دروشة سياسية!
21-آب-2023
عامر بدر حسون

وفي ذروة احساسي بالضياع وعدم وجود شيء افعله او مكان اتوجه له في المغرب التي وصلتها يوم 2 عشرة 1978.. وفيما كنت اسير على غير هدى في شوارع الرباط، امتدت يد تربت على ظهري بحذر ولطف.. فالتفت ووجدت امامي احد افضل اصدقائي الشاعر فاضل السلطاني.
وكأنني بالعثور عليه عثرت على بلادي البعيدة.. وبشكل ما فقد كان الامر كذلك. والواقع ان هذا الاحساس المفرط بالضياع عندما يكون المرء وحيدا طبيعي، فهكذا هو الطابع البشري.. الا انه شعور متضخم حد المرض في الشخصية العراقية. فهذه الشخصية ربيّت على ان تكون جزءا من مجموعة (عائلة عشيرة دين طائفة او.. حزب). وبدون انتمائها لأي من هذه الاشياء فهي في الضياع الاكيد. و سياسيا لا ينبغي نسيان انه في العام 1978 وما قبله فان تعريف المرء لنفسه بانه مستقل بأفكاره السياسية او انه ديمقراطي الهوى كان يعني الحكم عليه بانه مشبوه! ولطالما كان الطرد من العائلة او القبيلة او من الحزب هو اقسى ما يواجهه العراقي في حياته. بل انه يكاد ان يكون صورة مصغرة (او مكبرة؟) من الطرد الاول لأبينا ادم من الجنة! غادر السلطاني بغداد قبلي الى الجزائر بحثا عن عمل في التدريس حيث كانت دول المغرب العربي بحاجة مستمرة الى مدرسين باللغة العربية لإكمال عمليات التعريب فيها.
وكان الغالبية العظمى من هؤلاء هم من الحزب الشيوعي، ولا وجود لقوميين او لإسلاميين فيهم، فمنافي الاسلاميين لم تكن قد وصلت للمغرب العربي.
ولم يكن ثمة من وجود للديمقراطيين او اللبراليين.. وان وجدوا فهم عرضة للاتهام من الحكومة والمعارضة بشتى التهم كما اسلفنا!
ومن هذا المجتمع جاء هؤلاء للمغرب للعمل والنجاة بجلدهم بعد اول بوادر انهيار الجبهة التي قامت بين البعثيين والشيوعيين.
وهذه الجبهة، وارجو ان تنتبه لهذا جيدا وعميقا، جبهة اقيمت في خطوطها العامة من اجل تحقيق هدفين:
الاول اقامة الاشتراكية في العراق.
والثاني محاربة الامبريالية الاميركية والرجعية.
وعلى هذا يمكن فهم حالة الدروشة العظمى التي عاش فيها المجتمع السياسي العراقي طيلة عقود، ولماذا كانت قيادات احزابه وحركاته السياسية تدور كالسكرى وهي تردد كالدراويش:
اشتراكية امبريالية رجعية
فيما الجمهور يؤكد ذلك بالصراخ الله حي.. الله حي!
(ولن تجد في الارشيف العراقي ولو مقالة واحدة، منذ العام 1958 وحتى اليوم تتحدث عن الرأسمالية ولو كـ "احتمال" يمكن اتباعه لحل بعض مشكلات العراق)! لقد تم الاستيلاء على المجتمع السياسي العراقي وافرغ من اية حركة سياسية تكون الديمقراطية والحرية هدفها الاول.. او اية حركة توحي بإمكانية التنوع في المجتمع.
هذا ترك المجتمع اسيرا في منطقة التفكير الثنائي:
اما معي او ضدي، اشتراكي او رأسمالي، تقدمي او رجعي، (وفيما بعد شيعي او سني)؟!
وانعكس هذا في الثقافة والادب والفن العراقي بأوضح الصور.. وما زال كذلك!
وما زلنا نمدح الشعراء والكتاب وكل منتجي الثقافة لأنهم كانوا اولا ضد الامبريالية والرجعية، وما زال شعراؤنا وكتابنا يزعمون انهم يتوضؤون بالدم عند كتابتهم لأي شيء سياسي لكنهم لم يكتبوا يوما عن الديمقراطية بوضوء او دون وضوء!
وفاضل السلطاني الذي عرفني بعدد من العراقيين العاملين في المغرب او الباحثين عن عمل، كان مثلي طرفا في النقاش اليومي الصاخب والعدواني بين هذه المجموعة والذي كان يدور بيننا في المقاهي والبارات او في غرفتي.
وكان محور ذلك النقاش مثل حوار أي جيش منكسر ومهزوم:
- هل كان الخطأ في دخولنا هذه الحرب اصلا؟ ام ان الخطأ كان في ادارتها؟
وبالعراقي الفصيح كان الحوار اليومي الصاخب:
هل كان دخول الحزب الشيوعي للجبهة قرارا صحيحا ام خاطئا؟
وهل كان يمكن ادامتها باتباع سياسة اخرى؟ ام كان الاولى مغادرتها مبكرا؟
لكننا وفي كل هذا لم نكن نسال عن الديمقراطية او عن كيفية الخروج من حالة الدروشة السياسية التي عصفت بمجتمعنا ورافقتنا حتى في منفانا؟
وكنا اصغر واقل معرفة من ان نسال:
هل كانت الجبهة مع البعثيين قرارا عراقيا ام سوفياتيا؟!
الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech