يا لها من أيام..
23-حزيران-2025

عامر بدر حسون

كان علي ان ادير، في فترة من عملي، مجموعة من الموظفين (اصدقاء او تحولوا الى اصدقاء) رغم اني لا احب موقع رب العمل المتسلط على موظفيه.
وبما ان العمل، في مجلتي "مجلة الايام" كان محددا ولا يتحمل المزاجية او التقصير، فقد وجدت عقوبة وحيدة (تثير الان الدهشة والسخرية) وكانت ناجحة وفعالة يومها.
كان مقر مجلتي هو البيت الثقافي العراقي بدمشق في الجسر الابيض، وكنا نقيم فيه كل اسبوع تقريبا فعالية ثقافية او فنية او سياسية نوجه من خلالها كل اسلحة المثقفين من شعر ونثر وحتى كلام فارغ باتجاه صدام ونظامه.
واستضفنا في هذا البيت شخصيات سياسية وثقافية لإلقاء محاضرات او قراءات شعرية، ولتعرف من جلسوا على منصة المحاضرات، اذكر اسم الرئيس الراحل جلال الطالباني ونوري المالكي وغيرهما من قادة الاحزاب.
وكان كل مثقف قادم لسورية من خارجها يزور هذا المكان فاتفق معه على اقامة امسية حسب اختصاصه.
وكان الجمهور، المكون من سوريين وفلسطينيين وعراقيين، يتواجد باستمرار وبكثرة.. خصوصا وان نادي الصحفيين السوريين كان امامنا مباشرة ولا يبعد عنا اكثر من خمسة امتار!
وكان البيت دمشقيا قديما وقد شملته الحكومة بالحماية واعتبرته معلما اثريا وثقافيا لا يجوز هدمه او التلاعب فيه.. وخصصته للمنظمات الثقافية السورية والعربية.
وكان ملتقى لكثير من عائلاتنا والعائلات السورية حيث كانوا يجتمعون تحت انغام فيروز او الموسيقى الكلاسيكية.
وقبل اسابيع كتبت لي صديقة لام نوار، ما يشي بوطأة تبدل الزمان ووحشة جيل سابق في هذا العالم الجديد.. وارفقت اغنية فيروز (الابواب) قائلة:
" كلما سمعت هذه الاغنية تذكرت المنتدى في الجسر الابيض وكيف كنا نجتمع.. هذه الاغنية كانت تبث دائما، وكنت ورحمة والبنات (رحمة زوجتي ونوار وشهرزاد ابنتاي) نجتمع في المنتدى.. ابكي كثيرا عند سماعها لان رحمة كانت معي دائما هناك.. وهذه الايام تمر ثقيلة ومتعبة وحزينة وموحشة"!
وبقدر الحزن والكآبة في هذه السطور الا انها ترسم صورة للبيت الثقافي العراقي الذي كنت اتواجد فيه واحاول ادارته دونما خبرة في الادارة.
وبعد فشل الكلام مع المثقفين العاملين في المجلة والبيت الثقافي خطرت لي فكرة ابتكار عقاب صارم فطبقتها دون تردد.
والعقاب هو منح المقصر اجازة مدفوعة لايام او اسابيع.. ومرة شاهدت دموعا هي الانقى في عين شاعر منحته اجازة لمدة شهر لأنه شعر بقسوة العقوبة واعتبرها ظالمة!
وكان ما يجعل هذه "العقوبات الترفيهية" قاسية جدا هي انها كانت مشروطة بعدم مجيء الشخص المعاقب للمجلة طيلة ايام اجازته!
ومعنى هذا ان يمتنع عن رؤية اصدقائه المتواجدين في المنتدى والمجلة طيلة فترة العقاب.. ولمن عاش حلاوة تلك الصحبة يعرف قساوة تلك العقوبة!
ولأنه لا موظفين عندك، فسأختم بذكر نمط من العقوبات يمكن ان تمارسه وتلتزم به مع اطفالك ان رايته مفيدا.
فقد اعطيت نوار وشهرزاد عندما كانتا صغيرتين (وما زالتا صغيرتين في عيني) ورقة وقلما وطلبت منهما كتابة نظام عقوبات خاص بهما.
يعني لا عقاب عشوائي او خاضع للمزاج من قبلنا، وطلبت منهما كتابة كل "وكاحة" يقمن بها، وكتابة العقوبة التي يرينها مناسبة مقابلها!
وما زلت احتفظ بتلك الاوراق البريئة، بعقوباتها الاكثر براءة.
ومنها " الحرمان من مشاهدة التلفزيون لخمس دقائق فقط"! وعقوبة الصراخ عليهما ولكن بصوت غير مخيف!
وبقدر التزام الاهل بهذا القانون وعدم تجاوزه تنجح العقوبات ولا يشعر الطفل بالظلم، كما اخبرنا اصدقاء طبقوا قانون عقوبات ال نوار!
ويا لها من ايام!

بغداد تعيش ليلة ساخنة مع مسيرات مجهولة الهوية
26-حزيران-2025
الدفاع المدني: حملة صيفية شاملة للوقاية من الحرائق
26-حزيران-2025
أطباء مستشفى حلبجة يدشنون إضراباً بسبب تأخر الرواتب
26-حزيران-2025
مؤشر السلام العالمي: العراق في المرتبة الـ147
26-حزيران-2025
النزاهة تعلن انضمام العراق لـ«مبادرة بكين لبناء طريق الحرير النظيف»
26-حزيران-2025
الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية تعيد خلط أوراق التفاوض: التخصيب بين شلل مؤقت وتصعيد محتمل
26-حزيران-2025
بغداد تعيش ليلة ساخنة مع مسيرات مجهولة الهوية
26-حزيران-2025
وزير البيئة: تعاون أمني بيئي لمواجهة أزمة التلوث في بغداد
26-حزيران-2025
وكيل وزارة الكهرباء لشؤون النقل والتوزيع يزور فرع شبكة كهرباء كركوك لمتابعة سير العمل
26-حزيران-2025
رئيس اللجنة الأولمبية: دورة الألعاب الآسيوية للشباب محطة مهمة لتحقيق النجاحات
26-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech