يوم حارب رجال الدين «الحجاب الشرعي»!
14-آب-2023
عامر بدر حسون

العنوان لا مبالغة فيه.. وانما هو وصف لما حصل قبل مئة عام في العراق!
ففي مطلع القرن العشرين وحتى الثلاثينات منه شهد العراق معركة "فكرية" ذات طابع اجتماعي ديني وهي معركة الحجاب والسفور.
ولكن ليس السفور او الحجاب الذي تعرفون!
وشارك في هذه المعركة نخب المجتمع من شعراء ورجال دين وسياسيين وشاركت حتى العصابات فيها!
ترافقت معركة السفور والحجاب مع معركة دخول البنات للمدارس ووقوف المتعصبين ضد تعليمها ودراستها خصوصا في زمن الملك فيصل الاول.
ومن اشهر قصص تلك الفترة قصة رائدة تحرير المرأة "صبيحة الشيخ داود".
فهذه الصبية العراقية الشجاعة كانت ابنة رجل دين شجاع، وهي اصرت بدعم من والدها الشيخ على الدراسة واصرت كذلك على اكمال دراستها كاول بنت عراقية تدخل الجامعة.
وكي تاخذ فكرة عن وضعها في الجامعة، فقد كانت عندما تنتهي المحاضرة تبقى جالسة في الصف وحدها حتى موعد المحاضرة التالية.
وهي تلقت من زملائها الشتائم والسخرية منها ومن عمامة والدها!
وكي تاخذ فكرة عن مجتمعها فقد كان المتعصبون يطاردونها لاحراق وجهها بماء النار وكان ذهابها وعودتها من الجامعة مغامرة مرعبة!
وانتهى الامر بان خصص الملك فيصل بعض الشرطة لمرافقتها في ذهابها وعودتها للجامعة..
وهي اكملتها وتسجلت في تاريخ العراق كاول طالبة جامعية واول قاضية في تاريخ العراق!
وشهدت الصحف والجوامع ضجة كبرى وادانات على مدى سنوات بسبب هذا الفساد المتمثل بسفور المراة واختلاطها مع الشباب مثلها مثل "الكفار"!
وتسيّد هذه المعمعة رجال الدين والكتاب والشعراء والشعراء الشعبيين بالطبع. وصدرت الفتاوى والمطبوعات والرسوم الهزلية والنكات وصيحات التوجع واغلبها تركز على "قرون" اباء البنات "السافرات!"
و كان هناك كتاب وشعراء ورجال دين يرون في الحجاب جريمة ويدافعون عن السفور!
اشهر هؤلاء هو الشاعر المتمرد والمتفلسف جميل صدقي الزهاوي الذي دافع عن السفور شعرا:
"مزقي يا ابنة العراق الحجابا
اسفري فالحياة تبغي انقلابا"
مزقيه واحرقيه بلا ريثٍ
فقد كان حارسا كذابا!
واتفقت الجوامع والصحف على تكفير جميل صدقي الزهاوي.. وانشغلت الصحافة العراقية والعربية والجوامع والمراكز الدينية في العالم الاسلامي بالاجابة على سؤال:
من يجب ان يقوم بقتل الزهاوي؟ الحاكم ام الجمهور؟!
وما هي الا سنوات حتى اصبح اكثر رجال الدين تشددا، يطالب المراة بالسفور..
لكن بعد تسميته هذه المرة بـ "الحجاب الشرعي".
فالدعوة للسفور في تلك الايام لم تكن الا دعوة لرفع النقاب عن الوجه ليس الا!
ويا لها من دنيا دوارة.
التربية تطلق مبادرة دعم مواهب الأيتام بالحساب الذهني
20-أيار-2024
الموارد المائية تطلق خطة لتنظيم إدارة المياه
20-أيار-2024
النزاهة تصدر أوامر قبض واستقدام بحق (12) موظفاً بدائرة صحة ديالى
20-أيار-2024
الحماية الإجتماعية: 250 ألف متجاوز على رواتب الحماية الاجتماعية
20-أيار-2024
السفيرة الألمانية: مستثمرون ألمان رفضوا دفع "أتاوات" في العراق
20-أيار-2024
رحيل الرئيس الإيراني.. الحكومة العراقية تعلن الحداد والبرلمان يؤكد "المنطقة ستفتقد خط الوسطية والاعتدال"
20-أيار-2024
بعد الفشل بانتخاب الرئيس.. ترجيحات ببقاء المندلاوي في المنصب حتى نهاية الدورة الحالية
20-أيار-2024
محافظ ذي قار مرتضى الابراهيمي يفتتح 3 مدارس حديثة في قضاء الغراف ويكشف عن عدد المدارس التي تحتاجها المحافظة لحل ازمة الدوام المزدوج
20-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
20-أيار-2024
أتالانتا الإيطالي يتطلع إلى إنهاء 61 عاما من انتظار التتويج بالكأس الأوروبية
20-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech