"العالم" تغطي نتاجات طلبة منتدى القصة القصيرة والشعر في كلية الفنون بجامعة بغداد
17-أيار-2023
العالم/ خاص
تبادر صحيفة "العالم" الى تغطية نتاجات طلبة (منتدى القصة القصيرة والشعر) في جامعة بغداد ـ كلية الفنون الجميلة ـ قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية.
وانبثقت فكرة المنتدى من درس الدراما الذي يقدمه الأستاذ الدكتور ياسر الياسري؛ إذ تعد القصة القصيرة نوعا من أنواع الدراما. فمع وجود عدد كبير من الطلبة الموهوبين، تم تأسيس المنتدى، ليحتضن تلك المواهب، ويعمل على إنضاجها وتنميتها، عبر استضافة قصاصين وروائيين كبار لتقييم تجارب هؤلاء طلبة المنتدى.
جميلتي
إسلام صباح
الشرف
التقاليد
الحب
أنا
من انا
أنا بقايا مدينةٍ محطمة من اثار الحرب سكانها موتى مدينةٌ لا ترى فيها سوى الدماء و المشاعر المتراكمة في أرجاء المكان، انا كسجين يجلس في زنزانته وتدخل علي ورقة من شجرة تائهة وحكمَت عليَّ الدنيا بأني أكون وسط، التقاليد، الشرف، والوطن هذه الكلمات لا تمد للحب بصلة
يا جميلتي
لماذا لا تقومين لنلعب ونعيد الذكريات الجميلة
اه كم كنتِ تحبين الحياة
أخبريني يا جميلتي ماذا افعل
أدعو الله ؟
يالله أنا لستُ من الصالحين يالله ولا حتى من العاصين انا من قلتَ في وصفهم
(وآخرون اعترفوا بذنوبهم) وانا اكتبُ ذنبي الان
أتغفر لي يالله على فعلتي؟ .. ادعو بان لا تغفر
في الامس الماطر كنت جالسا طول الليل انظر اليكِ اتذكر الايام جميلة التي مرت معك وذاكرتي تعرض صوركِ الجميلة صوركِ النظيفة وانا الان امتنع ان ارى وجهكِ وانتِ امامي مباشرةً
وانا انظر اليكِ تذكرت نص الرواية التي قرأتها قبل مدة كانت تقول:
عندما اخبروني في المستشفى (زوجتك ماتت)
لم أعلم ماذا افعل كنتُ سأذهب الى المنزل لأخبرها بما حدث لتخبرني زوجتي ماذا افعل
أقسم لكِ بان ذلك النص يصف حالتي الان
شعور معيب وسيء يرغمني الفرار ولكن اين الفرار وانتِ تجتاحين كل جانب، اين افر وانتِ امامي، أنا لا اعلم هل انا في حلم ام هذا الواقع اتمنى انني احلم لأني سوف اوقظ نفسي
أحبك يا جميلتي وداعاً
الهامش
• كانت هذه رسالة في جيب قاتل قتل اخته باسم الشرف وانتحر خلفه حائط كتب عليه بالدماء. لا استطيع العيش دون شرفي
النهاية ...
تلفاز
رضوان الآلوسي
هناك في بيته المهترئ كان يجلس على كرسيه المتحرك وقد اختلى الشيب كل نواحي رأسه وحوله تعج الكتب برفوف خشبية مغبرة تكبت خلف غلافها الجميل صرخات الكتاب لا يستطيع تحريك شيء سوى عقلة اصبع والراس يدخل ابنه يطعمه يرتدي المعطف ويخرج مسرعا. انه روتين ممل كان يمكن ان يحله التلفاز ولكن المسافة بعيدة ... بعيدة جدا كيف له ان يفك اسر ذلك الكرسي المتحرك فهو كرسي شنيع وحل واحد جهاز التحكم جهاز التحكم بقربه ولكن المقبس بعيد خرج ولده حاول جاهدا ظل يدفع بجسده ليهلك اقصى ما يوجد من قوة دفع مرارا وتكرارا مرة واثنان وثلاث وقع وكسر انفه ... بدأ يزحف أرضا والدماء تقطر من انفه . يضرب فكه بالأرض ويستخدمه لدفع جسده. هلكت اطراف اصابعه حتى خرجت الاظافر من محاجرها واصبح جلد فكه منثورا على الارض وصل أخيرا فتح المقبس بأعجوبة نظر إلى التلفاز ليدخل ابنه سال بدون اشارات تعجب:
- لماذا تفتح التلفاز
- فيلم جميل تعال وانظر
- كيف هذا ولا توجد كهرباء في البلدة أساسا ماذا يفيدك المقبس ليس المقبس سوى مظهر تعال لأجلسك وتأخذ الدواء والطعام أريد المغادرة
يضحك بشدة ليثير تساؤل الشاب ينظر ويقول :
فيلم مضحك عرض أمامي عن شخص ذهب ليشتكي مساوئ قريته فاكتشف ان من ذهب اليهم صم لا يسمعون عاد مخذولا ليخبر قومه فاكتشف انه الأبكم هههههه (يضحك بشدة) ابكم يتكلم وقوم صدقوه. يستدير الالم وتتبين الحسرة تتحول الملامح من ضحك هستيري الى حزن وجدية يقول وجميع النواحي تنزف: أنت لم تقطع الكهرباء عن البلدة لا أبدا انا اعمى منذ البداية والتلفاز يعمل يضحك تدريجيا ولا أحد يعلم النهاية.
أبي ولون القمصان
حسين إياد الياسري
ذات يوم عندما كنت في ١٢ من عمري أخذني ابي الى محل لبيع الملابس لغرض تعليمي كيف اشتري الملابس دون الاعتماد عليه وعلى امي بحجة أنني بلغت واصبح رجلاً ناضجا في نظرهِ تمشينا سوياً على ساحل الفرات وبعد رمقة على النهر سألته ابه كيف يجري هذا النهر أمثله الدم وكأنني اول مرة انتبه لجريانه أحسست في لحظتها ان النهر للأرض مثل الدم للإنسان لكن بلونٍ أجمل قال يا ولدي ان الأنهار هيّ شرايين المدن ومن يومها أحسُ بأن الفرات يمشي كدمي في دمي و أمس تلك الترنيمات عنه في الشعر الشعبي ( الفرات يصير شاعر من يمر بالناصرية) و ( الناصرية حجاية الله السولفاها على الفرات) عبرت النهر و انا غرقٌ في التفكير فيه لكن الغرض الاكبر هو شراء الملابس دخلت بمعية أبي الى محل الملابس أوقفني ابي على ثلاثة قمصان احمر و احضر زيتوني و أسود وقال أختر ما شأت لكن اعلم يا بني ان لكل لون دلالة ومعنى و ارتداه يرمز له في البدء ستهواني اللون الاحمر انجذبت له كثيراً تحسسته شعرت هو من يريد ان يرتديني وليس انا لكن لوهة شعرت بأنه قديم ليس من جيلي فتركته ذهب الى اللون الاخضر الزيتوني رأيته احمر كذلك لكن دون صبغة لمسته شعرت بحرارته فهربت منه و قلت لابي كيف أنتم و ثلاثون عاماً ترتدون هذا اللون كيف استطاعت اجسامكم تحمل كل هذا ضحك كثيراً، وبكى وقال (لبسونه كوه علينا).
تركته و ذهبت الى اللون الاسود و باختصار فلم يعجبني فقلت لأبي ما عند هذا المحل سوى هذه الألوان وانا أتكلم نظرت الى الجانب الأخر قميص ابيض هممت بأخذه لكن صاحب المحل رفض قال هذا ليس للبيع خرجت انا وأبي من المحل و نظرت خلفي لأقرأ اسم المحل كي أعود له مرة أخرى أن أعجبني وجدت اسمه العراق.
النهاية..
تلفازي قد مات
علي احمد عودة
استيقظت البارحة، ويا له من امر مزعج أن تستيقظ كل يوم، نظرت حولي وعرفت من أشعة الشمس التي احتلت غرفتي بأننا مازلنا في الصباح، أعدت كوب الشاي المعتاد وجلست امام التلفاز، تماماً مثل كل يوم، لكن يومها كان مختلف ، تلفازي لم يعمل، حاولت اصلاحه او اعادة تشغيله مرات عدة لكن بانت كل محاولاتي بالفشل، عندها عرفت ان تلفازي قد مات، وشعرت بحزن كبير لم احس به منذ فترة طويلة، لكني لا الومه فقد عاش طويلاً، تماماً مثل جدي الذي عاش طويلاً هو الآخر، حتى انطفأ في احدى الليالي بعد ان اكل وجبة دسمة على العشاء وشرب كوب قهوته الاخير ثم غادر غرفته وجلس في ساحة البيت وتعطل بسلام ، وعندما سألت ابي لما مات جدي قال ان (كل الاشياء ستتعطل يوماً ).
حاولت نسيان جدي وهم التلفاز، اتصلت على صديقي الذي لم اره منذ فترة وقررنا الخروج لنفس المقهى القديم، وفي طريقي نحو المقهى كان الناس والشوارع حقيقيين جدا، لم استطع ان اغير ما اراه حتى لو كان لم يعجبني، وصلت المكان ،يجلس صديقي بمكاننا المعتاد، لكن المقهى كان مختلفا على ما اتذكره، نظرت في كل الزوايا وكل الوجوه ولم اجد اي شيء مختلف وما تغير ولكن احساسي تجاهه كان مختلفا، ازعجني الامر فتمنيت ان اضغط زرا وأن يعود المقهى على ما كان عليه أو ان اعود انا على ما كنت عليه، ازعجني صديقي هو الاخر بطبيعة صوته العالي، وتخيلت لو كان على التلفاز، كان سيكون الأمر أسهل كنت سأخفض صوته الى الدرجة التي تعجبني او حتى يختفي تماماً، قضينا النهار بنفس المقهى ثم قررت الانسحاب والعودة إلى المنزل فتحرك الناس حولي اشعرني بعدم الارتياح، عدت للمنزل وأنا لا أعرف ما يجب ان افعل فنمت نمت كثيرا، حتى استيقظت يومًا اخر وانا اعرف ما علية ان افعل، يجب ان اذهب للعمل، فقد قررت ان اعيش الحياة بشكل كامل بكل سيئ وجيد فيها حتى احصل على المال الكافي لشراء تلفاز جديد.
حلم اليقظة
ختام رعد
افتح عيني وتسقط بها إحدى حبات الندى
اعاود
إغلاقها مرة أخرى ويتوالى إلى مسامعي صوت الطيور التي تزقزق وكأنها تعزف
نوتات
منتظمة وصوت موج البحر الذي كان مهيمنا على السمعي كآني
أنام
في سفينة فوق البحر
لكن
سرعان ما اندحر هذا الإحساس لأني لامست التراب واستشعرت به على جسدي والعشب الرطب الذي بلل بشرتي هنا أدركت أنني على اليابسة فتحت عيني
واذا
بي متمددة على ساحل البحر والطيور من حولي بكل مكان على اختلاف أنواعها
واذا
بي مندهشة من المنظر أرى
كل مظاهر
الجمال التي
طالما
حلمت برويتها أمام ناضري مشيت قليلا لاستكشاف المكان
وإذا
بمجموعة من الأطفال يحملون معهم أكاليل من ورد الزنبق الذي كانت
رائحته
تفوح
المكان
اهدوني
إحدى تلك
الأكاليل
وقلدوني
بها فرحت كثيرا لدرجة أن ضحكاتي وصلت إلى السماء ازداد شغفي في إكمال رحلتي في هذا المكان الرائع
وإذا
بـ شخص كان يبدو مألوفا لي كأنني اعرفه منذ زمن تحدثا مطولا غابت الشمس
واشرقت
ولم احس بمرور الوقت
واني أحدثه
وللمرة الأولى شعرت وكأنني احدث نفسي ذهب ذألك الشخص واختفى بين الأشجار تمنيت لو كان
لي جناح
لأطير
به لكن
سرعان ما تلاشى ربيع المكان وحل الظلام مكانه وتعالت صرخات الواقع اغلقي الكتاب أنها الصفحة الأخيرة
واذا
بي اجلس في مكان مظلم متكئة على حائط وحولي الفوضى بكل مكان والكتاب بين يدي وكل هذا
ما هو
إلا عالم خيالي
داخل كتاب
كنت دائما ابحث عن نفسي بالكتب ابحث عن
ما يشبهني
لعلها كلمات أو
اماكن
أو ربما
اشخاص
محطة
محمد حليم
صعدت على متن المترو متوجهاً الى مدينة (كذا) مسكتْ يدي الكرسي. حتى اذا صفر القطار راح جميع الركاب يترنحون كأنهم سكارى، بحثت عن مكان لكي استريح به فلم اجد، بحثت كثيرا فلم اجد نفسي الا واقفاً والجميع كحالتي هذه! جائني صوت من الأعلى (لكنه غير مفهوم) انا هنا انا هنا! عندها احسست بالغبطة لا ادري لماذا فلم اكد اعرف السبب حتى ظهر لي جناحين! فنظرت الى السقف فإذا هو ينفتح فتحاً وإذا بالركاب ينظرون الي بعيون جاحظة مخيفة! ارتفع جسدي عن الارض وفقدتُ السيطرة عن جميع حواسي وراح الجناح يرفُّ بقوة ولم أعد اشعر الا اني قد صرت بعيداً كل البعد عن القطار؛ بينما أنا محلق جاءني صوت "كدت تصل" خوفي بدأ يتلاشى حتى إذا نظرت إلى القطار رأيتهُ مشتعلاً وصوت جميع الركاب يناديني وهو يبكي ويصرخ! الصوت بدأ يقترب اكثر واكثر "أهلا بك بيننا أهلا بك بيننا" في حين صوت بكاء وصراخ افراد الرحلة بدأ يدنو ويقترب مني أكثر فأكثر. رأيت أشخاصا يرمون التراب عليّ!