عزام صالح
قد يكون هذا الموضوع محرجاً، لكنه حقيقة واقعة نعيشها في الدراما العراقية بكل اصنافها: المسرح والسينما والتلفزيون والاذاعة.
الواقع المر: اننا لا نمتلك تسويقا خارجياً. وهذا له معنى اننا لا نمتلك نجما، لا على المستوى العربي، ولا على المستوى الاقليمي.
هنا، علينا ان نتساءل متى سيكون لدينا نجم يضاهي النجم المصري والسوري والإيراني والكردي والتركي والخليجي.
والجواب يحتاج الى الغور والمعرفة والبحث. وكوجهة نظر: أنا أذهب لعدم توفر المؤسسات الإنتاجية والتي تمتلك مدنا اعلامية وكوادر فنية متكاملة بأحدث الأجهزة وشركات تسويق خاصة للترويج وقنوات همّها العرض والطلب، بعيدا عن الادلجة.
كذلك الاستقرار الداخلي للدولة. لا اقصد تغيير الحكومات كالذي يحدث عندنا، فليس هناك خطط لاستنهاض او الاستثمار بالدراما والسينما، ومؤسساتنا الفنية الحكومية تكاد تكون عاطلة، الا بدعم من الحكومة لاغراض ترويجية وإعلامية.
فصناعتنا للدراما والسينما متلكئة. ولهذا لا نشاهد انتاجا وافرا ومجزيا كالذي حدث مثل هذا الموسم في شبكة الإعلام العراقي، حيث كان هناك كم وإفراج عن الكثير من الفنانين الذين كانوا عاطلين عن العمل.
السينما لم تستطع ان تنتج فيلماً طويلا واحدا يستطيع ان يشارك في المهرجانات العربية والعالمية، انما بقينا على انتاجات الافلام القصيرة من خلال الشباب الهاوي، ومهرجانات داخلية "لا تهش ولا تنش".
حتى الان لم نبتعد عن عنوان الموضوع وهو (الممثل).
هل الاعمال السينمائية والدرامية في العراق كافية لمعيشة الممثل في بغداد والمحافظات؟ اكيد لا.. لاننا لا نمتلك مؤسسات تتنافس في ما بينها، سعيا لتقديم الاجود والاحسن، وتصنع النجوم، بل لدينا منتج منفذ لا يبيع، وانما يتلقى الأموال لينتج نوعا من الأعمال الدرامية، بالخصوص ليست بمواصفات متميزة او جودة عالية.
واذا اختار احد المخرجين ممثلا متميزا فقد يكون أجره لا يتناسب واجور المنتج المنفذ. ولهذا يضطر المخرج الى التبديل بممثل اخر (سبير) اقل كفاءة، لكنه لا يضيف للكاتب او المخرج شيئا. وهنا يموت الممثل النجم والمتميز الذي ذهبت منه الفرصة، لانه يتعب في دراسة أبعاد الشخصية.
فالممثل يبقى كما هو: لا يعمل على نفسه في دراسة الشخصية دراسة نفسية، كونه يجب ان يكون ذا ثقافة بعلم النفس والاجتماع. كذلك بحركة الجسم من خلال تمارين المرونة. ويشتغل على صوته وحركات وجهه، وان يتوغل في عمق الشخصية المكتوبة ليفوز برضا المشاهد.
ليس لدينا كاتب يكتب للممثل، وليس لدينا ممثل يأخذ ١٠ بالمئة من اي نجم عربي او اقليمي. وعليه، يجب ان نراجع أنفسنا إذا اردنا ان يكون بلدنا فاعلا في المنطقة، وان نستثمر بالدراما والسينما، وان نغير وندافع على الفنان. وهذه مهمة النقابة امام الحكومة والمؤسسات الفنية الاخرى، ولا نبقى على الدعم المتذبذب وحسب المواسم السياسية.
لدينا طاقات مهمة جدا، وقد كان لها حضور على المستوى العربي والاقليمي.. نتمنى استثمارها.