اقتحام نتساريم: مخاطرة مدروسة وعلامات على تجنيد حماس لجيل جديد من المقاومة
20-آب-2024

بغداد – وكالات
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن عملية الإغارة التي نفذها مقاتلون من كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على محور نتساريم جنوب حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، تعد مخاطرة محسوبة وتحمل دلالات كثيرة.
وأوضح الدويري -خلال تحليله المشهد العسكري بغزة- أن هناك رمزية كبيرة للمكان ولمن قام بعملية الإغارة، إذ وقعت بممر نتساريم الذي جرى توسيعه من كيلومترين اثنين إلى 4 كيلومترات وبات على حواف المناطق المبنية، وبه مواقع رئيسية شبه دائمة لجيش الاحتلال.
وأشار إلى أن من نفذ العملية هم من مجندي عام 2024 أي من الجيل الجديد الناشئ الذي التحق بصفوف المقاومة خلال العام الجاري من الحرب، لافتا إلى تصريحات الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة عندما قال الشهر الماضي إن الكتائب أعادت تأهيل قدراتها بشريا وماديا.
ونبه إلى أن هؤلاء المقاتلين أمضوا أشهرا قليلة على العمل القتالي، وأظهروا استعدادا نفسيا للتضحية في هذا المكان حيث استطاعوا تحقيق كل متطلبات النجاح كعمليات الاستطلاع ورصد حركة القوات الإسرائيلية والأماكن التي تصلح لتنفيذ الإغارة ومن ثم زرع العبوات وتفجيرها وصولا إلى الاشتباك المباشر.
وبشأن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ضرورة زيادة حدة القتال بغزة، قال الخبير الإستراتيجي إنها تستهدف تعزيز موقف إسرائيل في المفاوضات، والضغط على حماس وحركة الجهاد الإسلامي عسكريا لتقديم تنازلات تنسجم مع مطالب نتنياهو الجديدة، وتوقع أن يكون التصعيد ضد المدنيين وزيادة أعداد الشهداء، لكنه استبعد أن يفضي إلى الهدف المنشود، مؤكدا في الوقت عينه تمسك حماس بخطوطها الحمر كانسحاب الاحتلال من داخل قطاع غزة وعودة النازحين والإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار وتبادل أسرى. وخلص إلى أن استمرار عمليات القسام يؤكد أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها وأدناها استعادة الأسرى الإسرائيليين، "ومن يقول عكس ذلك لا يفقه شيئا بالإستراتيجية العسكرية"، مشيرا إلى تضحيات شعوب للتخلص من الاحتلال كفيتنام وأفغانستان. وبشأن عمليات الاحتلال بخان يونس جنوبا، قال الدويري إنها المرة الثالثة التي تدخلها القوات الإسرائيلية، لكن العمل هذه المرة من اتجاهين، الأول المنطقة الشرقية والثاني من المنطقة الواقعة بين خان يونس ودير البلح.
وجدد تأكيده على أن فيديوهات الجيش الإسرائيلي مكررة وتعرض مشاهد خارج مناطق القتال، وتظهر طرفا واحدا من المعركة، خلافا لفيديوهات المقاومة.
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد ركن حاتم كريم الفلاحي إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- انتقلت من العمليات الدفاعية إلى الهجومية، واصفا عملية الإغارة على محور نتساريم بالمركبة.
وخلال تحليله المشهد العسكري بغزة، أوضح الفلاحي أن عملية الإغارة على نتساريم شهدت سلسلة نجاحات بدأت من عملية الرصد وجمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة حول قوات الاحتلال بالمنطقة سواء عبر التصوير الجوي أو الرصد الميداني المباشر.
وشملت النجاحات عملية التسلل خلف خطوط العدو ونصب عبوات بطرق إمداد جيش الاحتلال، حيث تستخدم كدعم إستراتيجي في عملية تنقل القطاعات العسكرية، إضافة إلى تمويه العبوات لتكون ضمن طبيعة الأرض، وفق الفلاحي.
ويضيف "هذا يعطي دلالة على قدرة المقاومة على الوصول لأهداف حيوية دون كشفها من الاحتلال" لافتا إلى أن العملية نفذت فوق الأرض وليس من الأنفاق، مما يعني أن المقاومة قادرة على توظيف (عملياتها العسكرية) فوق الأرض وتحتها بطريقة إستراتيجية مناسبة. وتمثل النجاح -أيضا- بعملية تسلل المقاتلين دون كشفها من المسيرات الإسرائيلية أو الرصد الأرضي رغم إمكانيات الاحتلال الكبيرة، منبها إلى أن هذه العملية الهجومية نفذها مقاتلون جدد انضموا هذا العام إلى كتائب القسام. وقالت القسام إن 4 من مقاتليها تمكنوا من دخول محور نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن وسطه وجنوبه، والإغارة على قوة إسرائيلية مكونة من جيبين، وتفجير عبوتين بأفرادهما، وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهما.
وتتكون إغارة القسام التي تنفذ ضد عدو ثابت أو متحرك -وفق الخبير العسكري- من قوة الواجب التي تتكفل بعملية الاقتحام والاشتباك والقتل، وقوة إسناد موجودة على بعد مناسب من القوة الأولى لتقديم الإسناد الناري، فضلا عن قوات مكلفة بحماية الطرق والإمداد والسماح للمقاتلين بالعودة بسلام.
أما بشأن دلالات هذه العملية الهجومية، فيؤكد الفلاحي أنها تشير إلى وجود منظومة قيادة وسيطرة فاعلة، وتخطيط عملياتي دقيق، وجمع معلومات استخباراتية، إلى جانب القدرة على المباغتة.
ويضيف أنها تحولت من هجوم صامت إلى صاخب، إذ عرفت المرحلة الأولى تسلل المقاتلين وزرع العبوات وتهيئة مسرح العمليات الهجومية ثم مرحلة الهجوم المباشر والاشتباك مع جنود الاحتلال.
ولفت الخبير الإستراتيجي إلى أن العملية تحمل رسائل مستقبلية مفادها أن العمليات الهجومية لن تتوقف، وقد تكون هناك قوات هجومية مهيئة لعمليات الاقتحام بمناطق وجود الاحتلال، في إشارة إلى محور فيلادلفيا أو المنطقة العازلة على طول حدود القطاع مع إسرائيل. وشدد على أن خيارات فصائل المقاومة محصورة بالصمود في أرض الميدان، ولا يزال لديها إرادة وإصرار على المواجهة رغم قلة الإمكانيات والدعم، حيث لجأت إلى استغلال مخلفات الاحتلال وتجنيد شباب مقاتلين.
وفي الجهة المقابلة، يعاني جيش الاحتلال نقصا بالمعدات والقوات بسبب تعدد الجبهات والخسائر التي مني بها، مما يؤثر على أدائه القتالي بعد استنزاف طاقته، خاصة أن إستراتيجيته مبنية على الحرب الخاطفة.
واختتم الخبير العسكري بأن جيش الاحتلال في مأزق كبير بعدما فشل في تحقيق أهداف الحرب واكتفى بإنجازات تكتيكية لا ترتقي إلى المستوى الإستراتيجي.

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech