براءة مشكوك فيها
18-تشرين الثاني-2024

عامر بدر حسون
لا اتبرأ من حزب او عشيرة او طائفة سُجلتُ سياسيا او اجتماعيا باسمها منذ الولادة.
بل ازعم اني طالما حاولت التسلل منها، لأعيش كفرد خارج الاحزاب والعشائر والطوائف. وهو زعم، لو تعلمون عظيم.
زعم فيه ادعاء كبير ومكابرة وانكار، إذ طالما امسكت بنفسي متلبسا بهذا الانتماء او ذاك دون قصد او تعمد في كثير من المواقف ومنعطفات الحياة.
والذين حاولوا التسلل والعيش خارج هذه المنظومات (التي تسمى منظومات ما قبل الدولة) يدركون صعوبة هذا الامر وسيطرة هذه العناصر على تصرفاتهم وطرق تفكيرهم في الوعي واللاوعي.
ولان ملامح "المواطنة"، البديلة عن كل تلك الانتماءات، لم تتشكل في حياتنا الا كأمنية او حلم، فان التعويل كل التعويل على جيل واخر كي ينجزوا عملية التحرر والانعتاق الكبرى.
وكان لا بد لي من انتماء (فانا عراقي واعيش في العراق).
وعلى هذا بدأت البحث عن كتلة بشرية انتمي لها واتخلص من خلالها من كل اشكال الانتماء المفروضة علي.
وتذكرت في بحثي اننا، كنا في ايام طفولتنا وشبابنا، نهرب لا شعوريا من الانتماءات المفروضة علينا الى منظومات بديلة:
منظومة تؤيد عبد الحليم حافظ واخرى تؤيد فريد الاطرش، او ننقسم ونتكتل في منظومة تؤيد فرقا رياضية في المدينة او البلد.. وهكذا.
وقد فوجئت بغياب تلك المنظومات او تغيرها كثيرا عند عودتي للعراق.
وذات يوم اوقفت سائق التكسي لأتابع واصور مجموعة من الشباب وهم يحملون نعشا ويرقصون حوله في مسيرة مبهجة وغريبة.. وفهمت منه انهم كانوا يشيعون فريق برشلونة او ريال مدريد ابتهاجا بخسارته، وقررت الانتماء لاحدهما.
لكنني، فهمت فيما بعد، ان الانتماءات البرشلونية او المدريدية ليست بريئة، وانها قد تحمل، احيانا، انتماء سريا او خفيا قد يكون طائفيا او شيئ من هذا القبيل!
وبحثت، قبل سنوات، في احصاءات وزارة التخطيط عن منظومة اريد الانتماء اليها وكانت هي منظومة من سجلت تواريخ ميلادهم مثلي في (1-7 – 1950).. وهو انتماء جربته في الحياة اليومية فوجدته مريحا بشكل غريب وغير متوقع.
ووجدت ان مواليد منتصف القرن العشرين لم يبق منهم على قيد الحياة الا اقل من مئة الف، وحسب تقديري فان عددهم الان لا يبلغ الخمسين الفا في العراق كله.
وقلت ساعلن ان انتمائي الاساسي الذي سادافع عنه هو مواليد منتصف القرن، وقد جربت من حديثي معهم سواء كانوا اطباء او سواق تكسي او اصحاب دكانين وغيرهم (واستثني المثقفين منهم) ان التواصل معهم يتم بسلاسة طالما افتقدتها منذ عودتي للعراق.
فنحن نحمل ذاكرة واحدة ولا نحتاج الى جهد في ايضاح اي حدث عند احاديثنا عنه ولم نكن نتعب في اختيار ما يناسبنا سواء كان الاختيار لأغنية او لنمط الاطعمة او للتعبير عن دردمتنا وضيقنا بظاهرة حديثة.
والى هؤلاء اعلن انتمائي البديل عن انتمائي الحزبي والطائفي والقومي. ومواليد منتصف القرن العشرين قصة لم تكتب بعد.. وهو ما سأحاول القيام به في منشورات قادمة، كأي داعية "عقائدي" مؤمن بقضية جماعته.
لكن ما اشك فيه هو تصديق الاخرين ببراءتي من انتماءاتي القديمة، وانني صرت صاحب قضية مختلفة.

لبنان عند ساعة تغيير الدول
4-كانون الأول-2024
مسعد بولس.. نسيب ترامب ورسوله إلى الشرق الأوسط
4-كانون الأول-2024
عودة التوترات في سوريا ليست مجرد تصعيد عابر
4-كانون الأول-2024
صلاح ينافس 5 مرشحين على جائزة لاعب الشهر في إنجلترا
4-كانون الأول-2024
الكشف عن موعد منافسات بطولة العالم برفع الاثقال في البحرين
4-كانون الأول-2024
هيبة الكلمة تتالق في ... مهرجان (گه لاويژ)الـ 27الثقافي في السليمانية
4-كانون الأول-2024
الزراعة النيابية تبحث في وارسو آليات دعم المشاريع الاستثمارية
4-كانون الأول-2024
ائتلاف المالكي يرفض تمرير «العفو العام» بصيغته الحالية وتقدم يرد: اتفاق سياسي
4-كانون الأول-2024
شتاء العدم... تأثير «النووي» في الصحة والبيئة والمناخ
4-كانون الأول-2024
قيادي بحشد الدفاع: 3 ألوية من «المقاومة العراقية» تقاتل في سوريا
4-كانون الأول-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech