الأعشاش الذهبية في مواقع التواصل الاجتماعي.. طريق آخر للزواج
16-آب-2022
بغداد ـ اخلاص قحطان
"كبسة زر كانت كافية لاختيار شريك حياتي".. هكذا كسبت أمل علي على نفسها في قفص ذهبي جاءها من العالم السيبراني، بعد أن تعرفت الى رجل صار زوجها في وقت لاحق.
بعد ستة أشهر من ذلك التعارف، تزوجت أمل (31 عاما)، الامر الذي واجه تنبؤات بالفشل من قبل الاقارب، لهكذا تجارب. لكن ما حصل خالف التوقعات.
أمل، هي الآن أم لطفلين، وتعيش حياة هانئة.
مرهون بالاختيار الصحيح
تقول كوثر احمد (27) عاما، لموقع (تماسك)، ان "العادات والتقاليد في المجتمع، تضغط على الشاب والشابة بالزواج، بمجرد عبوره الـ (25) من عمره. حتى تبدأ سلسلة الاسئلة المتكررة الروتينية: متى تتزوج؟ ولماذا انت عازف عن الزواج للآن؟ ومتى تكمل دينك؟ والكثير من الاسئلة التي لا ضرورة لها.
تعرف كوثر الى شاب عبر الانترنيت: "كنت مجبرة على ان تكون العلاقة رسمية دون مدة زمنية طويلة للتعارف، لكوني من عائلة محافظة".
تقول كوثر إن تعرضت للصدمة في وقت لاحق: "تقدم ذلك الشاب فعلا لخطبتي، لكني اكتشفت ان تلك الخطوة كانت مجرد لعبة فقط لتضييع الوقت. لم يكن جادا بأمر الزواج".
وبسبب تلك التجربة "الفاشلة" بحسب وصفها، أضحت كوثر رافضة تماما لفكرة الزواج.
تقليد اجتماعي جديد
أما صفا الطائي، صحفية ومهتمة بقضايا المرأة، فتجد أن "زواج الانترنيت اصبح تقليدا جديدا في المجتمعات العربية، ظهر مع رواج مواقع التواصل الاجتماعي".
وتعلل الطائي، زواج الانترنيت بأنه "هروب من ضغوط المجتمع، لكونه يعطي مساحة اكبر لاختيار شريك الحياة دون ضغط العادات والتقاليد".
وتردف كلامها بأن "أغلب هذه الزيجات لا تكلل بالنجاح، سواء منذ البداية أم بعد الزواج، لأن عددا من الأشخاص يكتشفون أن البيانات المقدمة التي سجل بها الشخص في مواقع الزواج، قد تكون بعيدة كل البعد عن الواقع".
وتضيف أن "التواصل عبر الانترنت لا يعكس حقيقة الشخص، إلا من خلال الالتقاء المباشر والتعارف والحوار والمواقف واقعيا".
وتأمل صفا أن تلك الحالات "دراسة سيكولوجية واجتماعية لفهم هذا المنحى الذي اخذته هذه المواقع".
وأظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون بجامعة فيينا، بأن التعارف عبر الإنترنت يغير بنية المجتمع. وبفضل الإنترنيت أصبح بالإمكان ولأول مرة في التاريخ أن يتواصل ويتعارف أشخاص في ما بينهم، لا تجمع بينهم معرفة أو علاقة مسبقة.
وخلصت دراسة أعدها موقع "هايزه" العلمي الألماني، التابع لدار النشر الألمانية هاينز هايزه، إلى نتيجة مفادها أن العلاقات التي يتم ربطها عبر الإنترنيت تستمر لمدة أطول. واستنتج الباحثون بجامعة فيينا أن علاقات الحب والزواج عبر الإنترنيت تتم بنسب أكبر بين أشخاص لا ينتمون لنفس البيئة أو الثقافة.
وحلل الباحثون نتائج عدد من الدراسات الأميركية حول موضوع التعارف عبر الإنترنت، بما في ذلك شبكات التواصل الإجتماعي، ووفقا للدراسة فإن التعارف عبر الإنترنت هو ثالث الطرق الأكثر شيوعا للزواج بين الرجال والنساء.
وكشفت الدراسة، التي نشر ملخص لها في صفحة جامعة فيينا، أن التعارف عبر الإنترنيت لا يغيّر فقط بنية المجتمع، بل أظهرت أيضا أن تلك العلاقات تستمر لفترة أطول.
غير أن الباحثين ليس لديهم أدلة قاطعة تثبت أن سبب استمرارية تلك العلاقات لمدة أطول له علاقة بالتعارف عبر الإنترنيت.