الرسالة العشرون
28-تشرين الأول-2024

هدى القاتي

ما الذي يجعلني اتردد في كتابة رسالة جديدة اليك؟ هل هو شك أصاب العقل؟ الشك تذبذب، وأغلب الذين يعرفونني لا ينكرون استجابتي لبواطني، يصدّقون جرأتي. الجرأة استعداد لمواجهة القبول بالرفض، لشن معركة مع المُسَلّمات، للخروج الى العراء والحرِّ. أحيانا كثيرة تشير لي النساء بهز رؤوسهن فاطمئن عليهن. لكن عندما أبتعد عن انظارهن يضعن أصابعهن في حلقي.
المرأة تخاف من الصوت الذي يشبه صمتها. تظنه شبحاً يتلبس بها فتضربه بمنكبيها وبكلام مضاد، ثم تخنقه. العيش في الكهوف يبرر الاعتقاد بالشعوذة والأسر. نساء كثيرات ما زلن يعشن بأفكارهن في كهوف الانسان الكرومانيوني،يظنُّنَ أن للحيوانات التي يرسمن صورها على جدران مخيلتهن قدرات سحرية تمتلكها لحمايتهن من الضباع والأسود والدببة. الكثير من الرجال يظنون ذلك أيضا عندما يشاركوهنَّ الخوف.
تغريني قمم الجبال، لذا لست مثل اللواتي يتساءلن عن افعالهن وتصرفاتهن.إن قرّرتُانجز، وإن انجزت اتمم، وان اتممت أرضى. الرّضا لا يعني أن الوصول حدائق وانهار واطيار. أن أرضى يعني أن اكون حرة، أي أن تكون مساحة ذراعي كافية لاحتضان العالم، أن لا اسْتجرّ صدى الأوهام. قد أثير خلفي تراب من سبقني وانا أسير في براري المعتقدات. قد لا اتقيد بخطواتهم. أقدامنا تختلف احجامها. الطرق تترك آثارها على قياس أقدام من سار فوقها حتى وان كان هدف الوصول واحدًا. لم نحدد أنا وانت الى الآن هدف وصولنا!نعم، أحب أن أختبر الاحجار طوال المسافة التي أقطعها مع خياراتي على أرض يابسة أو مرتفعة. لا يهم ان تأخرت او تقدمت في الطريق نحو نتيجة ما. لكن يزعجني ان يكون هدف ذلك خفي. يصبح اي خيار مرتعًا للشك.
تلك المكابرة في كلماتك التي لم تقلها طرق مقطوعة وفي كلماتك التي قلتها ولكن بحذر طرق متشعبة. أعرف بأنك تحاول، تحاول جادا في جعلي أصل اليك وأنت تختصر الوقت في الجهة السالكة المؤدّية الى قلبي، وتشحن خيالي بدل العواطف الحقيقية حين تختصر الجهد في اسعادي بذلك. أقول:"هو لا يعرف بأن الأثير في هذا النبع الافتراضي يخفّض من حرارة الحب. اذا كان اهتزاز المشاعر متأخرا او ناضبا في الحب نفقد احساسنا بالزمن لان الحب حدس ينساب دون رقم يحدد درجات توتره أو قياس طوله أو شدة ارتفاعه صعودا اونزولا".
ما الذي يجعلني حبيسة الوقت؟ شيء ما يسيطر على تفكيري ويمنعني من رمي أكياس اللغة تحت انظارك مجددا، وانا أسير على حافة رقيقة تسمى الكبرياء، تبدو فيها درجة حرارتي مرتفعة جدا وانا اكتب هذه الرسالة.
اللغة بقايا هدم لحوائط الافكار القديمة واسمنت مسلح لأسس جديدة في علاقة بصدد البناء. ليت هذا الدوار يخف عنّي وانا أثبّت الرخام الذي على واجهة لغتك كي لا تجد ذريعة لتبتعد بها عن هذا الضيق الذي يحيط بمشاعري وسط فوضى الحصى والحديد في مساحتي التي اتوجه بها اليك. اعتقد ان لدينا العديد من المشتركات. كلما حاولت ان اجعل منها مصابيح ملونة، تنسحب من أمامي لتقطع الضوء. لماذا لم تترك هذه العلاقة تلعب دورها التنويري،ولم تخلق اشتباكا فكريا فيها مع القضايا الملحة بيننا؟
رغم ما يجمعنا، جعلتني أشعر بأن عواطفك اوليغارشية متنفذة لا تلتزم بقوانين الحب. ما الذي يمنع هذه العلاقة من أن توفر لعقلي ثباته ولقلبي طمأنينته ولجسدي شهوته؟ يبدو أن البحث عن جودة العلاقة متعب اكثر من البحث عن الحب نفسه!
ليس علينا أن نكون عبيدا حتى في الحب. على الحب أن يكون ثائرا اذن. عليه ان ينتصر لنداءات العقل ليكسر الخوفويتغلب على بطش الاعتقادات الجائرة. الحزن ليس سيئا أن غلّفت به قلبي وأقمت طقوسه. التأمل والتخلي عن التاريخ الشخصي يلعبان دورًا محوريًا في تحرير الشكوك.
ما الذي يمنعني من أن اكون حاسمة وألصق الهجر بأطراف الحزنوانهي هذا الرضوخ؟ ليكن الثأر يا كارل بروكلمان.لا يهم! انك تعلم بأن التاريخ البشري مزور والحاضر أيضا. الحقائق تخدم دائما السلطة الاقوى اذا كتبت بالسيف وقطع الرؤوس. ستدرك بأن آلافا مازالوا في عصرنا أمثال يزيد يقتلون معارضيهم وأشرافهم بدم بارد ويحزنون عميقا بعد ذلك،وتَنْكر أو تَمْكر. العدو الحقيقي داخلنا نحن. لكنك يا كارل لن تخبرنا عن ذلك.
انتهت الرسالة بتاريخ 1/10/2022، في الساعة 11:44 صباحا بتوقيت تونس.

النزاهة تحقق في التسجيل الصوتي المنسوب لكبير مستشاري السوداني
11-تشرين الثاني-2024
إجراءات أمنية وعسكرية لضبط الحدود مع دول الجوار
11-تشرين الثاني-2024
4 آلاف حالة لاستخدام مواد كيميائية في حرب روسيا وأوكرانيا
11-تشرين الثاني-2024
نائبان: الصفقات السياسية تمنعنا من ممارسة دورنا
11-تشرين الثاني-2024
تحذيرات من الموافقة على نقل «حماس» الى العراق
11-تشرين الثاني-2024
ركود يضرب سوق العقارات في العراق
11-تشرين الثاني-2024
الصحة: شمول 3 ملايين شخص بالضمان الصحي في العام المقبل
11-تشرين الثاني-2024
الكهرباء تضع خطة لضمان استقرار التجهيز الكهربائي قبيل موجة الامطار المتوقعة
11-تشرين الثاني-2024
سعر البيتكوين يتخطى حاجز الـ 81 ألف دولار
11-تشرين الثاني-2024
الزراعة: تجاوزنا مرحلة ارتفاع اسعار الخضار واللحوم في العراق
11-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech