لعل غدا يأتي
12-شباط-2024

علي علي
خضعت الثقافة عموما وثقافة التعبير عن الرأي على وجه الخصوص، في بلد الحضارات، بلد ألف ليلة وليلة، بلد السندباد والشعراء والصور، بلد أول النصوص القانونية، بلد شهرزاد وقصصها إلى قمع وكبت شديدين، طيلة ثلاثة عقود ونصف جثم فيها حكم البعث -فيما جثم- على صدور نخبة المثقفين، حيث كانت المفردة تمر -قبل خروجها من قلم الكاتب والشاعر او حنجرة الخطيب- بسلسلة من التمحيصات والقراءات غير الحيادية، من قبل لجنة من الجلادين والسجانين، ولطالما جرّت قصيدة او قصة او حتى ومضة، صاحبها إلى دهاليز السجون وظلمات الزنزانات الانفرادية، وقد تؤدي به في نهاية المطاف الى أحواض تذيب قصيدته وجسده وذكراه في آن واحد. فانكمش الحرف الحر -قسرا- وقُصت جناحاه وضاقت فضاءات التعبير لدى الشاعر والكاتب والمثقف العراقي، حتى صارت محصورة في شخص واحد وحزب واحد.
ثم حل عام 2003 فاشرقت شمس الحرية التي كنا نظن انها غير قابلة للكسوف، وبها انطلقت الحريات بجميع اشكالها، اولها التعبير عن الراي، وحرية النقد وغيرها من نعم الديمقراطية التي وصلتنا مدولبة في (سرفة) دبابة، او محمولة على طائرة، والإثنتان -قطعا- أمريكيتان. الأمر الذي أطلق العنان للسان الشعراء والكتاب والنقاد، في البوح بما يختلج بخواطرهم من آمال وما يعتمل بنفوسهم من آلام، وكان بذلك متنفسا لهم. فمنهم من أعاد توثيق أحداث كان يخشى ذكرها حتى في أحلامه، فأرخها كذكريات للتاريخ ولقرائه، ومنهم من وجد في الحرية ضالته بعد كبت خانق، ففتحت قريحته في إطلاق مسميات جماليات الحياة وما يهوى وما يعشق. ومنهم من اتخذ لنفسه موضع الرقيب وموقع الناقد ومنصب المنبِّه والمحذِّر، فأصبح رقيبا على أفعال معيته وردودها، ممن عاشوا معه كسوف الشمس الطويل في تلك العقود، وناقدا لتصحيح تخبط من يتعثر في خطوه وسيره، بعد ان فكت الحرية كبوله وعتقته من أغلال الماضي. ومنبها من عاقبة اليأس والخذلان والخَوَر، والتقهقر الى الوراء.
وقطعا فان أول غبطة شعر بها الكاتب، هي أنه استطاع قول مايريد من دون خشية رقيب (زيتوني) او رفيق (بعثي) يجبره على التملق والتحيز، فراح يصب جل اهتمامه في ذكر هذه السلبية والرذيلة، وتلك الهفوة والزلة، وذاك التقصير والتقاعس، وهذا الإهمال والتسيب، وذلك التواطؤ والتخاذل، فضلا عن الخيانات والفساد بأنواعه، وساعده في هذا كثرتها -مجتمعة وفرادى- في سلوك الشخصيات التي تولت زمام القيادة في مفاصل البلد. لكن من غير المعقول ان لاتكون هناك إيجابيات في عراق مابعد 2003 ومن غير المقبول والمنطقي ان يخلو بلد مثله من جوانب مشرقة ومفرحة.
فللحق -والحق يقال- رغم كل ما كتبه الكتاب -وانا أحدهم- عن هفوات وسلبيات وأخطاء كثيرة حدثت في العقدين الأخيرين، كان ابطالها ساسة وقادة ومسؤولين، إلا ان هناك صالحات وإيجابيات من الإنصاف ان تكون نصب اعيننا، فنذكرها -على شحتها- لعلها تكون دافعا لبعث الأمل في نفوس العراقيين من جديد، وتبعد عنهم شبح اليأس من الحاضر والمستقبل على حد سواء.
فهلا شحذتم ياساسة البلاد هممكم لتقديم إيجابيات وصالحات للبلاد وملايين العباد، لاسيما أن الجميع ينتظر منكم انتشاله من تدني أحواله الاقتصادية والاجتماعية؟ وإنه لمن المعيب عليكم حثكم على أداء واجبكم، من منطلق حرية الرأي، كما لا يخفى عنكم ضرورة وفائكم بالعهد والبر بقَسَمكم عاجلا وليس آجلا، فالخوف كل الخوف من غد مجهول لاتعلمون ماينتظركم فيه، وقد قيل:
لا تدع فعل الصالحات إلى غد
لعل غدا يأتي وأنت فقيد

الإنفاق العسكري يتجاوز حاجز 6 مليارات دولار
1-تموز-2025
تمديد مهلة تحديث البطاقة الإلكترونية حتى 1 آب
1-تموز-2025
العراق يدشن أكبر توسعة للعناية بحديثي الولادة بـ360 سريراً
1-تموز-2025
القاضي منذر إبراهيم حسين رئيسا للمحكمة الاتحادية العليا
1-تموز-2025
تأخير رواتب الحشد الشعبي.. أزمة مستمرة وقلق متصاعد
1-تموز-2025
مصدر يكشف مكان وزمان تنفيذ أولى مراحل نزع السلاح من «PKK»
1-تموز-2025
واسط تعقد اتفاقا مع إيلام على تسهيل دخول الإيرانيين
1-تموز-2025
منتدى يكشف معاناة ذوي الإعاقة مع مكاتب تحديث البطاقة
1-تموز-2025
النزاهة توقع بـ6 موظفين بالسماوة اختلسوا 36 مليار دينار
1-تموز-2025
خطة شاملة لمكافحة التسول في العراق تشمل برامج دعم وإيواء للمتسولين
1-تموز-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech