جناحا النظام الديمقراطي
5-تشرين الثاني-2022
محمد عبد الجبار الشبوط
من الصعب وصف النظام السياسي الحالي القائم في العراق بانه نظام ديمقراطي حسب المعايير الدولية، او على الاقل حسب معايير Economist Democracy Index لعام ٢٠٢١. فقد اعتبر هذا المؤشر النظام السياسي العراقي بانه نظام "سلطوي" authoritarian على اساس الدرجات التي حازها في العملية الانتخابية (5.25) و الحكومة (صفر) و المشاركة السياسية (6.11() و الثقافة السياسية (5) و اخيرا الحريات المدنية (3.53)، وبذا يكون معدل الدرجة النهائية التي حصل عليها العراق هو (3.51) من ١٠ الامر الذي يضع العراق في المرتبة 116 مكرر في السلم العالمي. وفي المرتبة ١٧٢ في مؤشر الحرية الصحفية لعام ٢٠٢٢ الذي تصدره منظمة "مراسلون بلا حدود"، ويعتبر مؤشر الحرية العالمي العراق بلدا "غير حر". قد لا تعجب هذه الارقام بعض القراء، لانهم قد يعتبرون اجراء الانتخابات العامة الدورية وحرية الصحافة كافيتين لاعتبار النظام السياسي ديمقراطيا. ولكني لست بصدد مناقشة هذا الرأي الان، لانني بصدد موضوع اخر.
الموضوع الاخر هو ان الديمقراطية طائر بجناحين: الحكومة والمعارضة، والحال ان النظام الحالي قائم على المحاصصة او مشاركة الجميع على اساس ما يسمى الاستحقاق الانتخابي. ولهذا السبب لم تشهد مجالس النواب السابقة كتلة برلمانية معارضة. ومما زاد الطين بله في البرلمان الحالي انسحاب الكتلة الصدرية، التي كان من الممكن ان تكون معارضة فعالة، من البرلمان. وبذا اصبحت المعادلة السياسية كما يلي: الحكومة في البرلمان والمعارضة في الشارع. وهذا خلل في النظام الديمقراطي، بل في النظام السياسي برمته. في الديمقراطية السليمة يجب ان توجد المعارضة في البرلمان، لكي تقوم بوظيفتها: مراقبة الحكومة ومحاسبتها تحت قبة البرلمان وفق الاليات الدستورية الديمقراطية، وليس في الشارع عن طريق التظاهرات كما هو الحال الان.
التيار الصدري، والنسبة هنا شخصية، قوة سياسية كبيرة ذات حضور شعبي ضخم، ويمثل شريحة مهمة ليس من الصحيح بقاؤه خارج الحياة السياسية البرلمانية. وقرار الانسحاب لم يكن صحيحا ولا دستوريا، لان الناخبين انتخبوا النواب ليمارسوا دورهم في تمثيلهم داخل البرلمان. وليس من شأنهم (حتى لا اقول ليس من حقهم) الانسحاب من البرلمان وحرمان الذين انتخبوهم ممن يمثلهم في البرلمان. ولست افهم كيف وافق النواب على الاستقالة، وكيف تقبل ناخبوهم ذلك. وهذا يمثل خللا اخر في الحياة السياسية وفي الثقافة الديمقراطية في العراق. وليس امامنا لمعالجة هذا الخلل سوى ثلاثة خيارات احلاها مر، وهي: التراجع عن الاستقالة، او اعادة اجراء الانتخابات تحت عنوان (الانتخابات المبكرة)، او انتظار الدورة الانتخابية القادمة. الخيار الاول غير ممكن، والثاني غير معقول، فلا يبقى سوى الخيار الاخير. وهو مر كالعلقم بالنسبة للبرلمان الحالي وبالنسبة للتيار الصدري خارجه، في نفس الوقت.
قد تعرضنا هذه الحالة الى خيار اخر شديد الضرر وهو لجوء التيار الصدري الى ممارسات اخرى لاثبات وجوده التعبير عن وجهات نظره. ومن هذه الممارسات التظاهرات العنيفة كالتي شهدنا مثلها عند اقتحام مبنى البرلمان، وهذا النوع لا يمكن اعتباره تظاهرات سلمية المغطاة دستوريا. ذلك ان احتلال المقرات والمباني الرسمية لم يكن في يوم من الايام و في اي بلد ديمقراطي من الممارسات المعتبرة تظاهرات سلمية ودستورية.
ماذا تبقى اذن؟
امران:
الاول، ان يواصل التيار الصدري حضوره ودوره في المراقبة والمحاسبة عن طريق الاعلام والنشاطات الجماهيرية والاكاديمية الاخرى.
الثاني: ان يجري اركان الحكم مشاورات غير رسمية بصورة مستمرة مع قيادة التيار الصدري كلما تتطلب الامر ذلك وبخصوص القضايا الهامة التي قد تواجه البلد. … ذلك كله في انتظار الموعد الطبيعي لاجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة.
الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech