حوار - رعد الزيدي
على غير العادة، كانت تمارس زينب هوايتها المفضلة كرة القدم مع الصبيان، في أزقة حي الطوبجي الشعبي. ولعل عشقها الفطري للساحرة المستديرة، جعلها تتقن فنون اللعبة، ونتيجة لتميزها استدعيت لتمثيل المنتخب المدرسي، ثم اختيرت للدفاع عن الوان المنتخب الوطني في الدورة العربية التي نظمتها الكويت عام 2012 ..
تأثرت الفتاة الحالمة بمستقبل مشرق منذ بداياتها، بالنجمين أحمد راضي ومارادونا.. ولطالما راودها حلم النجومية في لعبة الرجال، طرقت زينب أبواب الاحتراف مع أثنين من أندية كردستان، هما سيروان ودهوك. وقد احرزت مع الأول لقب بطولة الدوري عام ( 2019 )، فضلا عن حصولها على لقب الهداف برصيد ( 52 ) هدفا.. بعدها شدت الرحال صوب الدوري السعودي لتخوض تجربة ناجحة مع نادي اتحاد جدة..
(العالم) التقت لاعبة المنتخب الوطني زينب عباس " 27 " عاما، في هذا الحوار الذي كشفت فيه عن المصاعب التي واجهت مشوارها الكروي، وأسباب تفضيلها للأندية الكردستانية، إضافة الى الكشف عن وجهتها الاحترافية المقبلة.
* معروف ان كرة القدم رياضة ذكورية، لماذا اخترتِ هذه اللعبة؟
- كرة القدم ليس حكرا على الرجال فقط، فهناك نساء على مستوى دولي يمارسن اللعبة. اما بخصوص تفضيلي لهذه الرياضة على غيرها، فيعود الى عشق فطري تملكني، والحمد لله نجحت في هذا المجال نجاحا باهر.
* هل داعبت خيالك هوايات اخرى غير كرة القدم؟
- جميع الرياضات محترمة ومحببة ولها مجالاتها الابداعية، إلا اني لم اختر غير كرة القدم، لكوني اعشقها بجنون، ولو خيرت مرارا وتكرار فلن اختار غيرها.
* هل كان طريقك سالكا في مجال كرة القدم، وهل كانت العائلة داعمة لك؟
- الحمد لله الذي رزقني بأب كان الداعم الاكبر لي. ولم أعاني من صعوبات على مستوى العائلة، لكني عانيت من صعوبات اجتماعية تتمثل بعدم تقبل المجتمع، لفكرة ان تكون الفتاة لاعبة كرة قدم. لكن بمرور الوقت، بدأ المجتمع يتقبل الفكرة.
* كيف تقيمين تجربتك الكروية محليا وخارجيا؟
- تجربتي محليا ناجحة جدا، لكوني حصلت على الكثير من الألقاب الفردية والجماعية مع مختلف الأندية التي مثلتها، وحصلت على لقب هداف الدوري، مع القوة الجوية، وبعض الأندية الكردستانية التي مثلتها لعدة مواسم، وعلى الصعيد الخارجي، كانت تجربتي مع نادي الاتحاد السعودي موفقة، لاسيما وانه يعد من اهم الاندية العربية، وقد توج مشواري معه بتسجيل " 10 " أهداف.
* هل تعتقدين ان الكرة النسوية مدعومة من اتحاد اللعبة؟
- في السنوات السابقة لم يكن الدعم يلبي الطموح، الا ان الفترة الاخيرة، حصل اهتمام استثنائي لكرة القدم النسوية، من أتحاد اللعبة، ولاسيما رئيس الاتحاد الكابتن عدنان درجال، ونتمنى ان يزداد الدعم لتحقيق انجازات جديدة في البطولات الخارجية.
* ما العوائق التي تعترض تقدم كرة القدم النسوية في العراق؟
- لا توجد عوائق تعترض تقدم كرة القدم النسوية، غير موضوع دعم المجتمع، ودعم بعض الاهل لبناتهم وحثهن على ممارسة رياضة كرة القدم، اما النساء فلهن من القدرات ما يضاهي قدرات الرجال فنيا.
* ماذا أضاف لك الاحتراف في السعودية؟
- الاحتراف في الدوري السعودي، اضاف لي الكثير، لأنه فرصة مثالية للاحتكاك بعدد من اللاعبات المحترفات من جنسيات مختلفة، وبمستويات عالية، لذا انعكست هذه التجربة إيجابيا على مستواي الفني.
* هل أمنت لكِ عقود الاحتراف الجانب المادي؟
- غالبا ما يكون الاعتقاد بأن الهدف الاساسي من الاحتراف هو الجانب المادي، نعم انه جزء مهم في الحياة، الا ان إثبات الوجود، وتحقيق النجاحات، اهم بكثير من المال، والحمد لله بعض العقود الاحترافية بالنسبة لي كانت مفيدة من الجانبين المادي والفني.
* ما وجهتك القادمة، وهل أنت واثقة من تحقيق حلم الاحتراف الاسيوي او الاوربي ؟
- حالياً انا العب في نادي القوة الجوية، الذي يعد من اندية المقدمة في العراق، وقد حصلت معه على المركز الثاني لبطولة الكأس، وحصلت شخصيا على لقب هداف البطولة برصيد ( 23 ) هدفا، وفي حال حصلت على عرض احترافي يستحق المجازفة.