13-تشرين الثاني-2024

عامر بدر حسون
بمناسبة مضي 20 عاما على اسقاط نظام البعث والتخلص من ديكتاتورية صدام حسين.. استعاد مجموعة من المثقفين ذكرياتهم ومواقفهم في ملف بعنوان "شهادات: عشرون عاما على الحرب والاحتلال" نشرته مجلة الثقافة الجديدة في العدد (436).
والمشاركون بشهاداتهم في الملف هم:
جواد وادي، زهير الجزائري، صادق الطائي، طالب عبد العزيز، علي ابو عراق وقاسم الساعدي.
وقرات هذه الشهادات كلمة كلمة وانا اعرف سلفا انني انما اقراها بحثا عن كلمة معينة، وفي النهاية لم اجدها.
لم اجد كلمة الحرية او الديمقراطية او ما يشير اليهما في شهادة اي واحد من هؤلاء المثقفين!
لم تطلب الثقافة الجديدة منهم تجنب كلمة الحرية او الديمقراطية (وهي ابرز نتائج تسعة اربعة 2003) ولم يتفق الكتّاب بينهم على تجاهل الابرز والاكثر تاثيرا وديمومة في ذلك الحدث، فهم يعيشون في بقع جغرافية متباعدة وبعضهم لا يعرف بعض المشاركين.
لكنهم اتفقوا على دحر ومحو تلك الكلمة من شهاداتهم.
ليس هذا النسيان والتجاهل صدفة، وليس هو نتاج اتفاق بين الكتاب اضافة الى انه لم يكن شرطا مسبقا من المجلة، والكتاب ليسوا كلهم من الشيوعيين.. فكيف حصل هذا الاجماع الغريب بينهم على نفي الحرية؟ هو سؤال مرير لا ينبغي التعجل بإصدار حكم له او عليه.. وينبغي ان يحيلنا الى نوع ثقافتنا السائدة ومدى تغلغلها في اعماق المثقفين، وحتى بين المشتغلين، زعما، بقضية الحرية والديمقراطية. هذا الامر يحتاج الى ملفات لم ننجزها، وندوات لم نقمها طيلة قرابة الربع قرن الماضي عن الحرية والديمقراطية. ولا تفسير عندي سوى ان ثقافتنا السائدة ما زالت ثقافة عبودية او ثقافة "عقائدية" ان اردنا التخفيف من وقع كلمة العبودية على اسماع كتاب كانوا ضحية الديكتاتورية والغاء حرية الراي. ثقافة تخوّف من فيها، او خوّف نفسه، من ذكر كلمة حرية لان شغل هذه الثقافة يقوم على الشك القديم بمن يعتبر الحرية هي الرقم واحد في شروط الكرامة البشرية. ولقد طوّبت ثقافتنا السائدة كلمات ومفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان للامبريالية والاستعمار، واعتبرت ان المناداة بتلك المفاهيم والكلمات هي محاولة للخيانة وفقا لثقافتنا السائدة، وهو تقرّب تحفّه الشبهات من مفاهيم امبريالية واستعمارية. وقد تساوى في هذا الفهم، المبتديء والمحترف من الكتاب والسياسيين. وما زالت علامة الجودة في ثقافتنا هي التشكيك بهذه المفاهيم والكلمات لانها جاءت من الاخر: المستعمر والامبريالي والغريب والاجنبي. هذا الفهم نام عميقا في دواخل وتلافيف العقل الثقافي السائد ولم يعد من السهل التخلص منه.
وهو ترسخ لان بديله، في جذور واعماق ثقافتنا السائدة، هو عقيدتي انا..
عقيدتي التي تقبل وتطالب بتأجيل الحرية والديمقراطية الى حين انجاز اشياء واشياء لم تتحقق او تنجز يوما.
ويا جواد ويا زهير ويا صادق ويا طالب ويا علي ويا قاسم!
كيف فاتكم ان تذكروا الحرية كأبرز واهم انجاز تحقق في تاريخ العراق والعرب واكتفيتم بالتأوه من جرائم الاحتلال او حكومات ما بعد تسعة اربعة 2003؟
انتم عشاق حرية ما في ذلك ريب.. فما هو تفسيركم لتجاهل كل واحد فيكم لـ "عروس افكاركم وكلماتكم" وتركها منسية ومهانة؟

النزاهة: الحبس الشديد لوزير النقل الأسبق
13-تشرين الثاني-2024
«صقر حرب».. من هو بيت هيغسيت المرشح لقيادة «البنتاغون»؟
13-تشرين الثاني-2024
الخارجية: نرفض وضع قيود على الدول المنتجة للنفط
13-تشرين الثاني-2024
تحالف الفتح يحذر... واشنطن تبحث عن مبررات لبقاء قواتها في العراق
13-تشرين الثاني-2024
مراقبون يكشفون أجندة السوداني الى كردستان
13-تشرين الثاني-2024
النقل تشير الى وجود اهتمام دولي كبير في مشروع طريق التنمية
13-تشرين الثاني-2024
وفد أمريكي يصل بغداد لاستكمال المفاوضات مع طهران
13-تشرين الثاني-2024
اليورو قرب أدنى مستوياته أمام الدولار منذ 4 أشهر
13-تشرين الثاني-2024
دول عربية تتصدر أكبر 5 صفقات نفطية عالمية
13-تشرين الثاني-2024
النفط يرتفع وسط مخاوف من شح المعروض
13-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech