احمد مصطفى
يقاس تقدم اقتصاد الأمم بتراكم الثروات، وفي البلدان الرأسمالية تعد ثروة البلد مجموع الثروات الشخصية للأفراد وليس فقط ثروة الدولة، ولأن الولايات المتحدة لديها أكبر اقتصاد في العالم فطبيعي أن يكون بها أكبر عدد من الأفراد مراكمي الثروات، لذا تجد في أميركا النسبة الأكبر من المليارديرات في العالم، وغالباً ما يكون أغنى شخص في العالم أميركياً.
وعلى رغم أن ثروة مليارديرات أميركا مجتمعين تتجاوز حجم اقتصادات دول متوسطة في العالم بكثير، فإن الأهم هو العدد الهائل من أصحاب الملايين وليس المليارات، ففي النهاية عدد المليارديرات محدود، ومهما كان حجم ثرواتهم فلا يشكل التراكم الكبير في الاقتصاد الذي يشكله أصحاب الملايين. وفي الولايات المتحدة أكبر عدد من المليونيرات في العالم، وتحديداً بنسبة عددهم إلى عدد السكان، وتشكل ثرواتهم العماد الأساس لقوة الاقتصاد الأميركي.
بحسب دراسة لبنك "كريدي سويس" عام 2021، يوجد في الولايات المتحدة أكثر من 22 مليون مليونير، أي تتجاوز ثروة الواحد منهم مليون دولار، ويمثل هؤلاء نسبة تزيد على 6.6 في المئة من سكان أميركا الذين يزيد عددهم على 333 مليون نسمة، يمثلون أكثر من 4.5 في المئة من سكان الكرة الأرضية.
كيف أصبحوا مليونيرات؟
الشائع عن المليونيرات، كما في أفلام السينما ودراما التلفزيون، أنهم كالمشاهير الذين تتميز حياتهم بالبذخ من سيارات فارهة وملابس فاخرة والإقامة في بيوت كالقصور، والذهاب إلى مطاعم حصرية لا يقدر على أسعار الأكل فيها العامة من الناس، لكن الواقع أن ملايين المليونيرات في أميركا هم من الطبقة العاملة من الموظفين والمهنيين في الغالب، أو أصحاب المشروعات الصغيرة ويسكنون في بيوت مثل الطبقة المتوسطة، حتى إن جارك قد يكون مليونيراً ولا تعرف ذلك من مظاهر حياته التي تبدو عادية. لمعرفة كيف أصبح هؤلاء مليونيرات، استضافت شبكة "سي أن بي سي" مقدم برامج الإذاعة الشهير ومؤلف كتاب "المليونير العادي" كريس هوغان ليقدم حلقة عن المليونيرات، وطريقة تراكم ثرواتهم. درس هوغان حالة 10 آلاف مليونير واستطلع آراءهم وقارنها بشرائح عادية من السكان ليخلص إلى أن هؤلاء المليونيرات، وغالبهم يعمل ويكدح ويدخر مثل الغالبية العظمى من السكان، ويتبعون خمسة تصرفات تمكنهم من مراكمة ثروتهم. على عكس الاعتقاد الشائع، يقول هوغان عن هؤلاء المليونيرات، إن "هؤلاء أناس عاديون، يعملون ويكدحون مثل غالب الناس، وليسوا ممن يهتمون بالمظاهر، والغالبية العظمى من ملايين المليونيرات الأميركيين راكموا ثرواتهم بمرور الوقت وعلى مدى سنوات عبر اتخاذ القرارات الصحيحة في حياتهم".
ترى نسبة 97 في المئة من هؤلاء المليونيرات الذين شملتهم الدراسة أنهم يتحكمون في مصيرهم، مقابل نسبة 55 في المئة فقط من السكان الذين يرون ذلك، ويعني ذلك ببساطة أنهم لا يتركون شيئاً لتصرف "الظروف" أو يلقون بتبعات الأمور على "الأوضاع"، إنما يقررون ما يفعلون ويلتزمون به.
5 خصال مهمة
أهم الخصال التي تميز سلوك المليونير هي أمور يمكن لأي شخص الالتزام بها، بغض النظر عن عمله ومستوى دخله وظروف معيشته، والسمة العامة لتلك الخصال هي المعرفة السليمة وطريقة التفكير المنطقية واتخاذ القرارات الصحيحة والالتزام بها بدقة.
وأول تلك الخصال هي أن يدرك المرء أنه يتحكم بمصيره ولا يلقي اللائمة على أي عوامل خارج إرادته، والغالبية العظمى إن لم يكن كل المليونيرات، يتميزون بذلك على عكس الوضع بالنسبة لبقية الناس الذين يدرك نصفهم تقريباً فقط ذلك.
قد تندهش إذا عرفت أن غالب المليونيرات لا يوفرون طريقة لتقليص الإنفاق، وفي المحصلة لا تجد مليونيراً يعيش بأكثر من دخله، فنسبة 94 في المئة من المليونيرات ينفقون أقل مما يكسبون.