(الحلقة الثامنة عشرة)
د. شاكر الحاج مخلف
أيام الفوضى والحصار
في فضاء تلك الفوضى التي أثارها سلوك " بني أمية " ، كان الصحابة يدركوا الخطر الماثل بسبب الحث والنفاق والتآمر وما سيجلبه على الإسلام والناس من مصائب ، في مقدمتهم " علي بن أبي طالب " الذي يدرك تماما حجم المسئؤلية ولا بد من إيقاف التآمر الذي بات مكشوفا يهدد الجميع ،كانت الجموع تضيق الخناق على الخليفة الثالث وتمنعه حتى من الوصول إلى المسجد ، حيث جلس ابن عم الرسول وأوائل الصحابة الجميع يفكر في أمر إنقاذ الخليفة وبقاء تكوين الدولة وإصلاح العطب الذي ضرب الأمصار من خلال سلوك الولاة رموز الفساد ، كيف يتوافق السكوت وعدم الإهتمام لدى الذين رافقوا بداية الدعوة وتجذرها وخاضوا الحروب القاسية من أجل إعلاء كلمة الله ، كيف يتم السكوت والإذعان للقهر والقبول بمشروع الفساد المتواصل وكيف يتوافق القبول بمشروع الفقر الذي صار يضرب في كل إتجاه ، توسع عدد الفقراء وصار المال في قبضة حفنة من القادة وأمراء بني أمية ، يتذكر الصحابة في هذه المواجهة القاسية صورة الصحابي " الغفاري " وهو يصرخ في الناس ويحرضهم ضد الباطل ويرفض القنوت "عجبت للذي لا يجد قوتا في بيته لا يخرج إلى الناس شاهرًا سيفه" ، دار الحديث عنه وعن مواقفه وعلي بن أبي طالب يستمع إلى ما يقوله كبار الصحابة أعجابا بمواقف أبا ذر الغفاري ذاك الذي تعاطف مع المستضعفين من المسلمين ، وتفاصيل سلوكه ومواجهته في الشام والمدينة وتحمل العذاب والنفي الاجباري ، مثل سلوكه المميز ومواقفه الثورية والسهم الاشتراكي الذي أطلقه في فضاء الاستغلال والفساد والظلم ، أيضا هو كان مسالما حتى مع الأعداء رفض اسلوب العنف ونبذ الحقد والضغينة ، الجميع يتذكر في هذه الأيام الحاسمة كيف توجه إليه الثوار في منفاه " الربذة " طلبوا منه المؤازرة والموافقة على قيادتهم لمواجهة الظلم والفساد ، وبدقة طلبوا منه الموافقة على مواجهة الخليفة الثالث واتباعه من بني أمية ...
رفض الحرب بين قوى الإسلام
رفض الغفاري تلك الفكرة من منطلق الحفاظ على تكوين الإسلام وعدم إلحاق الضرر بتلك الأمة وتجنيب الخليفة أي ضرر رغم أنه معارضا لسياسته بشكل حاد ، رفض ان تدور الحرب بين فئتين من المسلمين ، كان واعيا للنتائج الجسيمة ، اعتمد في سياسة معارضته دعوة الخليفة بالحسنى والوعظ الواضح لتخليص الحكم والثروة من ايدي رموز الفساد والمساواة بين الأغنياء والفقراء ، هذه الأفكار دفعته دون تردد لنشر دعوته في الدروب والمسجد حتى عمت الأمصار جميعا ، دعوته تركزت على الإعتراف بحقوق الناس من الطبقة المسحوقة ، حث في دعوته جموع الفقراء طالبهم برص الصفوف والاتحاد ضد قوى الظلم والفساد والامتناع عن إشاعة حالة الإستغلال بينهم عبر عن تلك القضية مستندا الى آيات الله البينات ومسيرة النبي الكريم "إنّ الله قد فضّلك فجعلك إنسانًا، فلا تجعل نفسك بهيمة ولا سبْعًا" كان الخصوم يقولون للغفاري بشيء من السخرية والشماتة والملامة " إنّ أصحابه ِمن أكثر الناس الذين قبلوا الأموال، فيجيبهم: "ليس لهم في مال الله حقّ إلّا لجميع المسلمين" هو لم يحتقر الثروة ومن يملكها بل كان يدعو إلى توزيعها وفق منهج العدل ومحاصرة آفة الفقر وإنقاذ الأرواح من فعله المضر ، الثروة في مفاهيم الغفاري ماهي إلا وسيلة لتحقيق حياة كريمة يتحقق من خلالها الآمان من الفقر ، هو أول داعية يجاهر بالعدالة في توزيع الثروة لتحقيق الكفاية والعدل بين الناس ، كانت أفعاله وكلماته بمثابة المدّ الثوري الاشتراكي في تلك الفترة ، المواجهة تمخضت عن وجدت أفكاره المناخ الملائم لتبيان الخلل ودعوة المسلمين للإحتجاج الأمر الذي جعل الخليفة واتباعة يشعرون بالذعر من الغفاري ودعوته القوية ، الأمر الذي دفع " جندب الفهري " وهو من المقربين من معاوية محذرا "إنّها الفتنة الكبرى يا معاوية ، إنّ أبا ذَر مفْسِد عليكم سلطانكم " فدعاه الخليفة الثالث اليه طالبًا منه التوقف عن تحريضه ونشر أفكاره المعادية للحكم ، فيعلمه بصراحة ":
" لن أتوقّف، إلّا بعودة السلطة بتطبيق عدالة فجر الإسلام " ...
القرار المضاد
على أثر ذلك يقرّر الخليفة نقله إلى معاوية في دمشق ليأمن شره. فتصدمه في دمشق ضراوة استبداد معاوية لأنّه قد تمادى في تنكّره واستهتاره وبطشه بعامة الشعب ومالية الدولة، أكثر بكثير من الخليفة ، حيث قدم الحاكم في دمشق معاوية الدعم الوافرللتجارالذين لا يعرفون من الدين غير النهب ، كما دعم الإقطاعيين الذين لا يعرفون من الدين سوى حرية التملّك ولو على حساب المسلمين ، كما اتبع سياسة القمع والعنف في وجه معارضيه" ، واحتدم الصدام بين الغفاري ومعاوية حين سائله عن التلاعب بمالية الدولة ، ويردّ عليه معاوية: "هذا المال مال الله وليس مال المسلمين". وكان ردّ الغفاري على ذلك مبدئيًا وجازمًا "أتعتقد أن هذا القول، يعفيك ويبرّر تبذيرك هذا المال على نفسك وأهلك دون المسلمين المقاتلين والمعوزين.. أخطأت يا معاوية، فسواء أسميته مال الله أو المسلمين، إنّه مال يجب أن يُصرف في سبيل المسلمين، لأنّه مالهم أجمعين" ، ويُضيف المؤرخ الاسلامي الكبير" الطبري " أنّ الغفاري حاسب معاوية على بنائه القصر الأخضر من مالية الدولة. وكان رد معاوية أنّه بناه من ماله الخاص، فأجابه: "إن كنت بنيته من مال المسلمين فهو الخيانة للأمانة، وأن بنيته من مالك فإنّما هو الإسراف". ويصرخ في وجهه: "وَيْل للأغنياء من الفقراء ، وبشّر الأغنياء الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم".
العودة إلى المدينة والنفي الثاني
ترك الغفاري حاكم الشام" معاوية بن أبي سفيان " بعد هذه المجابهة يتفجّر غضبًا وحقدًا، فيقرّر اتهامه بتذمّر الأغنياء منه بتأليبه الفقراء عليهم ، ينفي هذه التهمة ويرد بأنّه يعمل بكتاب الله وسنة رسوله وينهى المسلمين عن تكديس الثروة من عرق الفقراء وكنز المال لتبذيرها على الشهوات ،
يطلق معاوية تهديده الواضح للغفاري بالقتل، فيتحدّاه بجسارة قائلا :
"لن أكفّ عمّا أنا فيه حتى توزِّع الأموال بالِقسط ويسود العدل بين الناس" ...
ويندفع أكثر في المواجهة فيقرر الجلوس عند مدخل قصر معاوية محذرا الوافدين إليه :
- "اللهم الّعن الآمرين بالمعروف والتاركين له، اللهم العَن الناهين عن المنكر والمرتكبين له."
فيضيق معاوية به ذرعًا ويدخله اليه ويتوعده قائلا :
- "يا عدو الله تأتينا كل يوم وتقول ما تقول بِنَا، لو لم تكن من صحابة الرسول لقتلتك."
فيجيبه الغفاري:
- "ما أنا بعدو الله ولا رسوله، بل أنت وأبوك عدوان له"
بعد فشل كل محاولات التهديد والوعيد يقرّر معاوية إسكاته بالرشوة، فيرسل له أحد عبيده يحمل له ألف دينار، ووعد عبده بإعتاقه إذا نجح في مهمته. حين دخل هذا إلى الغفاري، وخاطبه متوسلاً:
- "اقبلها رحمك الله، ففيها عُتقي"
فيجيبه الغفاري بثقة ووضوح قائلا :
- "إن كان فيها عُتقك ففيها عنقي"
وحين توعده معاوية بتصفيته ردَّ عليه بقوة وثبات قائلا :
- "الموت أحَبُ إليّ من الحياة، ولا حاجة لي بأموالكم..."
بعد فشل معاوية بردعه، كاتب الخليفة عثمان في رسالة قال فيها :
"إنّ أبا ذَر تجتمع إليه الجموع وقد ضيّق عليّ وأعْضلني، ولا آمن أن يفسدهم عليك" ، فأمره بأن يُرجعه إليه في المدينة ، وتمّٓ ذلك بظروف مُهينة (أرجعه على جمل بلا غطاء ولا وطاء مما أدى لتسلخ فخذيه) وتوجّه مخاطبًا الجماهير التي تجرأت توديعه:
"لأنّ معاوية طلب عدم مجالسته... وويل لمن يجالسه ، لا يكوننّ أحد منكم للمجرمين الظالمين ظهيرًا أو لأعمال الظلم مساعدًا أو أمينًا"...
وعند وصوله المدينة دعاه الخليفة إليه، متهما إيّاه بتذمّر الناس منه، فينفي هذ التهمة بردّه وقال بشجاعة وثبات:
- ليس في الشام كلّها من يتذمّر مني ويشكوني سوى عاملك وابن عمك معاوية وصحبه الذين يكنزون الذهب والفضة ويعبثون بحقوق الفقراء".
لاتطويع لقوى الحق
بعد فشل كل المحاولات لإسكاته يذكر المؤرخين: اليعقوبي وابن الأثير، وأبو هلال العسكري، والنيسابوري، وابن مسعود، أنّ عثمان قرر نفيه إلى الصحراء في الربذة فُمنع هناك من مغادرة بيته واتصال الناس به، ليموت وحيدًا (لينطبق فيه حديث الرسول - رحم الله أبا ذر، يمشي وحيدًا، يموت وحيدًا ويبعث وحيدًا). قبل موته أحسّ بغضب الجماهير على عثمان فتنبّأ بقرب الثورة عليه بقوله:
"بشّر أهل المدينة بغارة شعواء وحرب مذكار" ..
إنّ قصة معارضة " أبو ذرالغفاري " تقدم صورة بهية عن مواجهة وقوة ذاك الإنسان المؤمن النظيف حيث أتسع قلبه وعقله لتعرية الخصوم من رموز الفساد كان يقف بقوة حد الموت مع المحرومين والمعوزين، يحمل راية آمالهم وتطلعاتهم. كما سجل بصدق ووعي سيرة ملحمية لمناهضة استبداد السلطة، وقف ضد جشع الثروة من ناحية، وتبنى مواقف المعذبين في الارض وحقّهم في العدالة من ناحية أخرى . تعاظمت أفكاره وصارت توصف بالنهج الثوري الاشتراكي في مرحلة مبكرة من ظهور الإسلام ، استندت إلى الفكر الإسلامي ونهلت من مواقف الرسول وعلي بن أبي طالب وبقية الصحابة الأطهارورفض بقوة إعادة السيادة في عصر الإسلام لرموز الجاهلية من نسل الكفار ، لقد خلق بمواقفه الشجاعة الرأي القوي الذي تصدى به لقوى الفساد والرذيلة ، وقف ضد الظلم والاستغلال ...
أراء من المصادر
جمع كبير من الذين كتبوا عن مناقب وسيرة الغفاري قالوا ( أن الغفاري لم يكن داعية لنظرية محدّدة المعالم، وأنّه لم يكن من الممكن نجاحها، والإمبراطورية العربية تنتقل من مجتمع المشاعية إلى الطبقية، أي في مجتمع أصبح فيه الأغنياء يقتنون العبيد، يبنون القصور ويتسرّون - تزوج الغفاري، فقط واحدة، ولَم يأخذ السراري ولا العبيد) ، في تلك المرحلة كانت الدولة الإسلامية الفتية مشغولة بتأسيس التكوين الطبقي وظهرت طبقات أخذت بمقاليد الأمور في القيادة والترتيب ، تكون النظام الذي صار ضمن الدولة الأموية والعباسية نظامًا طبقيًا، تحميه الجيوش النظامية وأجهزة القمع والكبت" رغم حالة الوضع العام الذي وجد الغفاري نفسه فيه إلا أنه واجه ذلك التحدي من خلال الصلابة والشجاعة والتمسك بالموقف العادل الحق ، كان بمثابة الصوت المعبر عن المستضعفين حتى صار في أوساطهم الرمز الذي يقود طلائع المقهورين المتطلعين إلى العدل والحرية وهو النجم اللامع في مسيرة وفواصل المواجهة ضمن مسيرة التاريخ العربي الإسلامي ، تصفه الأبحاث وأغلب المصادر التي طالعتها على أنه نهض من حلبة إفقار الفقراء وإثراء الأغنياء، مبشّرا بالعدل بكلمات بسيطة إلّا أنّها قوية مطالبًا الأغنياء قمع جشعهم يحوّله إلى نصير كل مظلوم" ، أثبت بأعماله ومواقفه أنّ تغيير المجتمع في عصر الخليفة عثمان لا يُمكن تحقيقه إلّا بالممارسة العملية الثورية ضدّ القوى التي تسلبه حقّه ، صارع الغفاري هذه القوى وطالبها بالتغيير. وأكّد في معركة كفاحه ضدّها أنّ الدين يعني العدالة ، المساواة ورفض كل طغيان ، ويضيف أنّه قد سعى لتحقيق الجنة التي يتحدث عنها الدين على الأرض ، فيكون بموقفه هذا قد أعطى الدين بُعدًا واقعيًا وإنسانيًا لتحقيق سعادة الإنسان على الارض ونجد القيمة الثورية والفكرية ومنهج التعارض في مضمون قوله "عجبت للذي لا يجد قوتا في بيته لا يخرج إلى الناس شاهرا سيفه" فيها الموقف المحدّد والواضح أنّ هناك حالات يتطلّب حسمها باستعمال القوة كوسيلة لتحقيق أهداف وجودية سامية، وفي مقدّمتها مواجهة "الموت جوعًا". إنّ سيرته ومواقفه، تؤكّد أنّه كان داعية للعدالة الاجتماعية، فلقد ثابر في تصدّيه وتعنيفه السلطة الاستغلالية وأعوانها. لذا فإن دعوته الثورية لمواجهة بطش القوى المستغلة الأموية، كانت وستبقى بوصلة توجّه نضال الناس ضد قوى الطغيان والاستبداد في المجتمعات كافة . لقد كان راسخًا في الزهد ، والصدق والعلم، متمسكا باالحقّ، وآمن أنّ الوحدة خير من جليس السوء ، لقد قدم أبو ذَر، بمنفاه وبعذاب وحدته، احتجاجه، شهادة رائعة على رفضه تكديس الثروة ، وحبّه للعدل والإخاء ومؤازرته الفقراء ، إنّه صوت الحقّ والمعارض الشديد للظالمين ...
وقال ابن سعد في طبقاته أنّ رسول لله صَلَّى لله عليه وسلم ، قال لأبي ذرّ:
- إذا بلغ البِنَاءُ سَلْعًا فاخرج منها، ونحا بيده نحو الشام ، ولا أرى أمراءك يَدَعونَك!»
قال:
- يا رسول لله أفلا أقاتل مَن يحول بيني وبين أمرك؟
قال:
- لا...
قال :
- فما تأمرني؟
قال:
- اسْمَعْ واطِعْ ولو لعبدٍ حَبَشيّ.
ويضيف المصدر : " فلمّا كان ذلك خرج إلى الشام فكتب معاوية إلى عثمان: إنّ أبا ذرّ قد أفسد الناس بالشام، فبعث إليه عثمان فقدم عليه، ثمّ بعثوا أهله من بعده فوجدوا عنده كيسًا أو شيئًا فظنّوا أنّها دراهم، فقالوا: ما شاء لله! فإذا هي فلوس. فلمّا قدمَ المدينةَ قال له عثمان
- كُنْ عندي تغدو عليك وتروح اللّقاح،
- قال:
- لا حاجة لي في دنياكم، ثمّ قال: ائْذَنْ لي حتى أخرج إلى الرّبَذَة، فأذن له فخرج إلى الرّبذة وقد أقيمت الصلاةُ وعليها عبدٌ لعثمان حبشيّ فتأخّر فقال أبو ذرّ: تَقَدّمْ فصلّ فقد أُمِرْتُ أن أسْمَعَ وأطيعَ ولو لعبدٍ حَبشيّ فأنت عبد حبشيّ». وقال ابن العربي المعافري تعليقاً على هذه القصّة: «وأما نفيُه أبا ذرّ إلى الرَّبذة فلم يفعل، كان أبو ذر زاهدا، وكان يقرّع عمال عثمان، ويتلو عليهم {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، ويراهم يتسعون في المراكب والملابس حين وجدوا، فينكر ذلك عليهم، ويريد تفريق جميع ذلك من بين أيديهم، وهو غير لازم. قال ابن عمر وغيره من الصحابة: إن ما أديت زكاته فليس بكنز فوقع بين أبي ذر ومعاوية كلام بالشام فخرج إلى المدينة، فاجتمع إليه الناس، فجعل يسلك تلك الطرق، فقال له عثمان: لو اعتزلتَ. معناه: إنك على مذهب لا يصلح لمخالطة الناس، فإن للخلطة شروطاً وللعزلة مثلها ومن كان على طريقة أبي ذرّ فحاله يقتضي أن ينفرد بنفسه، أو يخالط ويسلِّم لكل أحد حاله مما ليس بحرام في الشريعة، فخرج إلى الرّبذة زاهداً فاضلا، وترك جلة فضلاء، وكل على خير وبركة وفضل، وحال أبي ذر أفضل، ولا تمكن لجميع الخلق، فلو كانوا عليها لهلكوا فسبحان مرتب المنازل»..
علي بن أبي طالب والمحنة الكبرى
كان علي بن أبي طالب في المسجد يستمع إلى أراء الناس كالقابض على الجمر وقد علم ان الخليفة محاصر في داره وقد مرت ثلاثة أيام لم يغادرها خوفا من بطش ثوار الأمصار به ، نهض من مجلسه وقرر التوجه لدار الخليفة وعندما تقابلا قال له بوضوح تام وهو ينصت له ....
" يتبع "