عزيز ملا هذال
جميع البشر دونما اسثثناء يحبون المال فهو زينة الحياة الدنيا واحد ابواب الراحة فيها ولاجل جمعه يدفع الانسان عمره في العمل والكسب، فما من انسان الا ولديه رغبة في الحصول على الاموال التي تجعله يعيش بكرامة من دون الحاجة الى الاخرين والامر في هذه الحدود طبيعي جداً، لكن الغير طبيعي وربما لا يسمع به الكثير من الناس ان هناك فئة من البشر تخاف من انفاق المال وهذه الحالة النفسية تعرف بـ(رهاب المال) او (الكرماتوفوبيا)، ما هو هذا الرهاب؟، وكيف يمكن معالجته والحد من تأثيره؟
يمكننا ان نعرف فوبيا المال بأنه حاله نفسية ينتج عنها خوف مرضي مبالغ فيه من التعامل مع المال سيما مع إنفاقه، مما يجعل الانسان اسر الاموال وغير متنع بها رغم امتلاكه لكم كبير منها، ويعرف ايضاً على أنه الخوف من إنفاق الأموال على أي شيء حتى عندما يتعلق الأمر بتغطية الاحتياجات الأساسية مثل المأكل أو الملبس.
هذا الرهاب يجعل الإنسان غير قادر على الاستمتاع بماله، ويعيش حالة رعب دائمة من التعامل مع المال، يصل الأمر بالبعض إلى الإحجام عن صرفه على الاحتياجات الضرورية، مثل تسديد الديون حتى لو كان قادرا على ذلك فقد تفزعه رسالة نصية عبر هاتفه قد تفيد بخصم مبلغ من حسابه، ولا يستطيع هذا النوع من الناس النظر في كشف حسابه المصرفي خوفا مما سيجده، وقد يحدث العكس عند البعض فتجده يحسب أمواله بشكل متكرر.
عن الطريق المزاح كثيراً ما نسمع عبارة ان فلان يخاف ان يمد يده الى جيبه للاشارة الى الانسان البخيل الذي يبتعد عن الانفاق حتى على نفسه سواء كان المبلغ كبير او صغير، ومهما كانت المناسبة، في البداية كنا نستخدم العبارة بطريقة عفوية جداً لكن مع ابحرنا في بحار علم النفس والتربية وجدنا انه خوف فعلي يطال الكثير من الناس ويبعدهم عن مسار الحياة الطبيعي، مما يجعلهم مقصرين بحق الاخرين وبحق عوائلهم وانفسهم وما اكثرهم وفي جميع المجتمعات وبكافة الاعمار على اختلاف الاجناس البشرية.
الاسباب:
ثمة احتمالات قد تكون اسباب حقيقة لظهور هذا الخوف المرضي على الانسان واهم هذه الاسباب المحتملة ما يلي:
احد الاسباب هو احتمالية اصابة الفرد بصدمة انفعالية لها صلة بالمال عانى منها الفرد، كإفلاس عائلته الثرية على سبيل المثال، والسبب الاخر هو الثراء المفاجئ بعد معاناة من الفقر والحرمان فهو كمن يعيش حلماً غير مصدق بأنه حقيقي فيعيش حالة من الذعر من فقدان ماله، واحد اهم الاسباب هو ان الانسان قد ورث البخل من ابويه وهو يتعامل مع الامر كما كان يراهم ويعتقد عن الانفاق يبدد الثروة ويصل بصاحبها الى الافلاس.
ويمكن ان يكون احد الاسباب التي تؤدي الى الخوف من الانفاق هو المشاعر التي تكون عبارة ميكانزم دفاع وحماية للأنا من خطر حقيقي في باطن اللا شعور لا يقوى الفرد على مواجهته مثلا يخاف الانسان من زوال ماله الذي يهدد وجوده بالزوال فلا ينفق امواله لهذا الغرض، هذه ابرز الاسباب التي تجعل الفرد مصاب بفوبيا المال.
كيف نزيل هذه المخاوف؟
ابرز العلاجات الناجعة لهذه الحالة المرضية هو العلاج السلوكي المعرفي الذي يمكن للمعالج الذكي عبره ان يحول بوصلة تفكير المريض من الحرص الشديد الذي يمنع من الانفاق الى الانفاق بصورة طبيعية بأستخدام استرتيجات الاقناع النفسي، وهذه الطريقة هي من اعقد الطرق لكنها اكثرها اثر لانها تعتمد على الاقناع وليس القمع الذي يعود بعده الفعل بمجرد ان يزول.
ثاني انواع العلاجات هو العلاج بالتعرض، يتضمن هذا النوع من العلاج تعريض الأشخاص تدريجياً للموقف المخيف ومساعدتهم على تطوير مهارات التأقلم التي يحتاجون إليها للتعامل معها وبمرور الوقت تزال المخاوف ويعود الانسان آمناً كما كان من ذي قبل وبهاتين الطريقيتن يمكن ان نتخلص من اعباء هذه المخاوف ونغادر اثارها المرهقة للنفس.
