بغداد - العالم
في تطورٍ يعكس هشاشة مسار التفاوض النووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وقّع الباحث في الشؤون السياسية من طهران، محمد علي الحكيم انسحاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية من طاولة المفاوضات مع واشنطن، مبينًا أن سبب هذا القرار هو "التعنّت الأمريكي" وتغيير واشنطن لموقفها التفاوضي من تقليص تخصيب اليورانيوم إلى المطالبة بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
الحكيم قال إن "إصرار الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، بدلًا من الاتفاق السابق حول تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما دون خمسة بالمئة، يعني عمليًا بداية انهيار المفاوضات بين طهران وواشنطن".
وأضاف أن "هذا التغير الكبير في الموقف الأمريكي يكشف عن ضغوط واضحة من اللوبي الصهيوني، وتحديدًا من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو"، موضحًا أن هذه الضغوط "نجحت في التأثير على ترامب وتغيير موقفه من مسار التفاوض".
وحول خطورة المطلب الأمريكي الجديد، أشار الحكيم إلى أن "تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه بالنسبة للجانب الإيراني"، لافتًا إلى أن "هذا التوجه الأمريكي يعكس نجاح اللوبي الصهيوني في تغيير مسار المفاوضات لصالح إسرائيل، وهو ما لا يمكن أن تقبله طهران تحت أي ظرف".
وبشأن تداعيات هذا الموقف الإيراني المتوقّع، يرى الحكيم أن "انسحاب طهران من المفاوضات بات قريبًا إذا لم تلتزم واشنطن بالأطر المرسومة مسبقًا، والتي تتلخص بحصر المفاوضات في سلمية البرنامج النووي الإيراني فقط".
وأكد أن "هذا الانسحاب المحتمل ستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على المنطقة، وعلى العراق بشكل خاص، نظرًا لموقعه الجغرافي والسياسي الحساس وعلاقته الوثيقة بالبلدين".
ووفقًا لما طرحه الحكيم، فإن المرحلة المقبلة ستكون معقدة للغاية في حال إصرار الولايات المتحدة على موقفها المتشدد، لأن العراق سيكون الأكثر تضررًا في ظل أي توتر إقليمي جديد، ما يحتّم على بغداد التحرك سريعًا لتفادي الوقوع في دوامة صراعٍ جديد، قد تكون آثاره السياسية والأمنية والاقتصادية مدمرةً وغير قابلةٍ للاحتواء.