أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
27-أيار-2024

(الحلقة الثالثة عشرة)
د. شاكر الحاج مخلف
بيت الله وصوت الغفاري
كان الغفاري في عجلة من أمره يبحث للناس عن طريق للخلاص من العطب الذي صار يتوسع ، ذهب إلى الحج ثم عاد إلى المدينة المنورة ، ظل قريبا من قبر الرسول الكريم ، في المنفى الاول وصل دمشق وبعد فترة من متابعة لأحوال الرعية بدأ ينكر على معاوية واتباعه ما يفعلون ، رفع صوته عاليا في باحة المسجد وأثار انتباه جميع المسلمين كما أدخل الرعب في قلب الخليفة ، تلك بداية الثورة ومرحلة الاحتجاج المكشوف : "لقد حدثت أعمالا لا أعرفها ، والله ماهي في كتاب الله ، ولا سنة نبيه ، والله إني لاأرى حقا يطفأ ، وباطلا يحيا ، وصادقا مكذبا ، وأثرة بغير تقى " كان هذا صوت الناقوس وهو يقرع داخل فضاء بيت الله ويخرج إلى البيوت والدروب ، أراد الحاكم المشمول بتلك النعوت ان يحاصر صرخة الغفاري سلك طريق التلطف والتودد ، معاوية قرر دعوته إلى فضاء قصره الأعجوبة في التصميم والبناء والبذخ الاسطوري ، قصر ضخم هائل في المساحة والبناء والزخرفة والنقوش ، بناه في دمشق وكان حديث من رأى ، كانت فكرة ظهوره ليكون منافسا لأعظم قصور الرومان في تلك الفترة اسماه " قصر الخضراء " ، دخل الغفاري المكان وظل مشدوها مم يرى ، ولم يكتم غيضه المتولد في الأعماق فقال لمعاوية : "
- يامعاوية ، إن كانت هذه الأبهة من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهي الإسراف "..
سكت الحاكم " معاوية " وهو يتجرع " التقريع والنقد المرير " بعد لحظات صمت ثقيلة عاد الغفاري وقال متسائلا ولم يستبدل لهجة الاحتجاج :
- يامعاوية ! ما يدعوك ان تسمي مال المسلمين مال الله ..؟!
كان الحاكم وأتباعه من نسيج عشيرة " بنو أمية " وأغلب عمال وولاة عثمان بن عفان على الأمصار " يرون أنهم يتصرفون بأموال المسلمين من خلال تفويض إلهي أقره الدين الجديد على عكس ما ورد في الآيات البينات ، بات لديهم تفسير القران حسب مصالحهم ، هم خلفاء الله في الأرض ومفاتيح خزائن كنوز الله بأيديهم ، من تلك الرؤية بدأ الطغيان والفساد في الأمة وافترق الجمع .. سمع الحاكم معاوية سؤال الغفاري – أبا ذر – وقال بهدوء ودهاء : "
- يرحمك الله يا أبا ذر ألا إن كل شيء يملكه الله ألسنا عباد الله ..؟ ، المال ماله ، والخلق خلقه ، والأمر أمره ! " رد الغفاري بصوت الواثق :
- كأنك تريد أن تحجب هذا المال دون المسلمين ! فلا يصح ان تقل هذا ...!
صفعة الظالم
للمرة الثانية يصفع الحاكم بشدة ويُعمق حالة التعارض والخلاف ويفند أقوال الباطل ، تلك المواجهة الحادة فتحت عين الغفاري على النهج غير السليم في الاستحواذ على أموال الأمة وتبذيرها وفق الأهواء وشطحات العقول ، صار الغفاري العين المبصرة المتسعة التي ترصد حالات البذخ ومظاهر الابتعاد عن نهج الإسلام والتطبيق القاصر لنهج النبوة وسيرة محمد " ص " واتباعه الغر الميامين ، الغنى الفاحش رافقه الابتعاد عن الصراط المستقيم ، في تلك الفاصلة الزمنية دخلت الأمة في حالة أنقسام واحتراب صاريتطور في كل يوم يمر ، أخذ " الغفاري " يطلق الفتوى المعارضة المناهضة لما يراه ويقترب كثيرا من ترديد أفكار ونصائح " إمام المتقين " ذاك الاشتراكي الزاهد المتقشف الذي يدور الحق معه حيث يدور ، كانت أراء " علي بن أبي طالب " هي محور المناداة التي يواصل الغفاري إطلاقها ضد الخراب الكبير الذي يراه قادم أو قد استحكم ، قال في أي مكان تصل إليه قدمه : "لا يحق لأحد أن يملك ضياعا، أو يكنز مالا وفي الأمة فقراء وجياع وأيتام ، ظل دون كلل أو ملل يردد الحديث الشريف : " ما آمن بالله ورسوله من بات شبعان وجاره طاو وهو يعلم " ثم طور خطابه مقتربا من كشف حالة الفساد العام حيث قال : " يامعشر الأغنياء واسوالفقراء " وأضاف حاسما وهو يذكر بآيات الله البينات ومنها : " بشر الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم " تحقق له الهدف المطلوب فقد تبعه جمع غفير من فقراء الأمة حيث ارتفعت الأصوات تطالب الأغنياء بذات المطالب التي رفعها الغفاري بوجه معاوية واتباعه ، تضامنوا مع دعوته التي قال فيها : " إن المسلم لا ينبغي أن يكون له أكثر من قوت يومه وليلته ، إلا شيء ينفقه في سبيل الله أو يعده لأداء دين " مشى في أسواق دمشق هاله مارأى ، رأى الغنى الفاحش إلى جوار الفقر المدقع ، والتخمة المفرطة إلى جوار الجوع الذي اخترق المهج وحير العقل ، غضب وصاح في الناس مرددا قول " علي بن أبي طالب – ع " عجبت لمن لايجد قوت يومه ، لماذا لا يخرج على الأغنياء والحكام شاهرا سيفه " !...
المؤامرة
كان معاوية قد أدرك خطر الغفاري فنشر من حوله البصاصون ورجال السرية والجواسيس من العسعس ، راحوا يتابعونه عن كثب وينقلون للحاكم أخباره وافعاله وأقواله ، أخبروه اين تدور أقدامه وما الكلمات التي يطلقها ، وكيف يحرض الناس على الثورة والغضب ، كانت دعوته المتصاعدة تطلب المساواة بين الغني والفقير وتحقيق العدالة ذاك النهج الاشتراكي الذي يعم كل الناس غايته ومراده ومحور تعارضه مع الحاكم ، الجهاز الذي صنعه الحاكم في دمشق " معاوية " تم تشكيله وبناءه على غرار تكوين جهاز التجسس الذي صنعه الرومان ضد شعبهم ، والذي امتلكت نسيجه الدولة الأسلامية بعد الفتح وعند استلام معاوية للحكم ابقى عليه بنفس تكوينه فقط جعل قادة ذاك الجهاز من أقرباءه واتباعه المخلصين ، القادة وأفراد ذاك الجهاز نصحوا الحاكم " معاوية " بالخطر الذي يشكله وجود أبا ذر في دمشق وكيف صار الناس يلتفوا من حوله ويؤيدوا افكاره وأقواله ، قالوا له لقد خرج الرجل من القمقم وصار ينثر النار في كل مكان :" إن أبا ذر الغفاري مفسد عليك الشام وأهلها ، فتدارك أهل الشام وابعد عنهم البركان إذا كانت لك بهم حاجة " لم يتوقف الأمر عند روايات العسس والبصاصون والعيون التي تلاحق الغفاري في كل الدروب وفي باحة المسجد الكبير وفي الأسواق ، بل أمتدت الشكوى وصارت تنطلق من جموع الأغنياء شكاوى تطالب بوضع حد لوجود الغفاري في المدينىة ، فكر الحاكم كيف يجد العذر المقبول لاتخاذ قرار الخلاص من الغفاري واستدل مع من تشاور معهم أنه لابد من تشويه سمعة الغفاري في عيون المعجبين به ، وبذلك يفقد تأثيره ويتحول إلى رجل عادي لا أحد يستمع الى ما يقول أو يتظامن معه ، كانت بداية الخديعة أو المؤامرة تتلخص بإرسال مبلغ ألف دينار للغفاري في جنح الظلام ، حيث لاترى العيون الفاعل ، أخذ الغفاري المال ولم ينم تلك الليلة بل وزعه على فقراء دمشق ، صلى معاوية الصبح في المسجد ودعا الشخص الذي أرسله يحمل المال إلى الغفاري وقال له : " أذهب إلى أبا ذرفقل له أنقذ جسدي من عذاب معاوية ، فإنه أرسلني إلى غيرك ، وإني أخطأت بك " فلما جاء رسول معاوية للغفاري رد عليه وقال : " يابني ، قل له ، والله ما أصبح عندنا من دنانيرك دينار واحد ! ولكن أخرنا أيام حتى نجمعها له " ....
المكر يقتل صاحبة ولو بعد حين
أدرك " معاوية " ان الحيل والأباطيل لم تعد تنفع مع الغفاري حيث كانت أخباره تنقل إليه وصارت تصور له الفقراء وقد التفوا من حوله وصاروا يصدقوا أقواله ، والبعض منهم صار يطالب الأغنياء بحقوق لهم في أموالهم يريدوا أكثر من نسبة الزكاة ، راية أحتجاجهم تحمل الأقوال التي سمعوها من الغفاري والمأخوذة من أقوال إمام المتقين " علي بن أبي طالب " حيث وضح بفتوى لكل المسلمين وأصحاب الذمة من غير المسلمين " حيث حدد في فتواه : " أن الله فرض الزكاة بنصابها المعلوم على المسلمين ومنهم الأغنياء واستشهد بقول الله سبحانه وتعالى ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ، ذاك حق مطلق يتماهى مع النظرة الاشتراكية للحياة وهو غير مفهوم الزكاة ، هو مضاف كفعل لترميم حياة الناس وتحقيق الكفاية والعدل وهزيمة حالة الفقر والجوع ، أهل دمشق وما جاورها راحوا يرددون تلك الأفكار ويصرحون بها رغم حالة الطوق في المراقبة والعقاب ، قال الغفاري قوله الموجع للأغنياء " أن في المال المحجوز والمكتنز حقا آخر غير الزكاة " أدرك معاوية من خلال المعلومات التي تنقل إليه عن حالة " المعارض " الغفاري أن الوضع يكاد يفلت من يده واتباعه ، نصحه بعض أعوانه بالكتابة للخليفة " عثمان بن عفان " يشكو في رسالته أفعال " الغفاري " وتحريضه الناس ضد دولته ، اتهمه ان يحرف آيات الله ويحرض الفقراء في استلاب أموال الأغنياء ويوجب عليهم مالم يوجبه الله ، ارسل الخليفة عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان يأمره بأن يبعث إليه أبا ذرالغفاري ، فلما وصل ودخل على الخليفة ، قال له :
- يا أبا ذر ما لأهل الشام يشكون منك ...؟! ، رد الغفاري دون تردد ، فقال
- لا ينبغي للأغنياء ان يقتنوا مالا ! ، ولا ينبغي أن يقال مال الله ، إنما هو مال الناس ...، رد الخليفة عثمان بن عفان ، فقال
- يا أبا ذر ، علي أن أقضي ما علي ،وآخذ ما على الرعية ، ولا يصح أن أجبرهم على الزهد ، وأن أدعوهم إلى الاجتهاد والاقتصاد " ، قال الغفاري
- لاترضوا من الناس بكف الأذى حتى يبذلوا المعروف " قال الخليفة :
- ماذا تريد بالقول ...؟ ، قال الغفاري
- قد ينبغي للمؤدي الزكاة ألا يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران والأخوان ويصل القرابات " وكان كعب الأحبار عند عثمان يتابع الحوار بينهما وتدخل بالقول متزلفا للخليفة ، قال
- يا أمير المؤمنين من أدى الفريضة فقد قضى ما عليه " ذاك القول المجانب للحق والبعيد عن نظرة الغفاري للمساواة اغاضه كثيرا وهو لم يطلب من كعب الأحبار التدخل فيما جرى من حوار ، قال ردا على فتواه
- يابن اليهودية ، ما أنت وما ها هنا ! " ثم ضربه فشجه! ، كان حبر الأحبار رجل يهودي حديث العهد بدين الإسلام ! وإذا رأى عثمان بن عفان الدم يسيل من رأس كعب الأحبار ، أمر به فعولج من الضربة ، واستوهبه ما فعل الغفاري فوهبه العفو ، وقال عثمان بن عفان
- يا أبا ذر أتق الله وأكفف يدك ولسانك ... على أثر ذلك الحدث خرج أبا ذر من المدينة نحو منفاه الثاني في الربذة ... سمع معاوية خبر نفي الغفاري الى جوف الصحراء في الربذة فأرسل أهل الغفاري الذين خلفهم في دمشق ، عندما خرحوا كان معهم " جراب ثقيل " فقال معاوية للناس الذين احتشدوا في المكان ، معرضا بسمعة ونقاء الغفاري أراد بقوله تشويه سمعته وإسقاطه في عيون الناس .. قال ..
- أنظروا يا أهل الشام ، هذا الذي يزهد في الدنيا ما عنده في هذا الجراب ..؟! ، قالت امرأة الغفاري ردا على ذاك الإتهام ...
- والله ليس في هذا الجراب دينار أو درهم ، لكنه كان إذا خرج عطاء الغفاري ابتاع منه أشياء لحوائجنا "
موقف التضامن
أنتشر خبر ما جرى في المدينة ومكة المكرمة غضب " علي بن أبي طالب " والكثير من المهاجرين والأنصار من أصحاب النبي للمصير الذي تعرض له الصحابي " الغفاري " وحملة التشويه التي طالت أفعاله ، روجت بطانة الخليفة ان الغفاري هو الذي اختار الخروج إلى الربذة ، بينما قال آخرون " الغفاري خرج منفيا ، نفاه الخليفة عثمان بن عفان قهرا إلى الربذة كما نفى غيره من الذين اعترضوا على أفعال بني أمية واتهموا أتباع الخليفة بأنهم يقومون باكتناز الفضة والذهب وفي الأمة فقراء ، واعادوا رواية الغفاري عندما قال " كنت في الشام ، فاختلفت مع معاوية في الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ، والخلاف بيننا عندما قال معاوية أن الآية نزلت في أهل الكتاب غير المسلمين ، قلت لا نزلت فينا وفيهم ، على أثر ذلك الخلاف كتب معاوية للخليفة يشكوني إليه ، فكتب إلي عثمان أن أقدم إلى المدينة ، فقدمتها ، فكثر اجتماع الناس عليّ كأنهم لم يروني قبل ذلك ، ذكرت ذلك للخليفة ، فقال لي " إن شئت تنحيت فكنت قريبا " ولما رفض قول الخليفة وقرر الذهاب للربذة أمر الخليفة الناس ألا يخرجوا لوداعه ، ولكن الناس لم يلتزموا بقرار الخليفة فخرجوا لوداع الغفاري ، يذكر الرواة ان المدينة لم ترى يوما أكثر هلعا وجزعا وغضبا وحزنا مثل يوم نفي الغفاري إلى الربذة ...
الوداع الأخير واستذكار نبوءة الرسول
وقف علي بن أبي طالب والكثير من الصحابة يشيع الغفاري وقال له قوله الواضح المثبت " يا أبا ذر إن القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه ، وأهرب بما خفته عليهم ، فما احوجهم إلى ما منعتهم ، وما أغناك عما منعوك ، وستعلم من الرابح غدا ، والأكثرحسدا ، لقد ارتحلت عن الفناء ، وامتحنوك بالبلاء ، والله لوكانت السموات والأرض على عبد رتقا ثم اتقيا الله عز وجل ، لجعل الله له منها مخرجا ، فلا يؤنسك إلا الحق ، ولا يوحشك إلا الباطل " تحدث الكثير من الصحابة مودعين ، فرد الغفاري عليهم قائلا : " عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بأبي وأمي هذه الوجوه ، فأنني إذ رأيتكم ذكرت بكم رسول الله صلى الله على آله وسلم ، ومالي بالمدينة شجن ولا سكن غيركم ، وأنه لثقل على عثمان جواري بالمدينة كما ثقل على معاوية بالشام ،فألى أن يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة ، فزعم أن يخاف أن أفسد الناس بالموفة على أميرها أخيه لأمه الوليد بن عقبة ،وآلى بالله ان يسيرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيسا ، ولا أسمع بها حسيسا ، وأني والله ما أريد إلا الله صاحبا ، ومالي مع الله وحشة ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين " وكان مروان بن الحكم قد أراد أن يمنع عليا من توديع أبا ذر الغفاري ، فضرب علي " ع " وجهه بسوطه بين أذني راحلة مروان ، فشكا إلى عثمان ، فكلم عليا وعاتبه لأنه ودع أبا ذر من المدينة ، فقال عثمان إنه يكذب ، فرد علي بأنه لا يظن ذلك وعاد وذكره بقول سيد المرسلين " ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء رجلا أصدق لهجة من أبي ذر " توالى مرور الأيام وصدقت نبوءة محمد بن عبدالله " ص " وهو يرى ما يحل بالغفاري في الزمن القادم بعد أن يتوفاه الله عندما قال قوله الصادق في رؤيا تؤكد قيم الرسالة وكيف يكشف فعل الغيب " يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده " ....
( يتبع )

منتخبنا للشباب يخسر وديا أمام نظيره اليمني
30-كانون الأول-2024
توجه برلماني لاستضافة ٨ وزراء في حكومة السوداني
30-كانون الأول-2024
الاتصالات تخفض أسعار خدمات الأنترنت لوسائل الإعلام بنسبة 50%
30-كانون الأول-2024
اقتصاديون يشككون في السبب الحقيقي لقطع الغاز الايراني ويفرحون الحلول البديلة
30-كانون الأول-2024
عرب كركوك يطالبون يرفضون عودة البيشمركة
29-كانون الأول-2024
المنتخب العراقي يودع كأس الخليج من الباب الصغير
29-كانون الأول-2024
المالية النيابية: التحول الرقمي المالي سيقضي على الفساد وغسيل الأموال
29-كانون الأول-2024
الشرع والشطري.. رسالة من بغداد إلى دمشق للاعتراف بالإدارة الجديدة
29-كانون الأول-2024
يوفنتوس يعود إلى طريق للانتصارات من بوابة مونزا
24-كانون الأول-2024
مدرب المنتخب الوطني: الفوز على اليمن لم يكن سهلا والخصم متكتل دفاعيا
24-كانون الأول-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech