انحسار الأمية في العراق يعكسه تزايد الإقبال على المكتبات العمومية
5-شباط-2024

بغداد - العالم
لم تكن شيماء أحمد، (33 عاماً) تعلم أن دخولها إحدى المكتبات يوماً، سيقلب حياتها رأساً على عقب، شيماء التي لم تستطع بسبب الظروف إكمال دراستها الابتدائية، حتى أنها كانت بالكاد تستطيع قراءة سطر واحد، أكدت أن شكل الكتب ورائحتهن على نافذة إحدى المكتبات، سحبوا قلبها بشكل تدريجي لتجد نفسها في ندوة أدبية داخل المكتبة وهي تناقش رواية “يا مريم” للروائي سنان إنطون، ثم بدأت رحلتها الجديدة.
تشهد المكتبات في بغداد والمحافظات، في الفترة الأخيرة إقبالا على إقامة الندوات والورش الثقافية والأدبية، بشكل أسبوعي أو شهري، تمنح انطباعا مدهشا برواج الثقافة في البلاد، وانحسار واضح للأمية وفقر القراءة والتعليم. وشيماء التي كانت لا تقرأ بشكل جيد، ساعدتها، وبشكل عفوي وغير مباشر، إحدى المكتبات، على العودة إلى القراءة والتعليم.
توضح شيماء بحديثها لوكالة الأنباء العراقية، أنها: “حينما دخلت المكتبة التي كانت في أحد شوارع بغداد المكتظة بالأسواق، وجدت أحد الأشخاص وهو يقرأ مقطعاً من الرواية، انبهرت به، ثم سلمت أذنها كلياً للاستماع لأحاديث الحاضرين حول الرواية وفكرتها”.
تكمل بحديثها: “بكيت عند عودتي لأنني لم أقرأ يوماً ولم أدرك معنى وأهمية القراءة في الحياة، مذ ذلك اليوم عملت على أخذ دورات تقوية في الدراسة، واجتازت امتحانات السادس الابتدائي الخارجي، ثم المتوسطة، وها هي اليوم تستعد لخوض امتحانات السادس الإعدادي”.
وأضافت أن “تلك التجمعات الثقافية تستهوي الشباب، حيث يشارك فيها الكثير منهم، إنهم يتحدثون عن الكتب والروايات وحتى الفلسفة بحماسة وشغف، يمنحون بعضهم البعض المعلومة الجديدة والثقافة الحرة”.
بدوره، قال صاحب مكتبة ودار نشر، علي جبار لوكالة الأنباء العراقية إن “المكتبة تقدم الكثير من النشاطات منذ عشر سنوات، ومنها جلسات نادي قراءة للكبار وللأطفال”، مبيناً أن “المكتبة تقيم وبشكل دوري جلسات ثقافية للحديث عن الكتب وأيضاً تطبعها، وتروج للشخصيات التي تستحق الاهتمام مثل الكاتبة سارة فارس، وهي مصابة بشلل رباعي، ولكنها كاتبة مميزة حيث قامت (عراقي بوكش) بتبني كتابتها، وتابعت معها لمدة ست سنوات حتى اكتمل الكتاب وتمت طباعته والاحتفاء به بحفل توقيع”.
وتابع: “أحياناً، تختار المكتبة مجموعة كتب ويتم نقاشها بدون ترتيب. وأحياناً، يتم التركيز على اختيار موضوع محدد، سيتم من خلاله اقتناء الكتب التي تتعلق به، بالعادة يتم طرح أسئلة في مجموعة (عراقي بوكش) في فيسبوك، ومن ثم تُحدد المواضيع. وفي مرات أخرى، يكون الموضوع هو الأثر القائم الذي يفرض نفسه. قدمت آخر جلسة عن فلسطين، حيث تمت مناقشة بعض أهم أسماء الروايات والقصص التي تحدثت عن القضية الفلسطينية، النادي يتمتع بحرية مطلقة”.
ولفت إلى أنه: “ليس هناك توقيتات محددة، نحدد التاريخ بعد مشاورة الجمهور وحسب ما يناسب، وأيضاً نأخذ بعين الاعتبار الظروف العامة، كما أن كثير من الشخصيات المهمة شاركت فيها”.
وبين أن “تفاعل الجمهور وحماسه كان وما زال كبيرا جداً، حتى أنه يسبب مشكلة عند حجز القاعة، لأن العدد يكون كبيراً. وهو ما يجعل المكتبة أحياناً، تضع محددات، لئلا يأتي الجمهور ولا يجد مكاناً”، مضيفاً أنه: “في إحدى الجلسات اضطررت أن أقسم الفعاليات، لأن الجمهور كان أكبر من طاقة القاعة رغم أنها كبيرة، ووصل حينها لما يقارب 700 شخص”.
وأوضح جبار أن “الذي يفضله الجمهور عادة ويجعله قريباً من المكتبة والكتب أكثر هو الروح الشبابية التي تدير المكتبة، حيث يعمل الإطار المشرف على فهم طموح الجمهور وحبهم للإدلاء بالآراء المتنوعة حتى في ما يخص الثقافة والحياة”، مؤكداً أن “مكتبته طبعت الكثير من الإصدارات التي كتبها الأطفال بأنفسهم، وأن “الجمهور في كل مكان وزمان يتأثر بما يراه، لذلك إذا تم تقديم نموذج حقيقي وجاذب لهم، سيهتمون بالكتب”.
من جانبه، بين الشاعر سعد محمد لوكالة الأنباء العراقية أن “الحركة الثقافية شهدت في الآونة الأخيرة نهضة نسبية في ما يخص النشاطات الأدبية والثقافية، وهذه النهضة واكبها انتشار ملحوظ لمعارض الكتب التي تقام بشكل دوري على مدار السنة، ما أتاح ظهور دور النشر والمكتبات”.
وأضاف أنه “ولكي تزيد المكتبات من فاعليتها دمجت نفسها في المجتمع عن طريق ابتداع المقاهي الثقافية كمقهى (گهوة وكتاب) في بغداد، ومقهى (ملتقى الكتاب) في الموصل وغيرها. وتناولت هذه الأماكن الأدب العربي بوصفه مثالاً حياً، عن طريق إقامة ندوات تستضيف من خلالها شخصيات أدبية بوصفهم شعراء وروائيين وقصاصين للاحتفاء بهم، وتقديم مؤلفاتهم وتوقيعها للحضور”.
ويؤكد سعد محمد، أن “هذه الظاهرة أذابت كثيراً من الحواجز بين المؤلف والقارئ ما دفع روّاد هذه المقاهي للقراءة والتلقي المعرفي والأدبي ، فضلاً عن المكتبات التابعة للجامعات والمؤسسات التعليمية التي أخذت تستضيف الأدباء للتعريف بمنجزهم الأدبي، ومعارض الكتب التي أصبحت تقيم ندوات ثقافية على هوامش المعارض سعياً منها لبعث الروح داخل هذه النشاطات”.

خسارة هنا مكسب هناك صفقة هيلاري في الحياة والحب والحرية
26-أيلول-2024
«براد بيت مزيف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين
25-أيلول-2024
الرسالة الرابعة
25-أيلول-2024
الامم المتحدة: لا بد من ازالة الصهيونية!
25-أيلول-2024
انتحار نجمة تيك توك «كوبرا أيكوت» وسط صدمة متابعيها
25-أيلول-2024
جبار جودي أمين عام مساعد للاتحاد العام للفنانين العرب
25-أيلول-2024
حقي الشبلي.. عميد المسرح العراقي
25-أيلول-2024
تحذيرات من استخدام اسرائيل للمسيرات لاغتيال قادة المقاومة
24-أيلول-2024
اجراءات قانونية مشددة ضد حركات «دينية» شاذة
24-أيلول-2024
نقيب الصحفيين العراقيين يتلقى رسالة شكر من الامين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية
24-أيلول-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech