وثيقة سياسية نادرة ومهمة عمرها 100 سنة «2»
28-تشرين الثاني-2023

عامر بدر حسون
نعم لقد اعترف بحقوق العراق والبلاد العربية اسمياً، أيام محنة الحلفاء. غير أن ظروف الحرب، كانت غير ظروف الهدنة، وكانت لا تساعد على تأييد ذلك الاعتراف الاسمي، بالنظر إلى الروح العسكرية المسيطرة وقتئذ؛ وهي التي على العكس من ذلك كانت تجنح إلى نبذ ذلك الاعتراف، وتنفيذ مبادئ الفتح، غير أن كلمة الاستعمار كانت قد أصبحت ممقوتة في نظر الشعوب الغالبة والمغلوبة، ومن أجل التوفيق بين الاعتراف الاسمي بحقوق البلدان المنسلخة عن تركية وتنفيذ مبادئ الفتح تم ابتداع أسلوب جديد سمي بالانتداب، ليستر من جهة حق الفاتح ويؤمل من جهة أخرى المغلوب بإمكان الحصول على استقلاله. هناك في باريس اجتمع الحلفاء لعقد الصلح، وتقرير مصر البلاد المقهورة، ذهبت من قبل المرحوم والدي مندوباً عن العرب، إلى مؤتمر فرساي وشهدت بنفسي موقف الدول العظمى، وكنت واقفاً على حقيقة حالة البلاد العربية، ولا أخفي عنكم ما تسرب إلى نفسي من اليأس، حينما تقدمت أطالب بحقوقنا المعرب عنها صراحة من قبل حلفائنا، ولم أجد أذناً تصغي، وكم كان ذهولي عظيماً لما أدركت بنتيجة مراجعاتي وتشبثاتي أن الضعف لا شأن له في مراجعة القوة بطلب حق إذا لم تكن هناك سلطة عامة كبرى تشرف على علاقة الطرفين معاً، وقد كان هذا الشرط ناقصاً في مؤتمر فرساي. ولم أجد نفسي إلا أعزل أطالب أمماً مسلحة بحقوق تحتاج إلى قوى عظيمة تسندها.
في ذلك الجو وتحت تأثير ذلك المحيط تجالدت ولم أشاء أن أترك المؤتمر وأترك بلادي بلا مدافع ولا نصير، وأخذت أسعى هنا وهناك حتى وجدت بعض البريطانيين وغيرهم من الأجانب ممن يهزهم الحق ويتمسكون بشرف القول، فاتخذتهم أنصاراً وكان لي، والحق يقال، من تأييدهم ومناصرتهم ما زاد في قواي ودفع بي إلى متابعة الجهود والمطالبة بالحقوق التي كنت أتيت إلى باريس من أجل نيلها والعودة بها إلى الأمة التي انتدبني والدي عنها، وكنت كمن يسعى فوق اليأس.. وكان المناصرون لي غير قادرين تماماً على تذليل العقبات الكأداء الناتجة عن تغلغل الروح العسكرية والمطامع الاستعمارية المتشابكة بين الدول والتي كان من شأنها أن لا تسمح لدولة بأن تتنازل عن مطامعها في جهة ما خوفاً من حلول غيرها محلها. وكان ذلك السباق بين الدول على تأييد نفوذها طوعاً أم كرهاً، يحول دون إنصاف الضعيف والاعتراف بالحقوق التي نادى بها القوي. ولم يكن لمساعيّ ومساعي من ذكرت من المناصرين سوى نتيجة واحدة كنت أعلق عليها آمالي بالفوز المبين هي إرسال بعثة للتحقيق عن مطالب أهالي البلدان العربية.
عدت إلى سوريا وجاءت اللجنة يوم كان معظم رجال العراق الذين أكثرهم حاضراً هنا وبعضهم غير حاضر، وكان جلهم إذ ذاك في مناصب الدولة في الجيش وفي الإدارة وهم شهود على ما أقول، وفحصت اللجنة مطالب السوريين وفحصت مطالب الذوات العراقيين وتعذرونني إذا امتنعت عن ذكر المطالب التي عرضت باسم العراق وقتئذ وأشكر الله على بقاء أولئك الذوات أحياء يشهدون ما وصل إليه العراق من تقدم منذ ذلك التاريخ إلى الآن. كان ذلك قبل الثورة العراقية. ثم كانت الثورة وبذلت الأرواح الطاهرة والدماء الزكية وقدمت إذ ذاك مطالب أوسع من تلك التي قدمت إلى لجنة التحقيق، إلا أن انتهاء الثورة أجبر بعض رجل الثورة وزعماء العراق على أن يتنازلوا عن مطالبهم ويكتفوا بما يتعذر علي ذكره من حقوق. ثم جئت هذه البلاد التي كانت من ضمن منهاج أعمال الثورة العربية الكبرى مصحوباً باختبارات شتى ذكرت لكم بعضها، وكنت رغم تلك الاختبارات لا أزال تحت تأثير المبادئ السامية التي من أجلها خضنا غمار الحرب وتحت تأثير صورة الدماء التي أريقت في ساحة الجهاد القومي بل تحت تأثير ضميري الشخصي وتقاليد آبائي وأجدادي وشرفهم. نعم تحت تلك العوامل كلها أتيت إلى هذا الوطن المحبوب لأعمل والشعب العراقي على نيل ما كانت روح الأمة تطمح إليه، إذ أن اختباراتي الشخصية دلتني على أنه إذا كان هناك أمة تريد الحياة فلا شيء يحول دونها، وعلمتني وجوب انتهاز الفرص. أما الظروف الراهنة المحيطة بوضع أمة من الأمم ومطمحها فيجب مداراتها ومصانعتها إلى أن تتبدل تلك الظروف شيئاً فشيئاً وتنقشع السحب وتنجلي الحياة المطلوبة.

الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech