د. هاني الشعراني
البشر الرقميون مصطلح جديد على أسماع العديد من الناس حول العالم، لكن التكنولوجيا المتطورة وتقنيات الذكاء الاصطناعي مهدت الطريق أمام «البشر الرقميين» أو بكلمات أخرى إيجاد بديل رقمي للإنسان البشري. فاستنادًا إلى الدراسات والأبحاث العديدة، اتضح أن ظهور البشر الرقميين على الساحة من شأنه أن يعود بمزايا كبيرة وواسعة للجهات التي تتبنى هذا التطور مثل الشركات والمنظمات الكبيرة.
يعد البشر الرقميون قادرين على العمل من دون كللٍ أو مللٍ ومن دون الحاجة إلى الراحة، فضلًا عن عدم مطالبتهم بزودات مالية على رواتبهم المعتمدة. كما يخضع الإنسان الرقمي لقواعد الشركة بكل طواعية ما يخفف من المشكلات والخلافات التي تنجم بين الموظفين التقليديين وأصحاب العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام البشر الرقميون لتوفير خدمات متسقة وحث الأفراد المعنيين على مشاركة بعض المعلومات والبيانات التي قد تكون حساسة. وانطلاقًا من الدراسات التي تم إجراءها، أشارت يو ان Yu an، وهي الأستاذة المساعدة في أنظمة المعلومات وتحليلات الأعمال في ولاية أيوا، إلى أن المحاربين العسكريين يميلون إلى مشاركة الأعراض التي يشعرون بها مع إنسانٍ رقمي عوضًا عن الطبيب المهني في العالم الواقعي وفقا لموقع techxplore.
مع التقدم المستمر، عرفت ظاهرة البشر الرقميون أربعة أشكال أو استخدامات للإنسان الرقمي في أرجاء شركة أو مؤسسة ما:
1- الوكيل الافتراضي
وهو الوكيل الذي يتم الاستعانة به للقيام بمهام محددة لمرة واحدة. يوفر الوكيل الافتراضي الميزات عينها التي يتمتع بها روبوت الدردشة المعروف ولكن لهذا الوكيل مظهرًا أشبه بالإنسان الطبيعي. تلجأ الشركات إلى استخدام الوكيل الافتراضي كوكيل مبيعات أو للتدريب.
2- المساعد الافتراضي
المساعد الافتراضي وهو الطرف الذي يساعد الإنسان لإجراء مهام معينة. ومثله مثل مساعدي التحكم الصوتي كأليكسا Alexa، وسيري Siri. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يعمد المطورون إلى ابتكار مساعدين رقميين لتطبيق زوم Zoom، من شأنهم أن يساهموا في تدوين محاضر الاجتماعات والملاحظات وتقديم التلخيصات وترتيب الجداول الزمنية. وبهذه الطريقة يتم توفير كمًا هائلًا من الطاقة والوقت ليلتفت الإنسان إلى أمور أكثر تعقيد.
3- المؤثر الافتراضي
لا يختلف المؤثر الافتراضي عن المؤثرين الحقيقيين على وسائل التواصل الاجتماعي. يهدف المؤثر الافتراضي إلى تسويق العلامات التجارية والسلع والخدمات المعنية من خلال نشر الصور والفيديوهات على الساحة الإلكترونية. حصدت ميكايلا Miquela البالغة من العمر 19 عامًا، وهي روبوت إلكتروني، 2.8 مليون متابع على تطبيق انستغرام. وظهرت هذه المؤثرة الافتراضية في إعلانات لشركات وعلامات تجارية ضخمة كـ برادا Prada وكالفين كلاين Calvin Klein وغيرها المزيد.
4- الصاحب الافتراضي
الصاحب الافتراضي هو الذي يوفر الدعم النفسي والعاطفي ويبني العلاقات والروابط بينه وبين المستخدم. يرى المطورون فائدة كبيرة لهذا الابتكار وخاصة لدى فئة الكبار بالسن. فحرصًا على تحسين الرعاية الصحية للمسنين، يعمد الصاحب الافتراضي إلى تقليل شعور الوحدة ومساعدة الأفراد على مزاولة منازلهم لفترة أطول. هذا وقد يذكرون المسنين بأخذ أدويتهم في الوقت المحدد وزيارة طبيبهم.