بغداد ـ العالم
يواجه نمر فارسي نادر محتجز مؤقتًا في حديقة حيوانات عراقية مستقبلًا غامضا، كما يخشى متخصصون في الحياة البرية.
قبل ستة أسابيع، تم القبض على النمر الذكر في فخ نصبه قروي فقد مؤخرًا عشرات الماعز في منطقة بطيفة الجبلية شمال محافظة دهوك، في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، واضطر إلى بتر ساقه الخلفية اليمنى. تم استدعاء الطبيب البيطري، الدكتور سليمان تعمير، للمساعدة في القبض على الحيوان، قال إنه سار مع القرويين وجنود البشمركة الكردية في الجبال، متتبعًا النمر بعد أن صعد إلى القمة، وسحب المصيدة التي أمسك بساقها. .
ويقدر تعمير أن النمر كان في المصيدة لمدة 10 أيام على الأقل وفقد الكثير من الدم. سقط الحيوان من الجبل وسقط في نهر على عمق حوالي 30 مترًا. هناك، أحاطت به الكلاب وتمكن تعمير من إطلاق النار عليه بمسدس مهدئ. كانت المصيدة قد كسرت عظامه، ومزقت العضلات والأوتار، وثقبت الشريان. كان واضحًا لتعمير أنه سيحتاج إلى بتر النصف السفلي من ساق النمر على الفور.
طُلب من فريق متخصص تم تشكيله من خلال الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) المساعدة في علاج النمر. وصل الدكتور هانز نيوينديك، وهو جراح بيطري هولندي، والدكتورة إيمان معماريان، وهي طبيبة بيطرية إيرانية للحياة البرية، إلى دهوك في وقت لاحق في كانون الثاني (يناير). أجروا عملية جراحية ثانية لبتر الساق أسفل مفصل الورك، وارتجال غرفة عمليات في قفص في حديقة الحيوان.
يُدعى Plinga Batifa (فهد بطيفة)، يبلغ وزن الذكر 65 كغم، عمره المتوقع هو 10-15 سنة. يتعافى الحيوان جيدًا من العمليات الجراحية، لكن لا يمكنه العودة إلى البرية أبدًا. فقد ساقه الخلفية وفقد ثلاثة من أنيابه، ربما أثناء أسرها، لا يمكنها القفز أو الصيد.
يقضي النمر الآن معظم وقته في غرفة مظلمة تبلغ مساحتها 3 × 4 أمتار، التي توفر بعض العزل من ضوضاء وروائح حديقة الحيوان، وتفتح على مساحة 120 مترًا مربعًا في قفص يغامر بها النمر فقط بعد حلول الظلام، عندما تغلق حديقة الحيوانات ويذهب الناس. كما أن رائحة النمور الموجودة في الأقفاص المجاورة مرهقة للغاية بالنسبة للفهد. يُظهر مقطع فيديو حديث للحيوان أنه يتحرك حول القفص ، ويبقى منخفضًا على الأرض. يأمل الخبراء أن يتم نقله بسرعة إلى مكان أكثر ملاءمة. قال تعمير "الأفضل هو الذهاب إلى مركز إعادة التأهيل، وإلا فسيكون حيوانًا أسيرًا وفي حديقة حيوانات طوال حياته"، لكنه أشار إلى عدم وجود مثل هذا الخيار في العراق أو جيرانه المباشرين. منزل النمر الحالي هو أسوأ مكان له، وفقًا لنيوينديك. وأوضح أن الفهود الفارسية "حيوانات منعزلة للغاية". لقد اعتادوا على امتلاك مدى آلاف الأميال لأنفسهم، ومقابلة نمر آخر مرة واحدة فقط في السنة، ليوم واحد، للتزاوج. قال نيوينديك "إنه خائف للغاية ومن هذا المنطلق فهو عدواني جدًا جدًا"، مشيرًا إلى أن الحيوان يمثل خطرًا ليس فقط على نفسه في حديقة الحيوان، لكن أيضًا للأشخاص من حوله. "إذا بقي الحيوان، آمل فقط أن يموت بسرعة." تم العثور على النمور الفارسية فقط في تركيا وإيران والعراق وأرمينيا وجبال القوقاز وهي مهددة بالانقراض: يقدر أن هناك أقل من 1000 في البرية. قالت هناء رضا، عالمة الأحياء ومؤسسة برنامج الحفاظ على النمور في كردستان العراق، إنه لم يتبق سوى ما بين 20 إلى 25 نمرًا في العراق. وهي تتراوح بين غابات البلوط في الجبال، لكن موطنها آخذ في الانكماش. عدد النمور في البرية صغير جدًا لدرجة أن إزالة فرد واحد يعرض السكان بالكامل للخطر. قالت: "لا نعرف ما نخسره الآن". تفتقر المنطقة إلى الموارد والخبرة اللازمة لتربية النمر كجزء من جهود الحفاظ على الأنواع. تود رضا أن ترى النمر يقرض إلى منشأة أوروبية حيث سيتم الاعتناء به واستخدامه في برنامج تربية على النحو الموصى به من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، لكنه سيبقى ملكًا لإقليم كردستان، كما هو الحال مع أي نسل محتمل. أضافت "سيكون هذا عظيماً لسمعة كردستان".
تحاول رضا الحصول على دعم الحكومة المحلية، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تأمين لقاء مع حاكم المقاطعة. ومدى السرعة التي يمكن بها تحريك النمر "كل هذا يتوقف على مدى إلحاح الحكومة في التعامل مع هذا الأمر"، على حد قولها.
وقال عبد الرحمن صديق، رئيس مجلس البيئة في حكومة إقليم كردستان، إن موقف الحكومة هو إبقاء النمر في البلاد، "تحت إشراف ورعاية الفرق البيطرية والمتخصصين في بيئة مناسبة".
ترجمة "العالم" عن صحيفة الغارديان البريطانية