عمار البغدادي
كان اعلانا باهتا لم يحمل وهج التتويج وظهورا خائبا غاب عنه وشاح العنوان الرئيس الذي تحمله صحف الجمهورية عشية الاعلان عن ولادة عهد مختلف على انقاض ديكتاتورية مقيتة !.
احمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية .. وماذا اختلف عن عهد البعث العربي في 8 اذار 1963 او غداة سيطرة جناح الرئيس حافظ الاسد على مقاليد السلطة في سوريا عام 1971 فاعلن الرئيس ولاية ابدية يجددها كل اربع سنوات ؟.
احمد الشرع لايختلف عن اي رئيس عربي ولم يتميز عن زملائه السوريين الفرق الوحيد ان ولايته الانتقالية ان صدقت رواية المرحلة الانتقالية جرت تحت حراب المجموعات المتطرفة في هيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا المسكوت عنها في الخليج واسرائيل اما الولايات الرئاسية الاخرى فقد تمت تحت وهج الحديث عن فلسطين والتحرير والديمقراطية والثورة العربية !.
سذاجة الشرع قادته الى اول ظهور باللباس العسكري الذي ظهر فيه عشية استيلاء جماعته على دمشق وحمص وحلب وهي غلطة كان بامكانه تخطيها بحكم الالتزام الذي قطعة للسوريين ان عهد الثورة انتهى وان الشعب السوري من حقه ان يعود الى الدولة والمؤسسات والعيش الكريم !.
عودته الى اللباس العسكري تماما كعودة الضباط الاحرار السوريين الذين كانوا يتحدثون في الذكرى السنوية للانقلاب عن الثروة الوطنية واستثمار طاقات السوريين من اجل البناء والاعمار وتحسين الدخل وتطوير علاقات سوريا بمحيطها العربي والدولي وقد شهدت سوريا 90 انقلابا عسكريا حتى انقلاب حافظ الاسد عام 1970. انها عودة الى القوة العسكرية ضد المناوئين والمخالفين وهو مايجري حاليا ضد العلويين والشيعة وجيش النظام السوري السابق والمذابح التي جرت في اعناق السوريين في الساحل وحمص والحرب التي تقودها مليشياته ضد الاقليات الدينية وهي ذات الثقافة الداعشية التي قتلت الاقليات في العراق .
وانتقالية احمد الشرع هي ذاتها الانتقالية التي تم تصميمها في الغرف السرية بهيئة تحرير الشام وغرف الاستخبارات التركية والعربية .
انتقالية احمد الشرع ستستمر حتى عودة الاموية السياسية بجذورها التاريخية واشكالها السياسية وهي تصوغ هوية النظام السوري الجديد ففي مواجهة العراق الشيعي هنالك سوريا اموية تضرب الهويات الطائفية سيوفها في الحدود مع ان الحكومة العراقية كانت واضحة منذ اليوم الاول الذي شهد حلول الشرع في القصر الجمهوري بمنطقة المهاجرين حين اكدت ان شكل النظام في سوريا شان سوري واننا مع ان يقرر السوريون مصيرهم دون ضغط او تدخل من احد ومع علاقات متوازنة والاهم من ذلك مع حكومة سورية تضم كافة الفئات الاجتماعية والسياسية والدينية ومشارب وقوى المجتمع السوري الحديث .
لست متفائلا بهذه المرحلة لانها في التحليل استمرار لحال الجمود السياسي في الساحة السورية وعدم وجود حوار موضوعي حقيقي بين كافة القوى الوطنية السورية . لذلك نقول .. ان الاوضاع السورية ستبقى مؤجلة وقلقة وستشهد المزيد من التصادم والقلق والحروب الداخلية والمزيد من الدم والعدوان على المذاهب والاقليات والاديان وحالة من التسبب الامني حتى جلوس القوى السورية الحقيقية على طاولة الحوار لانتخاب دستور وحكومة انتقالية ليصار تاليا الى استقرار الحياة السورية بانتخابات عامة ينتخب فيها رئيس للجمهورية حقيقي نابع من ارادة السوريين وليس "نابعا" من بيئة المجموعات المتطرفة وسيوف الاموية الجديدة التي تبرد الان في اعناق الخصوم!.