العراق وظاهرة الأنتحار!؟
22-أيار-2024

علاء كرم الله
يعد الأنتحار ظاهرة عالمية تعاني منها كل بلدان العالم، وأن أختلفت أعداد المنتحرين ونسبة الأنتحار من هذا البلد الى ذاك، فأن الأسباب تكاد تكون متشابهة تقريبا! لم يعرف المجتمع العراقي ظاهرة الأنتحار منذ تأسيس دولته عام 1921 ولحين سقوط النظام السابق!، وأن وقعت حالات أنتحار فهي تكاد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ورغم الظروف العصيبة التي مرت على العراق في العقود الأربعة الأخيرة من حروب وحصار وظروف معيشية وأقتصادية صعبة، ألا أن المجتمع العراقي لم يشهد ولا حالة انتحار واحدة!. وحقيقة أننا بدأنا نشهد ونسمع عن وقوع حالات الأنتحار في محافظات العراق ومدنه وتحديدا محافظات الوسط والجنوب!، منذ الأحتلال الأمريكي البريطاني الغاصب للعراق! الأخطر في الأمر أنه أصبح في تزايد من سنة الى أخرى!، ففي تقرير لوزارة الصحة بتاريخ 29/2/2024 ذكر بأن سنة 2017 شهدت 178 حالة أنتحار، وأزدادت في سنة 2018 الى 306 حالة، ثم في سنة 2019 وصلت الى 316 حالة! (عن طريق الشنق، او الحرق أو أستخدام الأسلحة، أو تعاطي جرعات زائدة من المخدرات!)، ورغم أن هذه الأعداد تعتبر قليلة قياسا بالمعدلات العالمية وحسب ما تنشره تقارير منظمة الصحة العالمية!!، ألا أن هذا لا يجعلنا نقف مكتوفي الأيدي أمام ذلك! (هنا لابد من الأشارة الى تقرير صحيفة التليغراف البريطانية عن حالات الأنتحار في أقليم كردستان، الذي ذكر بأن حالات الأنتحار أودت بحياة 11 ألف مواطن في الأقليم بعد أستقلاله عام 1991). ومن المفيد أن نذكر هنا أيضا أن ( كندا الدولة الأوربية المتقدمة، وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية تقف في المرتبة 34!! من بين 107 دول في عدد حالات الأنتحار!، حيث يبلغ المعدل السنوي لحالات الأنتحار فيها الى 3500 حالة في السنة!)، ولا بد أن نوضح هنا أن كل الأرقام والمعدلات الواردة والمذكورة سواء على المستوى المحلي أوالعالمي، تتكلم عن حالات الأنتحار التي أفضت الى موت أصحابها، وليس عن محاولات الأنتحار التي تم انقاذ أصحابها التي تقدر أيضا بالمئات ولربما باللألاف!، حيث لاتوجد احصائيات دقيقة بذلك. وما دمنا نتحدث عن الأنتحار وأنواعه، لابد أن نوضح بأن هناك أيضا الأنتحار السياسي وهذه تحدث في دول الغرب وأوربا حصرا!!، لأننا لم نسمع أن سياسيا عربيا أنتحر بسبب فضيحة أخلاقية أو فساد مالي رغم العيوب والمخازي التي تلاحقهم!، وهناك أيضا أنتحار القائد العسكري في المعركة، وهذا يعتبر ومن وجهة نظري أعلى درجات ومراحل الشجاعة فالقائد العسكري الشجاع يقدم على الأنتحار عندما يخسرالمعركة (لا ينهزم ويختبيء بالجحور!!) لأنه لايقبل على نفسه وكرامته وشرفه العسكري أن يذل ويكون أسيرا بيد العدو! نعود الى صلب الموضوع، فأنتشار ظاهرة الأنتحار بالعراق، تقف ورائها أسباب كثيرة وعديدة، منها وأخطرها وعلى رأسها، أنتشار المخدرات ، التي تجر ورائها تدمير البنية الأنسانية والأخلاقية والدينية للفرد، كذلك كثرة حالات الأنتحار بسبب أنتشار الفساد بكل أنواعه وصوره وما يخلفه من مشاكل أجتماعية وأنسانية كبيرة، تؤدي بالنهاية بصاحب أو صاحبة المشكلة الى الأنتحار بعد أن تغلق كل الطرق امامهم، ثم ضياع الحق، وأنتصار الباطل علنا جهارا نهارا، وضعف أجهزة الدولة في نصرة المظلوم، عدم وجود القوانين الرادعة لنشر الأمن والأمان، حيث الشعور بالغربة بسبب الخوف وهو في داخل الوطن!، ومن أسباب الأنتحار الأخرى، الفشل في قصة حب، أو الفشل في الزواج، العنف الأسري، أو الخسارة في مشروع تجاري أو أي مشروع والوقوع تحت طائلة الديون، كذلك الأنتحار بسبب الفشل في الدراسة، الأنتحار بسبب اليأس من الحياة بكل تفاصيلها والشعور بضياع المستقبل، وأيضا من أسباب الأنتحار أنتشار الأمية والجهل، وضعف الأيمان ! رغم أن الأحزاب الأسلامية هي من تقود الدولة من 2003 ولحد الآن! وغيرها الكثير من الأسباب التي تؤدي بصاحبها الى الأنتحار. من وجهة نظري أرى أن معرفة أسباب الأنتحار، ووضع الدراسات عن حالات الأنتحار ليست مهمة (فهي تكاد معروفة الأسباب!) بقدر أهمية الكيفية في علاجها من قبل الدولة وأجهزتها!، ولو أني أرى أن أستمرار الوضع العام بالعراق بكل تفاصيله السياسية والأقتصادية والأجتماعية وبكل الأزمات التي يعاني منها، مع عدم وجود أية بادرة للأصلاح، وأنتشار الفساد بكل صوره وانواعه الذي هو أس البلاء ومصدر المصائب والويلات والخراب، وعدم وجود (العقوبات الرادعة والقوية) للحد من أنتشار المخدرات، تلك الآفة المرعبة التي دخلت حتى الى البيوت، والى مدارس الأطفال! سوف يؤدي الى أستمرار حالات الأنتحار وأزديادها!. أخيرا نقول: مع ذلك، أن أملنا كبير وكبير جدا بالحكومة وكافة الأحزاب السياسية أن يكونوا يدا بيد بأذن الله، من أجل رفعة هذا الوطن وشعبه ومعالجة كافة أزماته ومشاكله وأمراضه الأجتماعية .

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech