دخل العراق في حالة التعبئة الشعبية والرسمية في كافة المجالات، وذلك بعد مرور ساعة واحدة من نداء المرجعية الدينية العليا في النجف، التي دعت في بيان عصر يوم الاثنين الى مساندة الشعب اللبناني بكل جهد ممكن لردع العدوان، والقيام بما يساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية، مع التأكيد على أن الجبهات تنقسم ما بين جبهة الكيان المغتصب وجبهة المقاومين الأبطال.
ومن هنا ينبغي أن تتضح الاصطفافات وطبيعة الانحيازات، التي يتطلب أن تكون، باعتبار أن الحرب الدائرة حالياً داخل الأراضي الفلسطينية وما حولها لا تتحمل أسئلة بلا أجوبة، ولا حتى مواقف متوارية خلف العناوين التجارية المعتادة في السياسة، وعلى رأس ذلك الخداع الذي يجري الترويج له تحت يافطة (الحيادية) في الخطاب الإعلامي.
ولهذا صدرت مبادرات عراقية عديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، من مؤسسات خاصة ورسمية، تتقدمهم شبكة الإعلام العراقي ومجلس أمنائها، وهيئة الإعلام والاتصالات، حيث تشكلت تحت هذه المبادرة جبهة إعلامية عراقية ساندة، انطلقت من الانحياز التام لجبهة المقاومة في التغطيات وصياغة الاخبار وإدارة الحوارات والبرامج السياسية، على مدار أوقات البث.
ولعل الجبهة الإعلامية العراقية الساندة سترتبط مع جبهة سياسية ساندة وجبهة اقتصادية، وهو ما سيرفع مستوى التعبئة العراقية إلى أعلى درجة، الأمر الذي ظهر بشكل واضح من خلال حملات التبرع والتشجيع على تقديم المساعدات، لوحظ ذلك أيضاً في المساعي التي قادتها العتبات والمواكب والجمعيات والميسورين من أهل الخير.
وباختصار شديد .. لاشك من كون القضية الفلسطينية بالنسبة للعراقيين قضية أخلاقية، وقضية داخلية وليست خارجية، وهي قضية موروثة عن الآباء والأجداد، وتُعد أكبر تحديات الأمن القومي العراقي، لكون العراق ومنذ عام 1948 يضع الكيان الصهيوني على رأس الأعداء في عقيدته العسكرية والسياسية، سيما وأن هذا الكيان صار يتمادى في أطماعه وإجرامه للدرجة التي تهدد أمن وحياة ووجود اللبنانين.