بغداد – وكالات
ظلت أسعار النفط قرب أدنى مستوى لها خلال أسبوعين بعد يوم من خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عامي 2024 و2025، ووسط مخاوف إزاء الطلب في الصين.
وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" 49 سنتاً أو 0.68 في المئة إلى 72.38 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 48 سنتاً أو 0.70 في المئة إلى 68.60 دولار.
وقال محللون لدى "أي أن زد" في مذكرة "ارتفعت أسعار النفط الخام قليلاً، إذ فاق تأثير شح المعروض في السوق الفعلية مخاوف هبوط الطلب، وكانت تداولات السوق الفعلية نشطة على وجه الخصوص مع شراء أية شحنات متاحة بسرعة".
انخفاض الطلب وتراجعه في الصين
لكن التوقعات بانخفاض الطلب وتراجعه في الصين وهي مستهلك رئيس لا تزال تؤثر في معنويات المستثمرين وأسعار النفط الخام.
ومن جهته، قال المحلل البارز في "أكس أم" شارالامبوس بيسوروس إن أسعار النفط انخفضت بشدة خلال الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع الدولار بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وضعف جهود تحفيز الاقتصاد في الصين وخفض "أوبك" توقعاتها للطلب.
وأضاف "كل هذه التطورات تبقي على الأخطار المحيطة بأسعار النفط وتجعلها تميل نحو الانخفاض، مما يشير إلى أن خام "غرب تكساس" الوسيط قد ينخفض قريباً إلى أدنى مستوى له خلال سبتمبر (أيلول) الماضي عند نحو 65.70 دولار".
"أوبك" تخفض توقعاتها لنمو الطلب
وخفضت "أوبك" أمس الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للعامين الحالي والمقبل مُرجعة ذلك إلى ضعف الطلب في الصين والهند ودول أخرى، وهذه هي رابع مراجعة بالخفض على التوالي للمنظمة للعام الحالي.
وارتفعت أسعار النفط 0.1 في المئة عند التسوية أمس عقب هذه الأنباء بعد أن هبطت بنحو خمسة في المئة خلال الجلستين السابقتين.
وخفضت "أوبك" أيضاً تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2025 إلى 1.54 مليون برميل يومياً من 1.64 مليون برميل يومياً.
وعلى جانب العرض، قال بنك "باركليز" إن الأسواق ربما تظل متأثرة باضطراب الإمدادات من إيران أو مزيد من التصعيد بينها وإسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى أن مرشح ترمب المتوقع لتولي وزارة الخارجية هو السيناتور ماركو روبيو المعروف بموقفه المتشدد تجاه إيران والصين وكوبا، ومن الممكن أن يؤدي فرض عقوبات أكثر صرامة على طهران إلى اضطراب إمدادات النفط العالمية، في حين قد يؤدي اتباع نهج أكثر صرامة تجاه الصين إلى إضعاف الطلب على النفط.
61 مليار دولار تستثمر سنويا في إنتاج النفط والغاز
وفي سياق قريب الصلة، وصل إنتاج الهيدروكربونات في قطاع النفط والغاز إلى رقمه القياسي المطلق خلال عام 2023، مع استثمار بمعدل 61.1 مليار دولار على مدى ثلاثة أعوام في التنقيب عن آبار، وفق تقرير أصدرته منظمة "أورغوالد" غير الحكومية.
وكشف عن التقرير الذي نشر أمس الثلاثاء أثناء وقت يجتمع خلاله العالم في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 29" داخل باكو عاصمة أذربيجان، مع قضية حاسمة ترتبط بمساعي بلوغ اتفاق على هدف جديد للمساعدات المالية ينبغي للدول المتقدمة تقديمها إلى البلدان النامية لضمان تحولها البيئي والتكيف مع تغير المناخ.
وينفق القطاع سنوياً في المعدل "61.1 مليار دولار للتنقيب" عن الغاز والنفط وهو مبلغ قارنته المنظمة غير الحكومية مع المساعدات المالية للدول الأكثر ضعفاً المتضررة من الاحترار المناخي، قائلة إن "زعماء العالم تعهدوا دفع مبلغ زهيد قدره 702 مليون دولار" تعويضاً عن "الخسائر والأضرار" في هذه البلدان.
يتوافق مبلغ 61.1 مليار دولار من الإنفاق على الاستكشاف مع معدل سنوي على أساس الأعوام الثلاثة الماضية (2022-2024)، وفق منظمة "أورغوالد" التي تنشر قاعدة بياناتها العامة.
واستناداً إلى بيانات من شركات تحليل متخصصة، تحدد هذه "القائمة" 1769 شركة نشطة في صناعة النفط والغاز تغطي 95 في المئة من إنتاج الهيدروكربونات في العالم، وفق المنظمة.