بغداد - العالم
عقد وفد من حكومة إقليم كردستان وشركات النفط، أولى اجتماعاته مع وفد من وزارة النفط الاتحادية في بغداد لمناقشة استئناف تصدير نفط الإقليم عبر شركة “سومو".
وضم اللقاء، بحسب بيان لوزارة النفط تلقته «العالم» “كل من وفد من حكومة إقليم كردستان وشركات النفط مع وزير النفط الاتحادي حيان عبد الغني ومسؤولين من الوزارة في بغداد".
وناقش اللقاء، “القضايا المشتركة بين وزارتي الثروات الطبيعية ووزارة النفط العراقية، ونفقات انتاج الشركات النفطية، وعملية تصدير النفط وكلفة الشركات النفطية وآلية حل الموضوع”.
هدف الاجتماع
وفي هذا السياق، قال رئيس ديوان مجلس وزراء إقليم كردستان أوميد صباح، في تدوينة له عبر “فيسبوك” اطلعت عليها « العالم»، إن “الوفد بحث مع وزير النفط حيان عبد الغني وكبار المسؤولين في الوزارة، الملفات العالقة بين حكومتي أربيل وبغداد والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
واضاف صباح، أن “زيارة وفد حكومة إقليم كردستان والشركات النفطية إلى بغداد، واجتماعهم مع وزارة النفط الاتحادية، تهدف إلى مواصلة المحادثات بين حكومة المركز والاقليم، ووضع آلية لاستئناف تصدير النفط من إقليم كردستان”.
مخرجات مبهمة .. تكشفها صحيفتنا
رغم مرور ثلاث ايام على انتهاء الاجتماع، لم تنشر وزارة النفط الاتحادية ولا وزارة الموارد الطبيعية في الاقليم حتى الآن بيانا رسميا واضحا يكشف مخرجات ما دار في الاجتماع، أو بيان مضمونه بشكل رسمي.
وبحسب مصادر صحفية فإنه من المتوقع أن تكون المحادثات حول استئناف صادرات النفط في الإقليم قد فشلت مرة أخرى، مؤكدة أن تكلفة انتاج النفط وعقود الشركات النفطية العاملة في الإقليم كانت من أكثر النقاط الخلافية بين الحكومتين خلال المدة الماضية.
لقد تحدثنا عن عدم وجود بيان رسمي من الأطراف المذكورة لبيان مخرجات الاجتماع، لكن وزير النفط الاتحادي حيان عبدالغني قال في تصريح متلفز عابر بعد الاجتماع، إنه تم إحراز تقدم في المحادثات مع المسؤولين من إقليم كردستان وممثلين للشركات العالمية العاملة للتوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط عبر خط أنابيب يصل إلى ميناء جيهان التركي".
وأضاف، "هناك تقدم في ااجتماع الأحد - ونتوقع التوصل إلى تفاهم خلال الأيام القليلة القادمة".
اكتفى عبد الغني بذلك التصريح، في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام كردي ومحلية، بأن المباحثات تعثرت ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن بدء تصدير النفط وأن الاجتماع اكتفى بالحديث عن نفقات شركات النفط وآلية حل المشاكل.
وبحسب المعلومات، لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن بدء تصدير نفط إقليم كردستان إلى تركيا. وجرى خلال اللقاء مناقشة مصاريف الشركات فقط وآلية حل المشاكل. وبهذا الصدد، قالت مصادر لشبكة انفوبلس، إنه "بحسب المعلومات فإن الطرفين لم يتوصلا خلال الاجتماع إلى اتفاق بشأن بدء تصدير النفط. واكتفى الاجتماع بالحديث عن نفقات شركات النفط وآلية حل المشاكل".
من جانبه، قال الخبير في الشأن النفطي بهجت أحمد إن "الاجتماع لم يتوصل إلى أي اتفاق والجو العام كان متشنجا بين الطرفين".
وأضاف أحمد، أن "حكومة الإقليم لم تبد أية مرونة وتعاون بهذا المجال، وبغداد كانت مصرة على تعديل العقود النفطية مع الشركات العاملة في الإقليم، فيما حكومة كردستان كانت تريد إبقاء ذات العقود، ولهذا لم يخرج أي بيان بعد الاجتماع". وأوقفت تركيا تصدير 450 ألف برميل يومياً من إقليم كردستان عبر خط الأنابيب العراقي – التركي في 25 آذار مارس 2023، بعدما أصدرت غرفة التجارة الدولية في باريس، حكمها لصالح بغداد في قضية تحكيم.
وتوقف تصدير النفط عبر خط الأنابيب بين العراق وتركيا الذي كان ينقل نحو 0.5% من إمدادات النفط العالمية بسبب عقبات قانونية ومالية منذ آذار 2023، وتوقفت المحادثات لاستئناف الصادرات.
وكانت مشاركة عائدات النفط بين الحكومة الاتحادية العراقية وإقليم كردستان العراق سببا للتوتر بين الجانبين.
وتوقف تدفق النفط عبر خط الأنابيب بعد أن قضت غرفة التجارة الدولية، ومقرها باريس، بأن تركيا انتهكت بنود اتفاقية 1973 من خلال تسهيل صادرات النفط من إقليم كردستان العراق دون موافقة الحكومة العراقية في بغداد.
مفاوضات سابقة مع الشركات النفطية في الإقليم
وكان وزير النفط حيان عبدالغني، كشف في 20 فبراير شباط الماضي، عن مفاوضات مع الشركات النفطية العاملة في كردستان بشأن استئناف التصدير، مبينا أنها دخلت عقودا مع إقليم كردستان على أساس الشراكة، فيما يمنع الدستور العراقي الشراكة في الحقول وبصدد تغيير هذه العقود إلى المشاركة في الأرباح وليس في الأصول والإنتاج.
ويصدّر العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، نحو 85 بالمئة من نفطه الخام عبر موانئ في جنوب البلاد، لكن الطريق الشمالي عبر تركيا ما يزال يمثل نحو 0.5بالمئة من إمدادات النفط العالمية.
وفي 19 حزيران يونيو 2023، شهدت العاصمة بغداد، عقد اجتماع بين وفد تقني من وزارة الطاقة التركية، مع مسؤولين عراقيين في قطاع النفط، شهد مناقشة استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي، لكن من دون التوصل إلى أي اتفاق.