قصة استثمار العرب بأندية أوروبا.. بداية مصرية وتنافس خليجي كبير
4-حزيران-2023
بغداد ـ العالم
شهدت الأعوام الـ15 الماضية، تنافسا عربيا غير مسبوق على الاستثمار في أندية كرة القدم الأوروبية، مع دخول صناديق سيادية حكومية في هذا السباق.
وبعد التحول الكامل لأندية أوروبا إلى الاحتراف، وزيادة الإيرادات من حقوق الرعاية، والبث التلفزيوني، باتت فرق كرة القدم اسثمارا مغريا لرجال الأعمال حول العالم، ما دفع بعديد الأثرياء من الولايات المتحدة، ودول آسيا وأوروبا، إلى التوجه نحو هذا المجال.
وخلال السنوات الماضية دخل مستثمرون من دول خليجية وعربية مقربون من حكوماتهم (رجال أعمال أو شيوخ وأمراء)، بشكل لافت في الاستثمار الرياضي، إما عبر صناديق سيادية، أو بشكل فردي.
رسميا، كان الملياردير المصري محمد الفايد، والد عماد "دودي الفايد" عشيق الأمير ديانا، هو أول المستثمرين العرب في الأندية الأوروبية، عند شرائه الحصة الأكبر من نادي فولهام الإنجليزي عام 1997.
استحوذ الفايد البالغ من العمر اليوم 94 سنة، على فولهام لقاء صفقة قدرت حينها بنحو 6.25 مليون جنيه إسترليني (نحو 7.73 مليون دولار).
وبرغم التدهور المالي لفولهام في السنوات اللاحقة، والذي اضطر الفايد لبيعه للمستثمر ذو الأصول الباكستانية شهيد خان عام 2013، إلا أن الملياردير المصري حقق أكبر إنجاز على المستوى الأوروبي الذي يقع جنوب غرب لندن، بإيصاله إلى نهائي الدوري الأوروبي.
واللافت أن القيمة السوقية ارتفعت بشكل كبير عند بيع النادي من قبل الفايد، إذ دفع شهيد خان 150 مليون جنيه استرليني (185.3 مليون دولار) للهيمنة على فولهام.
ركود بداية الألفية الثالثة
مع بداية الألفية الثالثة، لاقت استثمارات الأندية رواجا كبيرا، إذ بدأت رحلة استحواذ عائلة غلايزر الأمريكية على مانشستر يونايتد عام 2003، كما استحوذ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش على تشيلسي في ذات العام.
إلا أن المستثمرين العرب لم يلتفتوا مبكرا إلى الاستثمار في الأندية الغربية، وتأخر دخولهم إلى عالم كرة القدم إلى آخر سنتين في العقد الأول من الألفية الثالثة.
واستفاد تشيلسي تحت ملكية أبراموفيتش من عدم وجود قوانين مشددة في بداية ملكيته للعب المالي النظيف، إذ أبرم عشرات الصفقات في غضون مواسم قليلة. كما كان تشيلسي من أبرز الأندية التي تتعاقد مع لاعبين صغارا في السن بمبالغ زهيدة، وتقوم بالاستثمار بهم عبر الإعارات المتكررة قبل بيعهم بمبالغ طائلة، وهو ما تم منعه لاحقا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
دخول إماراتي قوي
العام 2008، أي حين استحوذ الشيخ منصور بن زايد، نائب الرئيس الإماراتي على مانشستر سيتي، كان انطلاقة حقيقة للاستثمارات العربية في الأندية الأوروبية.
وبرغم أن ملاك الأندية قدموا نفسهم على أنهم جهات خاصة في كثير من الأحيان، إلا أن الدعم الحكومي كان حاضرا بشكل مستمر.
ففي حالة مانشستر سيتي، اشترى منصور بن زايد بداية النادي بشكل علني عبر "مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار" المملوكة له، وعين مواطنه رجل الأعمال خلدون المبارك رئيسا للنادي، إلا أنه وبعد نحو ست سنوات، أعلن عن إطلاق "سيتي جروب" التابعة لمجموعة أبو ظبي.
هذا الإعلان منح منصور بن زايد سهولة في التوسع بالاستحواذ على أندية حول العالم، مع تأكيد "مجموعة أبو ظبي للتنمية والاستثمار"، عدم ارتباطها بـ"جهاز أبو ظبي للاستثمار" (الصندوق السيادي).
وعلى مدار الأعوام الـ15 الماضية، وسع منصور بن زايد من امبراطوريته في كرة القدم، إذ يستحوذ اليوم بالإضافة إلى مانشستر سيتي، على نيويورك سيتي الأمريكي، وملبورن سيتي الأسترالي، ويوكوهاما مارينوس الياباني، ولوميل البلجيكي، ومومباي سيتي الهندي، وأتلتيكو توركي الأوروغوياني.
وبات مانشستر سيتي أكثر الأندية العالمية تحقيقا للإيرادات السنوية من مصادر مختلفة، ما يشير إلى نجاح الاستثمار الإماراتي فيه بعد مرور 15 عاما.
تجارب قطرية
اتجهت قطر نحو الاستثمار في أوروبا بتجارب مختلفة، ففي العام 2010، وبشكل فردي، استحوذ الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني على كامل أسهم نادي ملقا الإسباني، الذي كان يتأرجح حينها بين وسط ومؤخرة ترتيب الليغا.
وتراوحت حينها قيمة الصفقة بحسب مصادر مختلفة بين 38-40 مليون دولار أمريكي، ونجح المالك القطري في غضون عامين من إيصال ناديه الإسباني إلى دوري أبطال أوروبا، بعد ضم كوكبة من النجوم في مقدمتهم الهولندي رود فان نيستلروي، والإسباني سانتي كازورلا، والأرجنتيني مارتين ديميكليز، والبرازيلي خوليو بابتيستا.
إلا أن السنوات اللاحقة، شهدت تدهورا في ميزانية النادي بشكل ضخم جدا، ما اضطره إلى بيع جل نجومه، أبرزهم إيسكو.
وبالرغم من استمرار عبد الله بن ناصر بملكية نادي ملقا، إلا أن التدهور المالي، مع وجود تهم بالفساد الإداري، أدت بمجلس إدارة النادي إلى إيقافه عن رئاسة النادي بشكل مؤقت في العام 2020.
التجربة الأبرز
التجربة القطرية الأبرز في الملاعب الأوروبية، كانت في العام 2011، حين استحواذ جهاز قطر للاستثمارات (الصندوق السيادي) على باريس سان جيرمان الفرنسي، وتعيين ناصر الخليفي رئيسا.
استطاع الخليفي رفع رصيد باريس سان جيرمان من بطولتي دوري فقط، إلى 11، ليصبح أكثر الأندية الفرنسية تتويجا باللقب متجاوزا سانت اتيان (10)، كما أنفق نحو مليار ونصف يورو في سوق الانتقالات خلال 12 عاما، بيد أنه حقق عائدات ضخمة من جلبه أبرز نجوم العالم على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، والفرنسي كيليان مباببي، وغيرهم الكثير.
وقالت وسائل فرنسية إن عوائد باريس سان جيرمان من صفقة ميسي فقط بعد مرور عام وصلت إلى نحو 300 مليون يورو، ما حسن العوائد المالية من عقود الرعاية والمنتجات بنسبة 13 بالمئة.
أكاديمية أسباير
أسس أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أكاديمية "أسباير" عام 2004، باعتبارها وكالة مستقلة ممولة من الحكومة، وباتت اليوم واحدة من أكبر الأكاديميات الرياضية في العالم.
وبالإضافة إلى تخريجها مئات المواهب الكروية سنويا، وتوزيعهم على أندية قطرية وخارجية، تتميز أسباير بوجود كوادر طبية متخصصة في التأهيل الرياضي للمصابين، إذ يتجه نجوم عالميون لتلقي العلاج، وإجراء العمليات الجراحية في "أسباير".
"أسباير" دخلت هي الأخرى على خط الاستثمار الرياضي، إذ تمتلك اليوم نادي يوبين البلجيكي، ونادي كولتورال ليونيسا الإسباني.
كما أبرمت الأكاديمية شراكات مع أندية مختلفة، أبرزها ليدز يونايتد الإنجليزي، والرجاء البيضاوي المغربي.
طموحات سعودية كبرى
استحوذ صندوق الاستثمارات السعودي (الصندوق السيادي)، في تشرين أول/ أكتوبر 2021 على نادي نيوكاسل الإنجليزي، بعد ضجة واسعة ومعارضة من قبل أندية إنجليزية، وجمعيات حقوقية بسبب اتهامات موجهة للمملكة بانتهاك حقوق الإنسان.
بعد مرور موسم كروي واحد على الاستثمار السعودي في نيوكاسل، بدت مؤشرات النجاح تبرز على النادي العريق، الذي ودع مراكز الهبوط في الموسم الأول مع ملاكه الجدد، ووصل اليوم إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 19 سنة. وقال الصندوق السيادي الذي يديره ياسر الرميان، إنه يعمل الصندوق السعودي على تنويع الاستثمار وتوسيع محفظته الاستثمارية لتحقيق مكاسب طويلة الأجل، في عملية التحول الاقتصادي المعتمد على النفط كمصدر دخل أساسي.
عبدالله بن مساعد
تعد تجربة الأمير عبد الله بن مساعد (ابن أخ الملك سلمان)، من أبرز التجارب العربية في الاستثمار الرياضي بأوروبا.
الرئيس السابق لنادي الهلال السعودي، اشترى نصف أسهم نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي صيف العام 2013، قبل أن يسيطر على النادي كاملا في العام 2018.
نجح شيفيلد تحت ملكية عبد الله بن مساعد من الصعود إلى دوري الدرجة الثانية "ليغ ون"، إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في غضون سنوات قليلة.
ومع استحواذ ابن مساعد الكامل على شيفيلد يونايتد، أسس الأمير السعودي مجموعة "يونايتد وورلد"، على غرار "سيتي جروب"، ليبدأ من خلالها رحلة الاستثمار في أندية مختلفة.
تستحوذ المجموعة المملوك لابن مساعد اليوم على 75 بالمئة من أسهم نادي بيرشكوت البلجيكي، ونادي شاتورو الفرنسي، كما اتجه نحو الهند واستحوذ على نادي كيرلا يونايتد، وأسس أيضا ناديا في الإمارات أسماه "الهلال يونايتد"، لا زال يلعب في الدرجات الدنيا.
تركي آل الشيخ
في أيلول/ سبتمبر 2017، صدر أمر ملكي سعودي بتعيين الشاب تركي آل الشيخ (36 عاما حينها)، رئيسا للهيئة العامة للرياضة (وزارة الرياضة حاليا)، لتدخل السعودية حقبة جديدة في مجال الاستثمار الرياضي عبر المسؤول المثير للجدل، والذي يقال إنه مقرب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech