الـــنـــبـــي الـــســـومـــري
13-حزيران-2024

النبي إبراهيم وارث حضارة سومر ....
______________________

تحدثت التوراة – الموضوعة – في مسردها عن افكار وفرضيات كانت تريد العبور بها لكل الازمنة على انها حقائق ثابتة غير قابلة للجدل او التغيير ، فرضيات مطلقة تماما في عالم يفيض بسكانه ، تلك الهرطقة الوهمية حشد لها الإعلام الشفهي والتبشيري وبيوت الدين كل الامكانيات المتاحة في عالم يسعى للتناقض ويسير نحو فضاء الهيمنة والمصالح المتداخلة ، إلا أن التطور التقني والعلمي كان بالمرصاد لما تقرر ، حيث أسقط منجز البحث والاكتشاف الكثير من الأفكار والمداخلات الدينية الوهمية التي ثبتت في غياب شرعي للحقائق ولكنها سادت وهي تحمل سرّ فشلها وموتها المحتم ، ومن الترويج التوراتي كان العمل المتواصل وغير المحدود على تثبيت فكرة – تقول " بلاد مابين النهرين – العراق– هي الوطن الأول لليهود - وعدم التوقف عند ذلك - بل المرور لتهويد عائلة سيدنا – إبراهيم - التي كانت تسكن – في بابل – وقبلها في - اوروك - عاصمة الإمبراطورية السومرية - وتصعيد التزييف عند القول " ان النبي إبراهيم كان يسيطرعليه الشوق إلى أرض- كنعان اورشليم – ولذلك قرر التوجه اليها ...! يتماهى ذلك مع ادعاء آخر يقول ان لليهود الفضل الكبير في تشكيل وبناء أهم الحضارات التي ظهرت في حوض وادي الرافدين تلك الثقافات المميزة التي شكلت بالمنظور العلمي الحديث الاغنى والأهم في تاريخ البشرية ....!

قبل السبي البابلي
____________

كان العالم على موعد مع الحقيقة عندما ظهرت ابحاث ودراسات وتقارير علمية تخص الاركولوجيا القديمة من خلال جهود علماء التنقيب من اساتذة الجامعات العلمية وفرق التنقيب ، عقول " جاءت " من ( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى ) ، وتم نشر المعلومات التالية دون لبس او تردد : " وجود الشعب السومري سبق احداث السبي البابلي وتدوين التوراة تحت انقاض برج بابل بزمن بعيد جدا ، ايضا – الشعب السومري هو صانع مفردات حضارته العظيمة ولا علاقة لليهود بذلك ، كما ثبت العلماء حقيقة اخرى دون وجل تقول " أن ( الألف الثالث قبل الميلاد ) هي الفترة التي تمكن فيها شعب سومر من بناء مدن عظيمة مثل(– اوروك – اور – اريدو – وغيرها ) – واستنبط نظام الري المتطور من خلال تصميم اضخم واعقد شبكة للري من قنوات تمتد لمسافات طويلة بين النهرين العظيمين –( الدجلة والفرات – ) اللذان يرد في التوراة تسميتهما – الفرات – وحداقل- ويعني الدجلة – وتبعا لتوفر المياه تطورت الصناعة والتجارة والزراعة والعمران الذي اتصف بالانماط الفنية المدهشة ، وتكرر ذلك وتطور على أيام الامبراطوريات اللاحقة التي ظهرت في بلاد مابين النهرين ولعل من المفيد ان نقول ان اعظم انجاز قدمته الحضارة السومرية للبشرية ( اختراع الكتابة المسمارية – ) النماذج الحضارية المتلاحقة تأثرت كثيرا بنتاج الحضارة السومرية وحاولت محاكاة مفرداتها ، لقد ظلت تلك الافكار – التوراتية – مسيطرة على عقول الشعوب بتلك الادعاءات الباهتة الكاذبة في ذهن الشعوب التي تسبح في فضاء الجهل والتخلف وتندفع نحو عوالم التناحر والهمجية – لكن عند مجيء ( منتصف القرن التاسع عشر) اصطدمت اصابع العلم بفضاء سومر التي نهضت كمارد مذهل بكل شيء وظهرت معلومات جديدة تستند الى تقارير وابحاث ) علماء الاركولوجيا غير المتصهينين ( – فجوة النور نسفت فضاء الظلام ودونت الحقائق ووضعت التوراة المنسوخة لاهداف غير دينية في زاوية ضيقة وتوقفت ماكنة الدعاية والتشوية مرغمة - ولكن ماهي اهم مرتكزات تلك الفرضيات التوراتية وكيف تم تفنيدها ...؟!

جهود تبحث عن الحقيقة
_______________

لابد أن انوه بالجهود الكبيرة التي بذلها “ العلماء “ الذين اهتموا بحضارة بلاد ما بين النهرين وتمكنوا من إعادة وضع بعض الحقائق في موضعها الصحيح رغم وجود كوابح لكنهم قرروا معاكسة التيار وتلك مهمة العقول والاقلام الشريفة في توضيح الحقائق " يقول – زينون كاسيدوفسكي " بعد وصولهم لبلاد كنعان – حاول اليهود أن يتحرروا من “عقدة السبي البابلي “ أولا وأيضا فكروا أن يتحرروا من عقدة تبعيتهم ) لثقافة بلاد ما بين النهرين ( تدريجيا ، حيث ظلوا يشعرون أن تلك الثقافة العميقة والساحرة المؤثرة قد تلبستهم وأنهم سيفقدون الكثير من صفاتهم القومية والدينية ، كما وجدوا أن اجيالهم التي ولدت في احضان السبي البابلي ومابعده ظلت تتناقل كتابة وشفاهة التصورات والروايات والأساطير والملاحم والاناشيد الدينية السومرية والبابلية " .....
هذا نموذج وسأنشر الكثير من الوثائق والأراء المطابقة تماما لسير هذه الدراسة ، وكما يؤكد اغلب ) علماء السومريات ( وهم يتحدثون عن الذي جرى حيث هناك اجماع على ان الثقافة المنقولة تعرضت لتغييرات كثيرة وعميقة احيانا ، عندما اراد علماء ورجال دين وقادة في “ التكوين اليهودي “ أن يطمسوا أية علامة أو إشارة تربط بين تلك الثقافة المنقولة عن ثقافة بلاد ما بين النهرين بما يمكنهم ان يشيعوا انهم الذين ابتدعوها وصار تبعا لذلك من الصعوبة أدراك خواصها وتحديد أصولها المتعلقة بالتكوين والدين – وجدوا تماما ان الصعوبة تواجه من يريد كشفها ونزع ثوبها الصميم لقد جردوها من شروط الملكية والخلق والابتكار ....

بين كنعان وبلاد ما بين النهرين
__________________

كان الكهنة ورجال الدين اليهودي ومن هم بمصاف القادة يعتقدون أن مصلحة الشعب اليهودي تكمن في نسيان آية صلات للقرابة بين يهود كنعان وارض ما بين النهرين وموروثها الحضاري الثقافي ولهذا عملوا بعد عودتهم من فضاء – السبي البابلي – أي في المرحلة الواقعة مابين القرن السادس والرابع قبل الميلاد ، في ذلك الزمن وضعوا أمامهم النصوص التي تم جلبها من بلاد ما بين النهرين وخاصة نسخة التوراة التي “ كتبت في – بابل “ – وعكفوا على تحرير النص التوراتي الجديد واعطوه الشكل النهائي ، ولكن صدى ثقافة واسطورة بلاد ما بين الرافدين كانت تأسر ذاك النص مبثوثة - موجودة في سطور الاسفار في الصفحات الكثيرة – ظلت تلك الثقافة ماثلة واضحة اكبر مما كتب ، ولكن كيف ...؟
أقتبس مرة أخرى للأهمية والتوثيق من توضيح العالم – زينون كاسيدوفسكي – في إشارة إلى الذي حدث :" في اقتباس اليهود وجدت انهم استخدموا الأساطير الشعبية القديمة المأخوذة عن أرض ما بين النهرين وتمت إعادت صياغتها لخدمة أغراضهم الدينية ..!؟ "

الأساطير السومرية وكتب الرسالة
___________________

هكذا يصف الكثير من العلماء الذي حصل – ان رجال الدين وكهنة اليهود استخدموا الأساطير بعد تحريفها وثبتوا تحريفا آخر قالوا ان " يهوه " الخالق الذي يتحكم بمصير شعبه منذ أيام " إبراهيم " في دراستي العميقة لمثيلوجيا بلادي العظيمة وجدت تفسيرا مهما وهو قد شغلني كثيرا – هناك تطور مرحلي مستساغ للشعيرة الدينية منذ السومريين الى النبي ابراهيم الأول والنبي الأخير " محمد - ص - " بينما الديانة اليهودية تاهت في تفاصيل أساطير مسروقة وقد واجهوا معضلة كبيرة تتعلق بتغيير روح النص وحرارته حيث الفكر والعقل السومري الحار دائما يختلف عن العقل المتراخي الذي يسود اصقاع اخرى منها بلاد كنعان ...
ثبت العالم الأمريكي " جورج سميث " مقولة مهمة ادونها لغرض التوثيق والمطابقة " أن من حسن حظ البشرية والتاريخ والعلماء والباحثين ، أن كهنة اليهود وعصبة الثقافة لديهم لم يتمكنوا أن يكونوا منطقيين وواقعيين دائما في عملهم التحويري والتحريفي " ...!
نعم هذا مصداق ما ذكرت لكم في السطور السابقة لقد خذلهم الذكاء وهربت عنهم الرؤيا الصائبة وضاعوا في تفاصيل الذي سرقوه ، فقد تركوا في النصوص التوراتية الكثير من التفاصيل والإشارات ونقاط التلاقي والتماهي بين اسفارهم وثقافة بلاد ما بين النهرين ، كما ظلت ثقافتهم وخصوصيتها تحتاج إلى تأويل وتفسير وتأصيل ، كما أود أن أقول وبدقة شديدة أن الكثير من العلماء الذين درسوا ظاهرة الدين اليهودي لم يتيقنوا من مغزاها وقالوا هناك تفاصيل غير واقعية وغير أصيلة ومتشابهة مع ثقافة بلاد مابين النهرين وخاصة في مجال الأسطورة والملحمة والأناشيد الدينية ، كما وجدوا ثمة علامات أو تفاصيل تم بترها وحذفها أو عدم الإشارة إليها عن قصد ....

حضارة سومر والتوراة
_____________

وعندما حصلت الاكتشافات الآثارية الكبرى التي حدثت في العراق والتي مكنت العلماء من " فك عقدة " تلك الثقافة وأسفار التوراة من خلال الوصول إلى تكوين فكرة واضحة ومتيقنة عن ثقافة " شعب سومر " وكذلك عن الآكاديين والآشوريين والبابليين ، ثمة حقائق كانت مغيبة صارت في مدى التداول والتناول العلمي المعرفي ، أدهشت البصر والعقل العالمي وجلت بقوة اليقين الحقيقة وقدمت المعرفة المفقودة للثقافة العالمية وتمكن العلماء من تأشير الأصول الثقافية والدينية لدى الشعب اليهودي بعد أن استعصت تلك القضية على مدارك العقول الباحثة عن جوهر الحقيقة زمنا طويلا ...!
يوم أمس قدم لي صديق كتابا مهما أعتقد انه لم يترجم إلى العربية ، يبحث في الأساطير التي اعتمدت عليها – التوراة الموضوعة – استوقفتني في الكتاب وجود إشارة يقول الكاتب فيها : - أن التوراة يصف الجنة على النحو التالي " المكان الذي هبط فيه آدم وحواء – سهل فسيح خصب يقع في الشرق – هناك غرس الله بستانا يعرفه الجميع باسم الجنة – اسكن فيه آدم ليحرث الأرض ويعتني بها ، وأنبت الرب الآله في هذه الجنة كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل ، وزرع في وسط الجنة شجرة الحياة ، وشجرة معرفة الخير والشر ، وانساب في الجنة نهر كبير يسقيها "....

سهل شنعار – أرض سومر
________________

الوصف هنا المقصود به سهل " شنعار " في جنوب العراق المعاصر ، ويتطابق المفهوم مع الشائع عن هبوط سيدنا " آدم " في أرض العراق المقدسة – ثم يقترب الوصف التوراتي ليقول بدقة متناهية " اسم النهر الأول حداقل " المقصود الدجلة " وهو الجاري شرق آشور والنهر الثاني الفرات " ....!
الوثائق القديمة التي بعثت للوجود –هي الألواح السومرية – تلك التي لم تكن التوراة قد اهتدي اليها أو اطلعت على تفاصيلها قبل ان يتم وضع مجمل الاسفار المنسوبة للرب ، احبار – اليهود – تحدثوا في كتبهم المنسوخة والموضوعة عن محيط وموقع جغرافي – هو " بابل " اعتبروه موقع بداية التكوين وقد سقطوا في فخ كبير ، ذاك الموقع مرتبط بالسبي البابلي وبمقولةاعظم ملوك بابل وهو يبني البرج الهائل الممتد نحو سقف السماء البابلية مستخدما مجاميع كبيرة من العبيد واسرى الحرب الذين سيقوا من مختلف بلدان العالم – في القرن السابع قبل الميلاد شرع " الملك نبوبلاسر " بالبناء وطلب أن يكتب على جدران البرج العبارة التالية :- " لقد ارغمت أناسا من مختلف القوميات أن عملوا في بناء البرج " ، ذاك هو الفضاء المكاني والزماني لتدوين صفحات التوراة ، تلك الألواح التي خرجت من مدافن سومر قلبت كل المفاهيم والفرضيات كما وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول اساطير الديانات القديمة ، في المدن " أور وبابل ونينوى " في قصور الملوك لتلك المدن ومكتباتهم تم اكتشاف الآلاف من الألواح الطينية – تحمل معلومات مهمة مكتوبة وفق نظام الكتابة المسمارية والتي استطاع علماء الاركولوجيا قراءتها فيما بعد وتمكنوا من فك رموزها وصنفوها وفق مجالاتها " اسفار تاريخية – أساطير وملاحم دينية – مراسلات دبلوماسية وتجارية – " .....

رموز المثيولوجيا والفكرة الدينية
___________________

بعد فك رموز الكتابات المسمارية من قبل علماء السومريات تراجعت أهمية التوراة التي ظل العالم لفترة طويلة يعتبرها فضاءا فريدا يقود لمعرفة تفاصيل تلك الحضارة – عند المقارنة بين ما جاء في التوراة وما تنطق به الألواح السومرية تيقن العلماء انها – أي التوراة قد كتبت اعتمادا على أساطير بلاد ما بين النهرين وخاصة الفترة البابلية ولم يتوقف العلماء عندذاك بل تم الجزم بأن أساطير كاملة قد اقتبست وتم تحويرها ووردت نصوصها في التوراة على انها من كلام الرب بينما هي " اساطير خرافية سومرية " نسخها البابليون فيما بعد ... يقول العالم – زينون كاسيدوفسكي – " على ضوء علم التاريخ الحديث ؛ يجب أن لا يكون الأمر غريبا فيما لوكان عكس ذلك ، أننا ندرك تماما مجمل الثقافات والحضارات القديمة لا تختفي دون أن تترك دليلا على وجودها وفعلها ، حتى وقت قريب كنا نعتقد أن الثقافة الأوروبية مدينة " للأغريق " بكل شيء ، ولكن الاكتشافات الآثارية التي حصلت في " منتصف القرن التاسع عشر " وما بعده أكدت أننا نُعد في مجالات كثيرة قد ورثنا البناء الثقافي العملاق الذي شيده الشعب السومري منذ خمسة آلاف سنة .. !
" يتبع "

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech