الوقت وأهميته في حياتنا المعاصرة
10-كانون الأول-2022
سمير النشمي
بدءاً نقول: السباق مع الزمن هل هو حالة صحيحة أو هو مجازفة وإجهاد لا مبرر له طالما أنّ أمور الناس تجري وفق الخط المرسوم والذي لا دخل للإنسان فيه، هذا الرأي له من يناصره وهم ليسوا قلّة .. أمّا أولئك الذين يؤيدون فكرة التسابق مع الزمن، فهم يعتقدون أنه ينبغي علينا أنْ نعطي للوقت أهميته، لأنه دائما في حالة تسابق معنا، فإن لمْ نسبقه أو نكون معه كتفا لكتف ’ فهو حتماً سيسبقنا ، ويجعلنا دائماً في الخلف وهو في المقدمة ، بل وعلى مسافة بعيدة منا ، حتى تتقطع أنفاسنا من الجري خلفه ثم لا نتمكن من اللحاق به ’ بل هو أيضاً لسرعته لا يعطينا مجالا للحاق به والوصول إليه ’ فكيف سيكون حالنا يا ترى إذا أردنا أنْ نسبقه ..!
أجل هكذا هو الوقت معنا وهكذا نحن مع الوقت، لذلك فإنّ من سبقونا لا نقول عنهم أنهم سبقوا الزمن، بل نقول أنهم أعطوه الأهمية اللائقة به وأحترموه ، فمن أقوالهم المأثورة فيه:- ( الوقت كالسيف إنْ لم تقطعه قطعك ) حتى غدت هذه العبارة مثلا أو قريبة من المثل ..! هذا
وإنّ الصراحة تقتضي منّا أنْ نقول ونردد دائما: من لا يحترم الزمن لا يحترمه الزمن ، ومن لا يستغل كل دقيقة فيه بل كل ثانية ، فإنه يبتعد كثيراً عن مستوى التطور الذي يعيشه العالم الذي سبقنا في مجال احترامه لهذا الزمن ، ولذلك نجدهم قد حققوا التطور التقني والبناء الإنساني ..
إنّ واحداً من أهداف خلق الله تعالى للإنسان وكما صرح القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى
مخاطبا الملائكة ’ بسم الله الرحمن الرحيم [وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة] صدق الله العلي العظيم .. فهذا الخليفة هو الإنسان، أي نحن ، فماذا سنفعل يا ترى نحن خلفاء الله تعالى على هذه الأرض ..؟ ليس بالضرورة أنْ يكون الخليفة هو الإنسان المسلم فقط بل كل إنسان خلقه الله على هذه الأرض وعاش فيها وأكتسب معارفه وعلومه منها ، نعود لنسأل من جديد ، هل ينبغي على هذا الإنسان أنْ يجلس واضعاً ساقاً على ساقٍ ، ويأتيه رزقه هكذا دون جهد أو عمل ، أبداً ليس هذا هو المخطط للإنسان ، بل المخطط له العمل ، والعمل المدروس المبني على العلم والمعرفة وليس على التخبط ، إذن علينا أن نعمل وإلى آخر يوم في حياتنا ، وحتى تتبين قيمة العمل وأهميته فهناك قول للرسول محمد ( ص ) يشير فيه إلى أهمية العمل حتى آخر نفس ’ ويضرب للمؤمنين مثلا في يوم القيامة ’ فلو أن القيامة قد قامت وبيد أحدكم فسيلة فليزرعها .. أي يجب أن يعمل على زراعة هذه الفسيلة، مع وجود أحداث يوم القيامة على الأرض، وفزع الناس ورعبهم عند سماعهم لصوت الصور (البوق) إذن التأكيد على العمل هو التأكيد على الزمن، على الوقت الذي أنت تعمل فيه ، وصراحة إنّ هذا الوقت ليس ملكاً خالصاً لنا فحسب حتى نتصرف بتبديده كيفما إتفق بل هو أمانة في أعناقنا فعلينا استثماره بما يعود علينا جميعا بالنفع العام ، ويجعلنا نتقدم بخطوات سريعة للأمام ..!
وحتى نتبين بشكل أعمق وأوسع وأكبر أهمية الوقت في حياتنا المعاصرة سنجد أن الله سبحانه وتعالى، يسأل عباده يوم القيامة من جملة ما يسألهم عنه (وعمرك فيما أفنيته) والعمر هنا كما نعلم هو الزمن ’ هو الوقت منذ الولادة حتى الممات ولكن السؤال الإلهي عن
(عمرك فيما افنيته) يبدأ منذ لحظة التكليف ..؟
إذن من كلّ ما مرّ يتبين لنا أننا يجب أنْ نكون أمينين على أعمارنا وأن نسخرها في ثلاثة اتجاهات، الأول عبادة الله تعالى لأنه هو الذي جعلنا خلفاء له على هذه الأرض، والثاني خدمة الناس الذين نحن معهم بما يطورهم ويرقيهم في مدارج العلم والثقافة والحضارة، والثالث عدم تضيع هذه الوقت الثمين بمسائل أقل ما يقال عنها أنها تضر ولا تنفع، ولو أننا أردنا استفتينا
عدداً من المواطنين ومن مختلف الشرائح من خلال توجيه الأسئلة التالية فماذا يمكن أنْ تكون
نتيجة هذا الاستفتاء؟ لنباشر أولا بطرح الأسئلة:-
س1:- ماذا يمثل لك الوقت ..؟ وما هي أهميته في حياتك الشخصية والعامة ..؟
س2:- هل للوقت تأثير على تطور البلد وتقدمه وما هي السلبيات في سلوك الناس مع الوقت.؟
س3:- ما رأيك بأوقات بعض الشباب وهم يقضون أوقاتهم فيما لا ينفعهم ولا ينفع مجتمعهم .؟
س4:- من المسؤول عن تنضيج الظروف التي تمكّن الإنسان من استغلاله لكامل وقته؟
إذن حتما ستكون هناك أراء إيجابية عديدة خاصة فيما يتعلق بالسؤالين الأول والثاني وهناك رأي بالنسبة للسؤال الثالث انهم يدينون هؤلاء الشباب ، أمّا السؤال الرابع فسيكثر فيه الجدال والنقاش وبلا حدود ، وفي النهاية ترمى الكرة في ملعب الدولة ، طبعا هذه الاحتمالات ليست بديلا عن رأي الجمهور فيما لو أراد حقاً أنْ يجيب على هذه الأسئلة ، فربما النتائج ستختلف ولكن الشيء الثابت ، أنّ هذه الأسئلة ستكون بحاجة إلى أجوبة قطعية في نهاية الأمر، ومن الأمثال المألوفة عن الوقت أنهم قالوأ:- الوقت كالسيف إنْ لم تقطعه قطعك .! لماذا شبهوه بالسيف ...؟ وما هي الطريقة المتوجبة علينا في أن نقطعه قبل أنْ يقطعنا ..؟ فمثلا نجد البطالة و البطالة المقنعة في بعض دوائر الدولة ومؤسستها، أليست هي إضافة إلى أنها هدر في إقتصاديات المجتمع، تعتبر مضيعة للوقت والجهد أيضا ..؟ وإذا كانت هي كذلك ما هي الحلول أو العلاجات المطلوبة لإزالة هذه البطالة أو للتقليل من حجمها وجعلها فعالة ومستثمرة لوقتها، ومع ذلك فإنّ الكثير من الشباب بسبب الفراغ الذي يعانون منه وعدم وجود عمل حقيقي يلهون أنفسهم به ’ يصابون بالملل والسأم حتى يصل واحدهم إلى حد الكآبة ’ أليس السبب هو الفراغ الكبير في وقتهم، وربما ينحرفون في سلوكهم إلى عوالم أخرى لا تحمد عقباها؟ لا نغالي ولا نبالغ إذا تم القول بإنّ إهدار الوقت هو إهدار لثروة قومية كبرى ، لأننا من خلاله سنجعل لحياتنا نظاماً نسير عليه في كل مفاصل حياتنا، هذا وأنّ معظم الشعوب المتقدمة لمْ تصل إلى ما وصلت إليه إلا باستغلال كامل وقتها بعد أنْ تهيأ لها قادة خططوا لهم كيفية الاستفادة من هذا الوقت ’ وربطوا جميع العاملين معه وبه ، ورفعوا شعار أعمل أكثر تكسب أكثر ، حتى أصبح إحترام الوقت جزءاً من السلوك اليومي لهم ، هل يوجد من بيننا من له مثل هذه النظرة فيعمل على تطبيقها في الوقت الحاضر أو في المستقبل القريب في أحسن الأحوال وكيف ..؟
وعلينا أنْ نؤكد دائماً أنّ الوقت ليس ملكا لنا بل هو ملك للأجيال القادمة أيضا، إذن علينا أنْ
نتصرف فيه وفق مبدأ الأمانة، وإذ هو ليس بالملك الحقيقي لنا، بل للأجيال القادمة حصة فيه وسيسألنا رب العزة أيضا (في ماذا أفنينا أعمارنا) أي أوقاتنا هل في العمل الصالح أو في العمل الفاسد ’ علما بأن كل عمل صالح هو عبادة ..؟! وإذا لمْ نخلف للأجيال القادمة شيئا من الوقت الصالح والمفيد سنكون تحت لعناتهم في الدنيا ، وفي الآخرة سيشكوننا إلى ربّ العزة بأننا لم نخلّف لهم إلّا ما هو ضار وغير مفيد ، ومليء بالجهل والأمراض والعادات السقيمة ، إنّ الدولة بمؤسساتها المتخصصة كافة ، ومنظمات المجتمع المدني ، والاتحادات والنقابات والجمعيات والمؤسسات الإعلامية كافة تتحمل الجانب الأكبر من مهمة تنوير الشعب وتوفير الفرص التي تمكنه من احترام الزمن، ولا يتحملها المواطن لوحده ، لأنها أمانة في أعناق المجتمع كله ، وهي أمانة في أعناق الجهات صاحبة القرار أولاً وأخيراً.
الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech