بغداد ـ العالم
فجرت صور متداولة على مواقع التواصل تظهر انهيار جزء من مسرح الهلال الأثري في شارع الرشيد وسط بغداد، غضبا لدى العراقيين مما وصفوه بـ"الإهمال" المتعمد للمواقع التي تمثل البعد التاريخي والثقافي للبلاد.
واقترن اسم مسرح الهلال -الذي يقع في الربع الشمالي من شارع الرشيد- بكوكب الشرق أم كلثوم التي أحيت أولى حفلاتها في بغداد على خشبته عام 1932، ويعتبره البغداديون الأيقونة الشاهدة على حضور "سيدة الغناء العربي" لمدينتهم.
ويقع المسرح في منطقة تدعى خان المدلل في ساحة الميدان وسط بغداد، وهو سوق مختص ببيع المقتنيات والتحف القديمة والتراثية والنادرة في دكاكينه المعدودة ورواقه الضيق، يقصده مقتنو هذه السلع وهواة جمع الطوابع، ويعد من أقدم خانات بغداد، حيث بني قبل 117 عاما.
ووثقت صورٌ تداولها مدونون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، انهيار جزء من شرفة الواجهة الأمامية للمسرح مع تهالك مساحات كبيرة منه، حيث يبدو كأنه آيل للسقوط.
وعبّر عراقيون عن غضبهم من إهمال الجهات المسؤولة للمواقع الأثرية والتاريخية، والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى مئات السنين، وتعد رمزا وصرحا فنيا وثقافيا.
وطالب مدونون وزارة الثقافة والآثار والسياحة بحماية ما تبقى من الإرث الحضاري والثقافي والفني للعراق، خاصة أن تلك الآثار تمثل قيمة كبيرة لدى العراقيين.
وما زاد غضب وحزن العراقيين بعد المشاهد المتداولة، أن قيمة المسرح ليست مقترنة فقط بكونه موقعا تراثيا أو حضاريا يعود لمئات السنين، بل ذكرى تركتها لهم كوكب الشرق في هذا المكان، حيث ارتبط اسم أم كلثوم به منذ أن غنت فيه، وعلى هذا الأساس عرفت الأجيال المتعاقبة قيمته ورمزيته وهويته.