واشنطن تجهز لإرسال قوات إضافية.. والإعلام الأمني: العراق لم يعد بحاجة لقوات أجنبية
17-كانون الثاني-2024

بغداد - العالم
ينفي العراق "نفياً قاطعاً" وجود فكرة لقدوم قوات أجنبية إضافية إلى أراضيه، يأتي ذلك بعد أن كشفت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية، الاثنين، عن استعداد واشنطن لإرسال قوة عسكرية كبيرة إلى العراق وسوريا في إطار مهمة "العزم الصلب" المخصصة لمحاربة تنظيم "داعش"، وفيما يكشف محللون سياسيون عن سعي أمريكي لردع طهران وميليشياتها في العراق بهذه الخطوة، يؤكد خبراء آخرون أن زيادة عديد القوات الأجنبية سيزيد من حجم استهدافها.
ويقول رئيس خلية الإعلام الأمني العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، إن "ننفي فكرة قدوم قوات أجنبية إلى البلاد بشكل قاطع، كما أن العراق ليس بحاجة لقوات أجنبية، ومسألة قدومها يتنافى مع عمل التحالف الدولي الذي تقتصر مهمته على الاستشارة والتدريب وتبادل معلومات".
وأضاف الخفاجي، كما أن "اللجنة الرئيسية الأمنية الاستراتيجية التي كلّف القائد العام للقوات المسلحة بتشكيلها، ستبدأ نقاشاتها مع التحالف الدولي لوضع آلية لانسحاب قواته من العراق، وهناك رؤية مستقبلية بعمل اتفاقيات ثنائية مع بعض دول التحالف الدولي في مجالات التدريب والتسليح وبناء القدرات".
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد ندد في (5 كانون الثاني الجاري)، بتكرار الهجمات التي تستهدف مقار الحشد الشعبي من قبل قوات التحالف الدولي المناهضة لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مجدداً موقف حكومته "الثابت والمبدئي" في إنهاء وجود تلك القوات في البلاد.
وأشار اللواء الخفاجي إلى أن الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية، مشدداً أنه لن يكون هناك تفريط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض العراق وسمائه.
لكن تقرير الصحيفة الأميركية تحدث عن استعدادات أميركية لنشر 1500 جندي في العراق وسوريا في إطار عملية "العزم الصلب"، في انتشار يعد "الأكبر لهذه القوة العسكرية منذ العام 2008".
ونقل التقرير عن المقدم عمر مينوت، وهو ضمن القوة العسكرية التي ستتوجه إلى العراق وسوريا، قوله، إن "هذه المهمة هي الخامسة في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "لدينا الأفراد الذين نحتاجهم، والتدريب الذي نحتاجه، والمعدات التي نحتاجها للقتال والانتصار".
وبحسب التقرير، فإن الجنود المرسلين إلى العراق وسوريا، سيتوجهون أولاً إلى قاعدة "فورت بليس" في ولاية تكساس للخضوع لتدريبات قبل التوجه إلى الشرق الأوسط.
وتعليقاً على إرسال جنود إضافيين إلى منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في العراق وسوريا، يقول رئيس مركز التفكير السياسي، د.إحسان الشمري، إن "العملية لا ترتبط بالمفهوم التقليدي للحرب، بل تأتي في إطار استكمال قوة الردع العنيفة التي تحدثت عنها الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، وفق تطورات الموقف في غزة، واستهداف هذه الفصائل للوجود الأميركي في العراق وسوريا، وأيضاً جزء من عمليات الردع تجاه إيران نفسها".
ويضيف الشمري كما أن "الولايات المتحدة الأميركية ماضية باتجاه تشكيل تحالف دولي لتأمين مصالح الدول الغربية في المنطقة العربية، وهذا التواجد يدفع على المدى المتوسط باتجاه خلق المنطقة الآمنة أو العازلة ما بين إيران والدول العربية لحماية إسرائيل، بعد إن كانت الاستراتيجية الأميركية السابقة تعتمد على دول الطوق الآمن، والآن نتحدث عن هذا المفهوم أيضاً".
وخلص الشمري إلى القول إن "وصول هذه القوات هي رسالة لإيران وحلفائها ورسالة إلى حكومة السوداني بأنه لا انسحاب من العراق، وأن البقاء سيكون طويل الأمد، وهو ما سيحرج بشكل كبير الحديث السابق بأن الحكومة بدأت ترتيبات انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد".
من جهته، يشير الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي، علاء النشوع، إلى "تعدد أشكال المناورات الأميركية في الشرق الأوسط بشكل عام، والعراق بشكل خاص، في الميادين السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية نظراً لما تقتضيه انعكاسات الأوضاع الدولية والإقليمية خصوصاً انعكاسات حرب غزة وما نتجت عنه من متغيرات وتحركات عسكرية من قبل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وضربات الميليشيات العراقية على القواعد والمصالح الأميركية في العراق وسوريا".
ويضيف النشوع "لذلك قامت الولايات المتحدة بتحشيدات كبيرة في الأشهر الأخيرة من عام 2023، وخاصة دخول أكثر من حاملة طائرات إلى المنطقة مع حشد بحري كبير من سفن حربية وفرقاطات ومدمرات".
ويؤكد النشوع، أن "العراق لا يحتاج إلى قوات أجنبية في ظل وجود قطعات عراقية ماسكة، بالإضافة إلى دعم التحالف الدولي له من خلال تقديم المعلومات الاستخبارية والدعم الجوي المباشر، والذي قام بعمليات نوعية كبيرة على المستويين السوقي والميداني، أثرت بشكل كبير على القدرات القتالية لداعش، وإجهاض الكثير من عملياته الانتحارية داخل المدن، وتحييده بشكل كامل على القيام بأي هجمات مباغتة، بالإضافة إلى إبعاده عن كل خطوط التماس مع القوات العراقية".
ورأى المحلل الاستراتيجي، أن "استمرارية الولايات المتحدة والتحالف الدولي في مهمة العزم الصلب لم تكن مهمتها محاربة داعش فقط، بل لها مهمات أكبر في القضاء على القوى الأخرى التي تهدد الأمن العراقي والأمن الإقليمي، ومنها الفصائل التي تهدد المصالح الأميركية في المنطقة، وتجعل من العراق ساحة للاضطرابات الداخلية والخارجية، وخاصة تلك التي تنفذ الأجندات الإقليمية ومنها الأجندة الإيرانية التي تعيش صراعاً غير مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية".
بدوره يقول الخبير الأمني، عقيل الخزعلي، إن "الولايات المتحدة تتعمد انتهاك السيادة العراقية، ويجري داخل البرلمان العراقي جمع تواقيع لإنهاء وجود القوات الأجنبية بعد انتصار العراق على تنظيم داعش وجهوزية القوات العراقية".
ويتابع الخزعلي "يرافق تلك الانتهاكات المتكررة من الولايات المتحدة قصف مقرات قوة أمنية وعسكرية رسمية وهي الحشد الشعبي لذلك هناك رغبة في البرلمان لإخراج كل القوات الأجنبية من العراق".
ويؤكد، أن "العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية وإذ تمت زيادة أعداد هذه القوات فسوف تعتبر قوات احتلال وسيكون وجودها غير شرعي وسيتم التعامل معها على هذا الأساس".
وتتزايد هجمات الفصائل المسلحة سواء في العراق أو سوريا على القواعد العسكرية الأميركية، وفي أحدث تلك الهجمات، أعلنت فصائل عراقية مسلحة، اليوم الاثنين، استهداف قاعدة كونيكو الأميركية بريف دير الزور في شرق سوريا بالصواريخ، مبينة أن الاستهداف جاء رداً على القصف الإسرائيلي لغزة.
ومنذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يوم السابع من تشرين الأول الماضي، تعرض الجيش الأميركي لأكثر من 130 هجوماً في العراق وسوريا عبر مزيج من الصواريخ والطائرات المسيّرة الملغمة.
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، قبل نحو أسبوعين، أن المنشآت الأميركية تعرضت لـ127 هجوماً منذ بدء التصعيد في المنطقة، 52 في العراق، و75 في سوريا.
ما دفع أميركا إلى الرد عبر ضرب عدد من تلك الفصائل المسلحة في البلدين، كان أبرزها الضربة التي استهدفت مقراً لحركة النجباء شرق بغداد مطلع كانون الثاني الحالي.
يذكر أن الولايات المتحدة تنشر 900 جندي في سوريا، و2500 جندي على الأراضي العراقية ضمن قوات التحالف التي تقدم المشورة والمساعدة للقوات المحلية من أجل منع عودة تنظيم "داعش" الذي سيطر عام 2014 على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين قبل هزيمته في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019.
لكن لا يزال "داعش" يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلدين، وبدأ يعود تدريجياً إلى أسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.
آخرها ما أفاد به مصدر أمني، الأحد، بحدوث تعرض على القوات العراقية ضمن قاطع عمليات الجزيرة.
وأبلغ المصدر، أن 3 ضحايا وجريحاً واحداً في صفوف القوات العراقية أثناء صد التعرض الذي قام به عناصر من تنظيم داعش على الفوج الاول لواء المغاوير قيادة عمليات الجزيرة "طريق بيجي - حديثة".

الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech