هل تستعد روسيا لاختبار سلاح نووي؟
1-آذار-2023
بغداد ـ العالم
بعد تعليق معاهدة "نيو ستارت"، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "روساتوم"، شركة الطاقة النووية التي تديرها الدولة، لبدء الاستعدادات لاختبار نووي.
وفي هذا الإطار، رأى سبنسر إيه وارين، الباحث في العلوم السياسية في جامعة إنديانا بلومنغتون، أن تعليق موسكو اتفاقية "نيو ستارت" يزيد من احتمالات بدء عصر جديد من التجارب النووية الروسية.
وكتب وارين، لمجلة "ناشيونال انترست"، أنه في حين أن روسيا لم تنسحب رسمياً من المعاهدة، إلا أن تعليقها ينذر على الأرجح بزوال المعاهدة، وبالتالي فان التوسع المستقبلي للترسانة النووية الروسية أمر ممكن. ومع ذلك، فإن القلق المباشر هو استئناف التجارب النووية.
ورأى أن الاختبارات التي أمر بوتين باجرائها ستزيد من فعالية الأسلحة النووية الروسية، لتُصبح أداة للدبلوماسية القسرية، وتؤدي إلى مزيد من العسكرة في القطب الشمالي، إضافة إلى توسيع الترسانة النووية الروسية.
ورجّح أن تكون التأثيرات الاستراتيجية والسياسية لتوسيع الترسانة الروسية أقل من تأثيرات التجارب النووية، إذ تمتلك الولايات المتحدة مخزوناً كبيراً من الأسلحة النووية غير المنتشرة التي يُمكن أن تُضاهي التوسع النووي الروسي لبعض الوقت. وسيكون هذا التوسع مقيداً بالقيود المالية والقيود المتعلقة بالموارد، خاصة وأن الخسائر التقليدية تزيد من تكلفة استبدال العتاد.
ورأى وارين أن لهذا الاختبار هدفان.

أداة للدبلوماسية القسرية
الهدف الأول هو استخدام روسيا التجارب النووية كأداة للدبلوماسية القسرية، حيث سيتم تحديد وقت الاختبارات لتتزامن مع الأحداث ذات الأهمية السياسية أو العسكرية، مضيفًا أن هذه الاختبارات يمكن أن تحدث قبل شن هجمات جديدة في أوكرانيا أو توسيع الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية. أما خارج أوكرانيا، فيُمكن أن تسبق التجارب النووية الجهود المبذولة لزعزعة استقرار جيران روسيا الآخرين، مثل المؤامرة المحتملة للإطاحة بالحكومة المولدوفية.
وأوضح أن هذه التجارب النووية ستكون بمثابة إشارات إلى أن روسيا مستعدة لاستخدام ترسانتها في حالة قيام الولايات المتحدة أو الناتو بعمليات ضد روسيا. وفي حالة العمليات العسكرية الروسية، سواء كانت العملية الحالية في أوكرانيا أو العمليات المستقبلية في مكان آخر، يمكن أن تكون هذه الاختبارات جزءًا من استراتيجية روسية لمنع تصعيد الصراع المحلي إلى صراع إقليمي.
وإدارة التصعيد هذه هي سمة مركزية للعقيدة العسكرية الروسية. وزعم الخبراء أن الأسلحة النووية هي أدوات مهمة لإدارة التصعيد، على الرغم من وجود جدل حول كيفية استخدام هذه الأسلحة أو عدم استخدامها.

تحسين الترسانة النووية الروسية
ووفقًا لوارين، فان الهدف الثاني للتجارب النووية هو تحسين الترسانة النووية الروسية. وحاليًا، تُشارك موسكو في برنامج تحديث نووي رئيسي يؤثر على الأوجه الثلاثة للثالوث النووي لروسيا ويتضمّن ترقيات للقدرات الحالية، مثل تطوير صاروخ "سارمات" الباليستي عابر للقارات، أو غواصات "Borei-A SSBN"، وأنظمة جديدة مثل مركبة الانزلاق "Avangard" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وطوّرت كل من روسيا والولايات المتحدة رؤوساً حربية وأنظمة إطلاق جديدة دون تفجير سلاح نووي خلال العقود القليلة الماضية. وسمحت النمذجة الحاسوبية لكلا البلدين بتصميم وتقييم أسلحة جديدة. لقد نجحت عمليات الصيانة والتحديث النووية الأمريكية من خلال برنامج الإشراف على المخزونات التابع لوزارة الطاقة. ويتوقّع المسؤولون الاعتماد على الإشراف على المخزونات بدلاً من اختبار التفجيرات في المستقبل المنظور.
وأدى فشل التحديث التقليدي لروسيا إلى تكهنات حول حالة الترسانة النووية الروسية. وقد يؤدي الفساد وعدم كفاءة القيادة الصناعية والعسكرية الدفاعية الروسية إلى التقليل من موثوقية الأسلحة الروسية. وقد يسمح الاختبار للقادة الروس بتأكيد قدرات الأنظمة الجديدة بشكل أفضل من النمذجة الحاسوبية، مما يخفّف المخاوف من وجود رادع نووي غير موثوق به. كما يُظهر للخصوم أن هذه الأسلحة ستعمل، مع تحسين القدرات الرادعة للترسانة النووية الروسية.

أين سيجري الاختبار؟
ورجّح وارين أن يتمّ الاختبار في موقع نوفايا زيمليا (Novaya Zemlya) الموجود في القطب الشمالي، وهو أحد مواقع التجارب النووية الرئيسية التي يُديرها اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
وزادت روسيا من تطوير البنية التحتية العسكرية والقدرات في أقصى شمالها، بما في ذلك نوفايا زيمليا، على مدى السنوات العديدة الماضية. ,يُنظر إلى المنطقة على أنها بالغة الأهمية لأمن روسيا، وسيؤدي استئناف التجارب النووية إلى زيادة قيمتها الاستراتيجية لموسكو. وقد يؤدي هذا إلى مزيد من عسكرة القطب الشمالي.
عسكرة القطب الشمالي
وحذر وارين من عواقب استراتيجية كبيرة لزيادة عسكرة القطب الشمالي، على قوى القطب الشمالي الأخرى، وجميعها أعضاء حاليون أو يطمحون للانضمام إلى الناتو. وقامت روسيا بتوسيع مطالباتها في قاع البحر في القطب الشمالي على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث تداخلت مطالبها الإقليمية مع مطالبات كندا والنرويج. وتسود روسيا والنرويج علاقات متوترة على طول حدودهما البرية والبحرية في القطب الشمالي، وتزايدت عسكرة هذه النزاعات بشكل كبير. وستؤدي زيادة الأصول العسكرية الروسية في القطب الشمالي إلى تفاقم هذه النزاعات، وزيادة انعدام الأمن في دول القطب الشمالي الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة. وإذ أشار إلى أن انتهاء معاهدة "نيوستارت" أمر محتمل، إلا أنه غير مضمون، إذ يجب على الولايات المتحدة محاولة إحياء المشاركة الروسية في الصفقة. لكنه في الوقت نفسه، رجّح أن لا تثمر هذه الجهود، خاصة بدون تنازلات غير مقبولة للولايات المتحدة وحلفائها.
ونظراً للفشل المحتمل للمبادرات الدبلوماسية مع موسكو، رأى وارين أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مستعدين للتعامل مع استئناف التجارب النووية الروسية.
وقال: "ربما لا تكون التجارب النووية الأمريكية ضرورية؛ ومع ذلك، فإن تحسين الدفاعات في القطب الشمالي، وهي منطقة لم تضعها الولايات المتحدة من أولوياتها، يعتبر ضرورياً". فبالإضافة إلى تطوير قدراتها الخاصة، يجب على الولايات المتحدة أن تعمل مع شركاء مهمين في القطب الشمالي مثل كندا والنرويج والدنمارك، كما يجب على أعضاء الناتو من خارج القطب الشمالي، مثل المملكة المتحدة وفرنسا، التعامل مع حلفاء القطب الشمالي، والتأكد من أن قواتهم البحرية يمكن أن تساهم في تعزيز أمن القطب الشمالي".
وأضاف أن هذا يزيد من الحاجة الملحة لإضافة السويد وفنلندا إلى الناتو، فكلاهما يضيفان قدرات عسكرية كبيرة للتحالف في منطقة ضعف، كما يملكان الوسائل والجغرافيا لتوفير معلومات استخبارية مهمة حول النشاط الروسي في نوفايا زيمليا أو بالقرب منها.

لماذا اتخذت روسيا هذه الخطوة الآن؟
ورجّح وارين أن تكون موسكو قد أقدمت على هذه الخطوة، لأن ثمن الانسحاب من المعاهدة قد انخفض بالنسبة لروسيا، بينما أصبحت فوائد الاختبار مهمة بشكل متزايد. وسوف تحتاج روسيا إلى زيادة اعتمادها على الأسلحة النووية لردع أي عدوان ضدها أو التدخل الدولي لدعم أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، رجّح وارين أن يؤدي تعليق المعاهدة أو الانسحاب منها من جانب واحد إلى إدانة كبيرة من الجهات الدولية الفاعلة. وقد يدعو مؤيدو الحد من التسلّح إلى زيادة عزلة روسيا، ما يؤدي إلى الإضرار بتجارة روسيا وعلاقاتها مع جيرانها الأوروبيين.

الضرر قد وقع بالفعل
ورأى وارين أن الضرر المحتمل قد حدث بالفعل، حيث نمت عزلة روسيا عن هذه الدول بشكل ملحوظ خلال الحرب، وتراجعت التجارة مع أوروبا، خاصة في النفط والغاز. وتحوّل جزء كبير من هذه التجارة إلى الصين والهند، مع إمكانية نمو التجارة في المستقبل مع كل من بكين ونيودلهي.
وقاومت الصين الجهود المبذولة لإدخالها في نظام الحد من التسلح، ولديها مصالح في توسيع ترسانتها الخاصة؛ كما أنها أقامت شراكة وثيقة بشكل متزايد مع روسيا. أما الهند، فقد كانت من أشد المنتقدين لنظام الحدّ من التسلّح العالمي وعدم الانتشار منذ إنشائه في الستينيات. وقد تستفيد الهند اقتصادياً من التجارب النووية الجديدة.
أما بالنسبة إلى روسيا، يمكن أن يمتدّ التقدم في تكنولوجيا الأسلحة النووية إلى القطاع النووي المدني في روسيا، والذي كان شريكاً مهماً لصناعة الطاقة النووية الصغيرة والمتنامية في الهند.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech