بغداد – العالم
تحتفي العديد من المدن حول العالم بتأريخها وتراثها الحضري عبر المتاحف أو مراكز الأرشيف التي تمثل قبلة للباحثين والطلبة فضلا عن السياح، وغالبا ما تتولى الإدارات المحلية لتلك المدن إقامة وتمويل والإشراف على إدارة متاحفها ومراكز الأرشفة. في الديوانية تولت هذه المهمة عبر مركز الذاكرة الموسوعية المدني
اذ يعد مركز الذاكرة الموسوعية في محافظة الديوانية، الأول من نوعه في العراق إذ تأسس في عام 2011 حيث يهتم بالبحث العلمي وإصدار الدراسات والبحوث الأكاديمية والموسوعات المتعلقة بالديوانية فكرا وتاريخيا وحضاريا وثقافيا وأدبيا وفناً وآثاراً وتربية.
ويقول معاون مدير قسم الذاكرة الموسوعية في محافظة الديوانية عامر فندي غانم،: إن "مركز الذاكرة الموسوعية تأسس عام 2011 بجهود ذاتية، حيث تم تجهيز المركز من قبل أهالي الديوانية وكادر الموسوعة وبالتعاون مع الحكومة المحلية في الديوانية"، مبينا أن "المركز يساعد الباحثين في الدراسات العليا وطلبة الجامعات إضافة إلى أن هنالك زيارات ميدانية من قبل مدارس المحافظة لتعرف الطلبة على تراث الديوانية ومقتنيات المحافظة".
وأضاف أن" المركز يحتوي على متحف يشمل المقتنيات التراثية للمجتمع الديواني حصرا ومخطوطات نادرة قديمة دينية وتركية ووثائق وأفلام ومجلات ومقتنيات خشبية ونحاسية وزجاجية تعود لعام 1940 تمثل ما موجود في محافظة الديوانية وكيفية الحالة الاجتماعية لأهالي الديوانية"، موضحا ان" المركز يعد الأول في الفرات الأوسط والجنوب حيث يزوره عدد كبير من طلبة المحافظات، إذ يحتوي على 9 آلاف كتاب لمختلف المجالات".
من جانبه أكد مسؤول شعبة المكتبة حيدر شهيد حسن ، أن" شعبة المكتبة تضم العديد من الكتب التي تم تجميعها من قبل أبناء الديوانية للمحافظة على تراث مدينتهم كما يوجد لدينا كتب تاريخية يعود زمنها إلى 100 عام بمختلف الاختصاصات عربي وانكليزي وإسلامية وهندسية وغيرها من الاختصاصات إضافة إلى الهدايا من الأطروحات ورسائل الماجستير تأتي إلى المكتبة كما وتمت أرشفة الكتب بالحاسبة، أغلب الكتب هي خاصة بتاريخ الديوانية وأقضيتها ونواحيها كما وتم جمع وأرشفة الصحف والمجلات القديمة".
إن المركز باشر تنفيذ برنامجه، الذي يهدف إلى إحياء التراث الديواني الأصيل، من خلال تنفيذ عدة خطوات موضحا أن أبرز الخطوات، التي اتخذت في مجال إحياء التراث مفاتحة الأهالي، الذين يحتفظون بمقتنيات الأجداد بعرضها داخل متحف المركز، لتكون أمام أعين الباحثين والهواة، إضافة إلى قيام المركز بعرض العديد من الشواهد التاريخية، كالرسائل الخطية بين قادة ثورة العشرين وصور لشخصيات قيادية في تاريخ مدينة الديوانية، وسيوف وبنادق قديمة لشخصيات معروفة وغير ذلك.
وعن أبـرز محتــويات المركــز المتمثــل بالمدفع الانگليزي، الذي غنمه الثوار في معركتهم ضد الجيش البريطاني أثناء اندلاع ثورة العشرين، والذي قيلت فيه الاهزوجة الشهيرة "الطوب أحسن لو مگواري".
يذكر أن مدينة الديوانية تحتوي على العديد من الشواهد التاريخية، التي ما زالت شاخصة حتى يومنا هذا، منها بناية طاق خضوري وسراي الديوانية، وأن العديد من الأسر ما زالت تحتفظ بتراث الأجداد الذي يمثل جزءا من تأريخها .