من هو بلد المليون مطعم؟
22-تموز-2023
مصطفى ملا هذال

لديّ رغبة شخصية بتحويل التسمية السابقة لبلاد الرافدين، الموسومة ببلد المليون "نخلة" الى بلد "المليون مطعم"، وهذه الرغبة نابعة من عدد المطاعم المتضخم في جميع محافظات البلد، التي لا يخلو شارع من شوارعها من مطاعم بمستويات مختلفة.
كثرة المطاعم في جميع أنحاء البلاد يجعلك تشعر وكأنه أولى اهتمامات الافراد هي المأكل ومن ثم الملبس، بالنظر الى عدد المولات التجارية التي تفتتح باستمرار دون تخطيط ولا تنويع في الاستثمار الذي يخلق حركة تجارية كبيرة تسهم في توفير الأيدي العاملة واكتساب الخبرات.
شيء مفرح إنك ترى مئات الأسر وهي تتجول في الأسواق وترتاد المطاعم بشكل منتظم، وفي أحيان كثيرة تزدحم الأماكن ويضطر الزبون الى الانتظار طويلا لحين توفير مقعد له وأسرته التي فضلت تناول وجبة الطعام خارج الروتين المنزلي اليومي.
والشيء المفرح أيضا ان هذه الاسر المعتادة على تناول الأطعمة في المطاعم العامة، لديها قدرة شرائية تمكنها من وضع جدول دوري يقسم أيام الأسبوع الى خروجات منتظمة برفقة أفراد الأسرة، فهي ان لم تتمكن من دفع الفواتير المرتفعة في العادة لا يمكن ان تخرج بهذا العدد من المرات وتكتفي بمرة واحدة في الشهر او الشهرين.
المحزن في المسألة ان مواطني هذا البلد تحولوا بشكل مباشر او غير مباشر الى مستهلكين بطريقة غير اعتيادية، ومما ساعدهم على ذلك توفير البيئة الاستهلاكية البحتة، فلا توجد أي نسبة مقارنة او مقاربة بين عدد المطاعم والمولات التجارية مقارنة بالمشروعات الإنتاجية.
العراق يخلو من التوازن بين هاذين الجانبين، واقتصر الاستثمار في الجوانب او المشروعات سريعة الربح والفائدة، ولم يفكر أصحاب رؤوس الأموال بافتتاح مصنع لإنتاج الألبسة الرجالية او النسائية والأطفال، ولجأ رجال الاعمال الى الاستيراد الخارجي هربا من الرقابة او التعقيد الحكومي في الداخل.
الحكومات العراقية بعد التغيير لم تعطي الاستثمار الأجنبي او المحلي وتحديدا القطاع الصناعي أي اهتمام، بل ساعدت على إيقاف المصانع الداخلية العاملة بزمن النظام السابق، وليس بعيدا عن الاذهان توقف معمل الألبسة الجاهزة في النجف الاشرف، او الاقتصار على انتاج نوعية رديئة من البدلات لا تنافس المستورد من حيث التصميم وجودة القماش.
ومن يسير في طريق الكرادة خارج، يتألم كثيرا حين يرى المعروضات تأكلها الأتربة في منفذ البيع المباشر الخاص بالشركة العامة لصناعة الجلود، فتعطيل هذه المرافق وإخراجها عن العمل هو نوع او خطوة من خطوات قتل الصناعة المحلية الوطنية، واستفحال المنتج الأجنبي وغزوه الأسواق.
بينما يمكن للحكومة العراقية او أصحاب القرار النظر بأهمية عودة المرافق الإنتاجية والصناعية الى العمل، مع وجوب زيادة طاقتها الإنتاجية نظرا لزيادة عدد نسمات البلد، وما يصاحبه من زيادة في الطلب، مع الاخذ بعين الاعتبار ما يوفره ذلك من محافظة على العملة الأجنبية وما يعطيه من قوة للعملة المحلية.
فقدان هذه الرؤية من قبل المسؤولين فسح المجال امام المستثمر الباحث عن أكبر قدر من الأرباح، مقابل وقت زمني قياسي، ولهذا انتشرت المطاعم في أرجاء البلاد، واستدمت ماركات الطعام العالمية، التي استطاعت ان تشق طريقها الى ذائقة الزبون وتجعله من الحريصين على تناولها.
بلد المليون مطعم تسمية تصلح ان تكون التسمية الرديفة لبلد المليون نخلة، وان كان من المستحيل تغيير التسمية بصورة فعلية، لكنها حاصلة بشكل واقعي، وفي ذلك مؤشر خطير على الجهات المعنية في البلد الالتفات اليه ومعالجته بما يضمن لجميع القطاعات الازدهار والنهوض حفاظا على كيان البلد من الانهيار أكثر فأكثر.
الأمن الوطني يطيح بـ4 متهمين يوهمون المواطنين بالتعيين على ملاك الجهاز
21-أيار-2024
شرطة الرصافة تنفذ عملية أمنية في منطقة الأعظمية
21-أيار-2024
النزاهة ترصد مخالفات بإنجاز أعمال ترميم مدارس في واسط
21-أيار-2024
القانونية النيابية تكشف تفاصيل قانون العطل الرسمية والمناسبات المشمولة بهِ
21-أيار-2024
المحكمة الاتحادية ترد دعوى رئيس حكومة اقليم كردستان ضد مفوضية الانتخابات
21-أيار-2024
"الاطار التنسيقي" يرفض اجراء التعديل الوزاري ويضع السوداني في موقف محرج
21-أيار-2024
المالية النيابية تستضيف وزيرين لمناقشة الموازنة وتعلن تمريرها قبل انتهاء الفصل التشريعي
21-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
21-أيار-2024
نائب محافظ ذي قار ماجد العتابي يستقبل مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة والاثار
21-أيار-2024
أرنه سلوت يعول على إرث يورغن كلوب للنجاح مع ليفربول
21-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech